صفحة الكاتب : اسراء العبيدي

الدم ينتصر
اسراء العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حسينا حسين دمك الطاهر لم يجف في كربلاء ... وزوارك بأسمك يهتفون معلنين الولاء ... حبيبي ياحسين اسمك في ضمائرنا حاضرا لايغيب ... وحبك في جوراحنا كل يوم يزيد ...

فهل هنالك من التضحيات المزيد ... طبعا لا لكن كانت تضحيتك برأسك وجسدك أجمل تضحية تحكي مأساة الظلم المرير تحت قيود الأسى . ورغم كل شيء حدث فالدم ينتصر . نعم فلقد بكت السماء دما ولكنها لم تمطر غضبا لكي لاتمحو أثر الدم الطاهر من البقعة المباركة التي استشهد فيها الحسين .

والسماء نادت ياحسين بوجع وأنين فعصفت الرياح لكي تقتلع من الصحراء كل أعداء الحسين , فأوقعت أحصنتهم وقبل أن تتمكن منهم جائت الملائكة تطمئن كل من في الارض من أهل الحسين قائلة : - صبرا ياسماء وصبرا ياأهل الارض ويامحبين الحسين ويا آل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والائمة الطاهرين أنه أمر رب السماء قد جاء . فلا تعارضوا إرادة الله بل أبكوا على الحسين وكأنكم لم تبكوا يوما ... فالسماء تبكي بدل الدمع دما ... ألا تعلمون إن حادثة مقتل الحسين قد هزت عرش رب السماء لأنه اجتاز اختبار الله بتفوق وكان اهلا للرسالة . وتحمل كل المشقة والعناء ورضى أن يقطع رأسه وأن يفنى جسده خدمة لرب السماء , لأنه لاينحني إلا لرب السماء ولايتمثل إلا لأوامره ولاينقاد ولاينصاع إلا له ...

فهل يوجد أعظم من هذا المخلوق الذي قدم رأسه وجسده فداءا للارض التي وطئتها أقدام الأوفياء . ورضى بكل شيء من أجل اعلاء كلمة الحق والحفاظ على دين جده محمد (صى الله عليه وسلم ) . فلا تعارضوا ارادة رب السماء لأنه أراد أن يرفعه اليه في السماء وأراد أن يرفع من قدره في الارض فكتب له الشهادة بأعلى منزلة . لأنه نالها بكرامة وعزيمة واصرار على الحفاظ على دين الاسلام الذي شرع الله به السموات . فكفى فاليوم السماء تبكي دما ويهتز عرش الرحمن ألما على عبده الذي أحبه وضحى من أجل ارضاء ربه . وأما عزرائيل فقد اعتذر عن مهنة أخذ روحهه وفصلها عن الجسد فتولت المهمة الملائكة التي نزلت الى الارض لتشتهد مقتله وجنازته فحملت على أجنحتها روح الحسين لكي تأخذها الى بارئها وخالقها . أما الجسد الذي فصلته الملائكة عن الروح فلا يهم ماذا سيحدث له لانه الآن في عداد الأموات طبعا هذا غير صحيح  فقد أصبح الحسين في عداد الشهداء . ألا نتذكر قول الله تعالى ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءا عند ربهم يرزقون ) نعم من شدة الظلم الذي تحمله ومن شدة قسوة الحياة عليه خفف الله عنه حدة الألم وفصل روحه عن جسده قبل أن يقطعوا رأسه ويؤذوا جسده . 

فليفرحوا أعدائه بعملتهم السوداء لأنهم والله لم ينالوا منه ولابشعرة بل فقط نالوا من جسده وقطعوا رأسه وبعثروا جسده , لكن روحه الطاهرة ترقد بسلام مع الله ودمه الطاهر الذي سال في أرض كربلاء صار مثالا يحتدى به ودم خير وبركة لكل من طالت قدمه أرض كربلاء . وليس هذا فحسب بل اصبح قبره ليس فقط مرقدا بل مزارا  لكل من عصفت به امواج الحياة وذاقت به الدنيا. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسراء العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/09



كتابة تعليق لموضوع : الدم ينتصر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net