صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

متى تحكمنا دولة القانون ؟
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
     شعارات انتخابية؛ تملأ الشوارع, وخطب رنانة, ومهرجانات وحفلات صاخبة, وصراع وتشهير سياسي, وانتخابات تجرى, وبرلمان يعقد, وحكومة تشك,ل من اجل أن تحكمنا, دولة القانون ! .
    القانون ليس شعار انتخابي, فهو ينظم الحياة بكل تفاصيلها, ويضع القواعد التي يسير عليها البناء المجتمعي لكل بلد, وبدونه تعم الفوضى, ويصبح المجتمع أشبه بغابة يحكمها الأقوياء, ويضيع فيها الضعفاء, ويصبح الحق باطلا والباطل حقا, ويصبح فيها الحاكم, هو الخصم والحكم .
    كان أمل العراقيين, في العهد الجديد, أن يصبحوا من الدول المتطورة, إسوة بالدول العالمية الأخرى, وعلى أقل التقديرات, إسوة بما يجاورهم, ليس من حيث التطور العمراني, وبناء العمارات الشاهقة, أو توفر وسائل الترفيه فقط, وإنما من حيث تطبيق القوانين, وتنظيم الحياة في كافة جوانبها .
    ويبدو إن البعض, شعر بالرغبة الملحة للعراقيين في ذلك, وإنهم يرغبون في دولة تسودها العدالة والمساواة, وتطبق فيها القوانين على الصغير والكبير, تتحقق من خلالها العدالة الاجتماعية, ويسود الأمان في ربوع الوطن, فرفع شعاره الانتخابي, الذي يتلائم مع هذه الرغبة الجامحة, فكان له ما أراد وحقق ما يصبوا إليه, وحصل على كرسي الحكم, لينفذ وعوده .
    أصبحت الشعارات التي أطلقت في مهب الريح, والوعود التي قيلت محض سراب, وكلام الدعاية الانتخابية, محاه كرسي السلطة, فمدننا تسرح فيها الذئاب, تنهش المارة وتعتدي عليهم, بالقتل والخطف والابتزاز, وشوارعنا أصبحت أسواق للبضائع, تفتقر حتى للإشارات المرورية, ومؤسساتنا تدار بالاجتهاد الشخصي للسيد المسؤول, وضاع المواطن بين تعليماتٍ, كل يفسرها على هواه .
   لم يلمس احد, من تلك الوعود شيئا, فلا نظام تسير الدولة عليه, ولا قانون يردع المخالفين, وإجراءات تجعلك تضيع في متاهة الروتين, وأموال استبيحت وأهدرت, سنين مرت ونحن نرى أحلامنا تضيع, بسبب الوعود الكاذبة, فالحاكم لا يفكر إلا في كرسيه, الذي يصارع عليه, وكل اجتهاده في حل مشاكل سياسية بعضها مفتعل, وضاع علينا ما كنا نحلم به, من أن تحكمنا دولة القانون .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/10



كتابة تعليق لموضوع : متى تحكمنا دولة القانون ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net