صفحة الكاتب : عمار العامري

أدراك الإنسان للنصيحة في خطاب المرجعية
عمار العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   الخطاب الى الإمة جمعاء, بدون تشخيص لفئة معينة أو مجال محدد, الكل مشمول في الاستماع الى النصيحة, والموعظة الحسنة التي أتى فيها القران الكريم, ووجهها الى الأقوام السالفة, بطبيعة الحال كلام القران في مجمله مستمر, لا يتوقف عند حالة واحدة, كون الأمم متعاقبة الأمم في زمن الأنبياء, وفي كل الأزمة.

   هذا المدلول؛ جاء بالخطبة الثانية لصلاة الجمعة, بإمامة السيد احمد الصافي, في 5/ جمادي الاول/1438هـ, الموافق 3/ 2 / 2017م, مستعرض قوله تعالى في القرآن الكريم: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) والآية تتحدث بعنوان (أمّة), أي عن حالة جماعية, والخطاب عام, يحاول الله تعالى؛ إن يوقظ في الأمة الاسلامية؛ روح السمات الفاضلة, والصفات الحميدة, وأيضا يوقظ فينا الاعتبار بالقياس الى ما مضى.

   لذا يوضح المنهج القرآني؛ التمكين كونه حالة من السلطنة, والتمكن من هذا الفعل, يعني لكل واحد منها سلطان, والامة في حالتها الجماعية تعني السلطنة, ومن مظاهر السلطان الجعل التكويني, فالله تعالى جعل لنا وأعطانا ما لم يعطي لغيرنا, ويسترشد بالقول؛ من عجيب القوم أن القران الكريم, يذكر أموراً هي من البديهة, ألا يعلم أحد منا أن له سمع وبصر وفؤاد.

   مبيناً الفائدة؛ من ما من الله تعالى فيه علينا, بدلالة السمع حتى يسمع الأنسان, والابصار حتى يرى ما حوله, والأفئدة حتى يفكر فيما يدور, وبما يحدث, هذه الجوارح الثلاثة تمثل قِوام التعقّل عند الانسان, مستشهد بقوم نوح "ع"؛ عاشوا مئات السنين ما هي النتيجة من موعظة نوح, وهو نبي فيهم (جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ), هذه النتيجة, فأي فائدة لآلة السمع.

   النبي نوح "ع" يتحدث الى القوم, ويرشدهم الى أمر واضح, ولا يتكلم بألغاز, يتكلم بوضوح, مع ذلك تجدهم يجحدون بكلامه وإرشاداته, قطعاً الحكمة من هذا الحديث, هي ما يجري في العراق؛ فليس هناك اهتمام لقصص القران الكريم, ولا تأمل في إرشادات وتوجيهات المرجعية الدينية, وليس هناك أدنى اهتمام لما يجري, النتيجة تجد المجتمع يلقي باللائمة على أولي الامر في الأمة.

   لذا قوم نوح "ع" والأقوام التي أعقبت, وصولاً للأمم والاقوام التي نعيش في كنفها, خانوا هذه الهِبات, وخانوا هذا الذي جعله الله تعالى لهم, أذا لم يستعملوا هذه الاشياء سيكونون كالبهائم بل أضل.., فالإنسان الذي مكنّه الله تعالى, وأعطاه وسلطّه, لكنه لم يستفد لا من نصيحة, ولا من موعظة, ولا إشارة, ولا كناية لم يستفد من هذه أصلاً, ماذا يريد؟؟.

   طبيعة الحال؛ إن الله تعالى؛ أسمى وأنبل من أن ينتقم من الأقوام السالفة, ويعذبها من أجل أرضا نفسه, أنما أستبدلها بأقوام أخرى لتحقيق الهدف, الذي من أجل خلق الكون كله, لذا جاء التأكيد؛ لا ينتقم الله من العباد لأجل الانتقام, لكن هؤلاء العباد يعجلّون النقمة, ويعجلون غضب الله, والعياذ بالله.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/03



كتابة تعليق لموضوع : أدراك الإنسان للنصيحة في خطاب المرجعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net