صفحة الكاتب : نزار حيدر

تْرامْب أَسْقَطَ حَقَّ وَاشِنْطُنْ فِي قِيَادَةِ التَّحَالُفِ الدَّوْلِي
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 *برأيي فانّ حقّ الولايات المتّحدة بقيادة التّحالف الدّولي في الحَرْبِ على الارْهابِ قد سَقَطَ اليوم بالضَّربة القاضيةِ عندما اعتبرت أُوروبا الرَّئيس ترامب يُساوي [الارهاب] في عقليَّتهِ ومنهجيَّتهِ، كما عبَّر عن هذا المعنى رسم الكاريكاتير الذي نشرتهُ اليوم إِحدى أَشهر المجلّات الأوربيّة وهي [دير شبيغل] الألمانيّة!.

   وبذلك يكون على العالم، وخاصّةً الدُّوَل المتضرِّرة من الارهاب والتي لازالت تخوضُ حرباً شعواء ضدّهُ للقضاءِ عليهِ وتحريرِ أَراضيها من سيطرتهِ، وتحديداً الْعِراقِ، ان يبحث عن قيادةٍ جديدةٍ للتّحالف الدّولي تكون حقيقيّةٍ وفعالة!.

   ليسَ من حقِّ واشنطن من الآن فصاعداً أَبداً أَن تتصرَّف وكأَنها تقود هذا التّحالف! فعندما يتجاهل ترامب عن عمدٍ إِدراج منبع الارهاب وحاضنتهِ الأَساسيّة [نِظامُ (آل سَعود)] في قرارهِ الأَخير بشأن اللّجوء، فذلك يعني أَنّها ضلّت الجادّة وأخطأت الطَّريق وهي غير جادّة في الحَرْبِ على الارهاب! فكيف تقودُ التّحالف الدّولي إِذن؟! ولمن ستُحارب؟!. 

   *وعندما أَبطل القضاء الأَميركي قرارهُ بهذا الشّأن فانّما اعتبرهُ إِنتهاكاً للدّستور وللقِيَم التي بُنِيت على أَساسها البلاد!.

   فضلاً عن ذلك فانّ القرار لا ينسجم حتّى مع نَفْسهِ [إِسمهُ] والذي هو [حمايةُ البلادِ من دخول الارهابيّين الأَجانب الى الولايات المتّحدة]! فكيف يُرِيدُ الرَّئيس ترامب أَن يحمي بلادهُ من الارْهابِ من دونِ ان يُسمّي مصدرهُ ومنبعهُ وحاضنتهُ الحقيقيّة [نظامُ القبيلةِ]؟! ويذكر عِوضاً عنهُ دولاً لم يُمارس رعاياها أَيَّ فعلٍ إِرهابيٍّ على الأَراضي الأَميركيّة منذ (١٩٧٥) ولحدِّ الآن كما أَشارت الى ذلك الإحصائيّة الموثَّقة التي نشرتها وسائل الاعلام الأَميركيّة والاوروبيّة منها محطة (سي أَن أَن)؟!.

   لقد ظلَّ هذا السُّؤال المنطقي يُلاحقُ ترامب وإِدارتهُ على لسانِ الاعلاميّين والسياسيّين والديبلوماسييّن في الولايات المتَّحدة وفي أُوربا وحول العالم! حتى بات يؤرِّقهُ ويُحرجهُ بشَكلٍ كبير!. 

   *برأيي فانّ هناك عدَّة أسباب تقف وراء التصعيد ضدَّ طهران؛

   الأَوّل؛ إِنّ ترامب بحاجةٍ ماسَّةٍ الى صناعة وتضخيم عدوّ في المنطقة لابتزازِ دول البترودولار، وعلى رأسِها نِظامُ (آل سَعود).

   ومن الواضح جدّاً فانّ الادارة ليس أَمامها الّا الجمهوريَّة الاسلاميّة في إِيران لتضخمِ خطرِها من أِجل تحقيقِ أَقصى درجات الابتزاز لنُظُم القبائِل الفاسِدة الحاكِمة في دُوَل الخليج!.

   إِنّ نظريّة ترامب قائمة على أَساس أَن تكونَ الولايات المتَّحدة شُرْطيّاً مدفوع الثّمن سلفاً وليس بالمجّان كما كان في السابق، حسب ادعاء ترامب! فكيف يمكنهُ أَن يكونَ كذلك للرِّياض تحديداً اذا لا يوجد ما يُهدِّدها؟! كيف يمكنهُ أَن يبتزَّها ويحلِبها كثمنٍ لحمايتِها اذا لم يخلُق ويضخِّم عدوّاً في المنطقةِ؟! وهل غير طهران يُمكن أَن يصنع منها ذَلِكَ التَّهديد الشّاخص ليبتزَّ بها الرِّياض وشقيقاتِها؟! هل يمكنهُ مثلاً أَن يُهدِّد الرِّياض بإسرائيل التي تمرُّ الآن العلاقة بينهُما بشهرِ عسلٍ فريدٍ من نوعهِ؟!.

