صفحة الكاتب : محمد الشذر

الخطر الاكبر ما بعد داعش!
محمد الشذر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال النبي الاكرم "ص واله" (رجعنا من الجهاد الأصغر، إلى الجهاد الأكبر) قالوا: وهل هناك جهاد أعظم من جهاد الكفار؟ قال:( نعم، جهاد النفس) 
اذا جهاد النفس، والفكر، والسريرة، والعقيدة، هو اعظم جهاد، اذ الافكار تصبح اقوال، والاقوال تصبح افعال، والافعال ربما تؤدي الى القضاء على مجتمع كامل!
 
الخطر الذي يواجهه العراق في الحرب؛ ليس بقدر ذلك الذي سيتخلف بعدها! فأحتلال داعش لتلك المناطق طيل الفترة الماضية، وتحركها بحرية، وسيطرتها التامة على تلك المناطق، مهد لها، ومكنها من ان تتحرك بما تريد، وترسم ستراتيجياتها المستقبلية وفق ارادتها، لتزرع شيء لا يمكن انهاءه بمجرد انتصار الجيش العراقي في المعركة، بل يبقى اثره لسنين، يعود بمجرد فسح المجال له، ليبقى قمبلة موقوتة تنفجر متى ما تم التلاعب بها.
 
الفكر هو اخطر الاشياء على المجتمع، والبدعة هي التي تنهك الشعوب، وتسلب الدين، وتهدم البنى التحتية لكل تركيبة اجتماعية، وبالتالي تؤدي الى انحلال المجتمع، وبُعّده عما كان يعتقد به، لا بل تحرفه عن مساره، وتؤدي به الى الهلاك، وان اخطر شيء على الانسان هو فكره، واخطر شيء على الفكر والعقيدة هي البدع.
 
غسيل الادمغة الذي تمارسه داعش بفن عال جدا، وحرفية منضبطة جلب لها المرتزقة من شتى بقاع العالم، فالوعد بالحور والفردوس، وتطبيق الامر بالمعروف، والوعيد بعدم النهي عن المنكر، ساعدها نفسية الانسان الميالة الى العنف، والتمرد، والبدع التي ادخلت على الدين، والموجبات التي طرأت عليه، لتنفيذ تلك الاجندة الفكرية، اعد لهم اراضي خصبة لقذف قاذوراتهم الفكرية، في تلك العقول الضحلة، خصوصا تلك التي تميل الى الانحراف او المنحرفة اصلا، او تلك العقول التي مُلئت خوفا من الاجرام الداعشي، لتنقاد في ما بعد دون ان تشعر بسبب تلك العمليات الآنفة الذكر.
 
الحكومة العراقية عليها ان تعي تلك الخطورة، وان تحرير المناطق عسكريا؛ ليس له فائدة، دون محاربة تلك العقول التي انحرفت ومُلئت بالفكر التكفيري، خصوصا فئة الشباب، والصبيان، والبراعم التي اعدت لهم داعش مناهج خاصة يتم تدريسها حاليا، لهذا الهدف.
 
الحلول ليست سريعة وآنية ولكنها عبر الوقت؛ ستترك اثارها التغييرية، اذ يجب فتح مراكز دراسات خاصة لمكافحة هذا الافكار، ويجب اثراء المجتمع بالتنمية البشرية، والتطوير والتأهيل، للحد من تكالب هذه الافكار، ايضا الاصلاح الفكري يجب ان يمارس في جميع الجوانب، في المؤسسات الحكومية وغيرها، وتنشيط العمل على اشراك الجميع في المسؤولية لبناء مدنهم، واثراء روح المواطنة، والحب والعيش السليم.
 
الخطر القادم، هو فكر انتج داعش، ولن يباد داعش ما لم يباد الفكر او يكافح، الذي انتجه، والسلا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الشذر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/11



كتابة تعليق لموضوع : الخطر الاكبر ما بعد داعش!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net