صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

رجولة ..وغيرة
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من بين ردود الافعال الشبابية على واقعنا الحافل بالسلبيات والمثالب اطلاق عدد من الشباب في محافظة واسط شواربهم وتشكيل تجمع اطلقوا عليه ( ابو الغيرة ) هدفه مساعدة الآخرين ..لابد ان نواياهم الحسنة كانت وراء مثل هذه الخطوة رغم تاكيدهم على ان الشوارب هي رمز الرجولة والغيرة وهذا امر لايمكن تعميمه فالرجولة مواقف كما تعلمنا والغيرة سلوك قد يصدر من امراة أو رجل ازاء فعل يستثير احاسيس المرء ويتطلب منه موقفا ايجابيا وحاسما..
في الايام القليلة الفائتة ، شهدنا احداثا خطيرة تتطلب اتخاذ مواقف حاسمة و(رجولية ) كالتنازل عن ميناء خور عبد الله للكويت ومنع دخول اللاجئين العراقيين الى الولايات المتحدة بناءا على قرار الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب وغير ذلك من الاحداث المحلية العديدة كبناء الاسوار وحفر الانفاق حول بغداد والمحافظات وتكرار حوادث الاختطاف الفردي والجماعي وخروج مناطق جنوبية من تحت سلطة القانون لتتحكم بها العشائر وتمارس فيها نزاعات عشائرية تستخدم فيها مختلف الاسلحة ويسقط فيها قتلى وجرحى ..ورغم ان هذه الاحداث استحقت مساحة كبيرة من اهتمام الاعلام الغربي والعربي وامتلأت بتداعياتها صفحات التواصل الاجتماعي الا ان ردود الفعل السياسية العراقية ضدها افتقرت غالبا الى ( الرجولة ) وغابت عنها ( الغيرة ) ، لدرجة ان بعض المدونين طالبوا السياسيين العراقيين بألا يعربوا عن ارائهم بقرار ترامب أو يستخدموا قضية خور عبد الله كورقة انتخابية فقد اتقنوا فن الصمت طوال سنوات وهم يشهدون تسرب اراضيهم وبيعها الى دول الجوار ، وانتهجوا سياسة ( الهدوء ) وهم يحتلون الرقم الابرز في قائمة الدول الارهابية لدى ترامب ، واختاروا طريق التراشق بالتهم والشجار على شاشات الفضائيات وهم يناقشون قضايا بلدهم الساخنة ، وسلكوا طريق الفساد وهم يفكرون بتغليب مصالحهم الشخصية على هم الوطن ..
ربما يجد رئيس الوزراء حيدر العبادي في اطلاق رد فعل غاضب ضد قرار ترامب نوعا من التسرع فهو مقيد حاليا بين اعتباره رجل دولة يسير بالبلد الى الطريق الصحيح بعد تحرير الساحل الايسر من الموصل ودعوته الى حصر السلاح بيد الدولة وفرض القانون على الجميع ومايتطلبه ذلك من (تسليك) العلاقات مع الجانب الامريكي لاستكمال تحرير الجانب الايمن وطرد عصابات داعش نهائيا ، وبين تلبية النداء العراقي بايجاد حكومة قوية وقادرة على مواجهة كل مايهدد كيان البلد من خارجه وفي داخله وماقد يحط من كرامته ويقلل من هيبته ، لكن الخيار الثاني لابد وان يكون هو الارجح ، فاذا كان ترامب قد استخدم اسلوبا جديدا في اظهار قوته للعالم فمن الواجب على من هو عون له في العراق ان يكون ندا له وأن يظهر له قوته ايضا ليحظى باحترامه واحترام الشعب العراقي والعالم ، لذا كان على العبادي ان يتخذ خطوات جريئة ليقول لترامب ان العراق يقاتل الارهاب بدلا عن العالم وانه قادر على التخلي عن دعم امريكا وطرد رعاياها مالم تحترم كيانه وحرية ابنائه ..
يقول ونستون تشرشل ان (كل شعب في العالم ينال الحكومة التي يستحقها ) فهل يستحق الشعب العراقي حكومة ضعيفة عاجزة عن حمايته ورفع شأنه ، أم سيكتشف يوما ان سياسة الهدوء وعدم مناصبة العداء لمن يبادر به هو الاسلوب الأمثل ليكون العبادي رجل الدولة الذي يقودها بالاتجاه الصحيح ؟!...ربما ستكشف لنا الايام المقبلة ان كان لدينا فسحة من الأمل بالمستقبل او سنجد اننا نعيش في (وهم ) كبير اسمه ( السيادة الوطنية ) ..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/02



كتابة تعليق لموضوع : رجولة ..وغيرة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net