   الثّاني؛ إِنّ اختبار طهران لصاروخِها البالستي تزامنَ توقيتهُ مع إِستلام ترامب لمهامّهِ الدستوريّة في البيت الأَبيض وفِي أَجواء العنتريّات! اذا بالصّاروخ الإيراني ينطلق في الجوّ ليُنفِّس من إِحتقان ترامب وتضخُّمهُ وانتفاخهُ بشَكلٍ لو لم يردَّ عليهِ البيت الأَبيض فوراً لظهرَ ترامب منذُ اليوم الأَوّل وكأنّهُ نمرٌ من وَرقٍ!.

   ثالثاً؛ كما أَنّ القصف الصّاروخي الذي تعرَّضت لَهُ الفرقاطة الأَميركيّة الصُّنع في البحرِ الأَحمر أَثار ترامب كثيراً، خاصَّةً وأَنّها من النّوع الحديث الذي كانت الرِّياض قد استلمتها في إطارِ صفقة السّلاح الأميركي الأَخيرة!.

   *لكلِّ الأَسباب أَعلاهُ وغيرِها جاءت مُحاولات ترامب للدَّفع بالخطر الإيراني الى الصَّدارة، ولا ننسى أَنّهُ كان قد وعدَ ناخبيهِ بأَنّهُ سيُلغي الاتّفاق النّووي إِذا فازَ بالبيتِ الأَبيض! وهوَ الوعد الذي تراجعُ عنهُ الآن! فاستعاضَ عن قرارِ الالغاء بالتّصعيد الكلامي الأَخير ضد طهران! بقولهِ [أَنَّ كلّ الخيارات، بما فيها الخيار العسكري، معروضة على الطّاولة] وهي العِبارة التي كرّرها الرُّؤساء الثّلاثة الذين سبقوهُ الى البيتِ الأَبيض!.

   ولقد تسرَّبت معلومات خاصَّةً تُشيرُ الى إِحتمال أَن يوجِّه 

ترامب ضربة عسكريَّة لهدفٍ (إيراني) وهمي في اليمن! لحماية رجولتهِ أَمامَ ناخبيه وحلفائهِ التَّقليدييّن في المنطقة!.

   *قد يسأَل سائلٌ؛ أَلم يعِد ترامب العالم بأَنّهُ سيمحو الارهاب من على وجهِ الأَرض؟! فما علاقة التّصعيد بذلك؟!.

   أَولاً؛ هو يدَّعي أَنّ طهران هي منبع الارهاب ومصدرهُ في العالَم على خلافِ كلّ الآخرين هُنا في واشنطن والذين يجزِمون بأَنَّ الرِّياض هي المصدر والمنبع والحاضِنة الأَساسيّة للارهاب في العالم! بل حتّى على النّقيض من نصّ قانون [جاستا] الذي شرَّعهُ الكونغرس العام الفائت! وباتّفاقٍ كاملٍ بَيْنَ الحِزبَين!.

   ولذلك فهو يسعى لتسويقِ فكرة مفادها انّ الحرب على الارْهابِ تمرُّ من الحَرْبِ على طهران أَولاً!.

   ثانِياً؛ لقد تبيَّن بأَنَّ وعدهُ الآنف الذِّكْر لم يكن أَكثر من دعايةٍ إِنتخابيّةٍ ضدَّ منافستهِ الديموقراطيّة كلينتون، على اعتبار أَنّها جزءٌ من الادارة السّابقة التي صنعت الارهاب في سوريا والعراق كما كان يُعلن ترامب خلال حملتهِ الانتخابيّة!.

   ولعلَّ من أَوضحِ الأدلَّةِ على ذلك هو أَنّهُ لم يُدرج أَيٍّ من الدُّول التي مارس رعاياها الارهاب في الولايات المتّحدة في قرارهِ العنصري، وعلى رأسِها [السَّعوديَّة والإمارات]!.

   ٤ شباط ٢٠١٧

                       لِلتّواصُل؛

‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/05



كتابة تعليق لموضوع : تْرامْب أَسْقَطَ حَقَّ وَاشِنْطُنْ فِي قِيَادَةِ التَّحَالُفِ الدَّوْلِي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net