صفحة الكاتب : ابراهيم بن مدان

مشكلة المرأة ( العصرية ) في عالمنا العربي
ابراهيم بن مدان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من مآسي بعض النسوة اللواتي يسمين أنفسهن بالمتحررات مع الأسف والأسى على حالهن، هو أنهن يرين العالم بصورة مخالفة لما هو عليه تماما، فيعتقدن أنهن قد بلغن سدة العلم والثقافة والتحرر والانفتاح، كما ويتصورن أن تلك المرأة التي تفرض آراءها وشخصيتها وشروطها على الرجل بأنها امرأة شجاعة وجريئة وذكية وأن هذه هي أفضل الطرق للوصول إلى قلبه وإثارة إعجابه بشخصيتها القوية وإثارة حبه لها. لكن الواقع هو العكس من ذلك تماما - فما هكذا تورد الإبل- فهذه عبارة عن امرأة غبية بليدة؛ لا تعرف عقلية الرجل ولا طبيعته ولا كيف تعامله ولا كيف تجعله يحترمها ويقدرها. فألذ أعداء الرجل هي تلك المرأة التي تجادله وتحط من شأنه، ولا تعير اهتماما لكلامه. فمنهن من خلقت لتجادل وتتبع الأخطاء فقط فتراها تقوم بدور ضابط الشرطة مع زوجها لماذا فعلت هذا؟ لماذا تأخرت؟ من تلك التي كلمتك في الهاتف؟... هذه كارثة حقيقية عل نفسها وعلى زوجها وعلى العالم.
  مشكلة المرأة العصرية أنها لم تصل بعد إلى فهم أن معنى الثقافة هي المسؤولية، وأن التحرر هو تحرر الفكر من الأفكار المغلوطة، وأن حريتي تنتهي عند ابتداء حرية الأخر، وأن الاحترام هو سلوك راق يعطي الإنسان علوا ورفعة... فهي وأمام هذه المتغيرات المجتمعية التي نعيشها أصبحت مهزوزة لا تعرف ماذا تريد، تطلب الكثير دون أن تؤدي القليل، فتجدها تعيش صدمة الحداثة التي تتوق إليها دون إدراك أن الحداثة تكون على مستوى الشكل والمضمون، وأننا كدول عربية وإسلامية لم نصل بعد إلى مستوى الحداثة بمفهومها الحقيقي، وإنما نعيش التحديث فقط .لقد عبر د.مصطفى محمود عن ذلك التيه والضياع الذي تعيشه المرأة العصرية في كتابه "خمسة وخمسون مشكلة حب" بقوله: "المرأة العصرية(...)تكفر بالقديم لمجرد أنه قديم وتهلل للجديد لمجرد أنه جديد، وتطلب ألف شيء ولا تقدم في مقابله شيئا واحدا، إن إحساسها بحقوقها أكثر من إحساسها بواجباتها،إحساسها بحريتها أكثر من إحساسها بمسؤوليتها لأنها تمر بتجربة جديدة ".
مسكينة هي تلك المرأة المتحررة العنيدة الكثيرة الجدال التي تدرس، تطالع، تبحث وفي الأخير لا تصل إلى أي نتيجة تذكر، تعيش طوال حياتها تتجرع سم المرارة والأسف والإحباط دون جدوى تريد الدخول الى عالم لا تمتلك مفاتيحه؛ هكذا هو الإنسان الغير ذكي اجتماعيا والغير ناضج عاطفيا. إنها تُنظر وتتفلسف وتناقش. تتهم المجتمع بأنه ذكوري، والدولة بأنها متخلفة، والأسرة بأنها لا تطبق المساواة، والنظام بأنه رجعي لم يعطها حقوقها. تريد التغيير ترفع لافتات وتجعل من حقوق المرأة قطب الرحى في لافتاتها ونضالاتها؛ المساواة في الإرث والمساواة بين الجنسين وعدم التمييزووو. هي تعيش في برجها العاجي المطل على الخيال والوهم والبعيد كل البعد عن الواقع. ربما لأنها لم تصل إلى الحقيقة من خلال علمها وثقافتها ووعيها، أو لا تريد معرفتها فهي تود العيش في عالم وهمي ميتافيزيقي مصطنع بعيد عن الواقع فالبعض على حد تعبير الفيلسوف نيتشه لا يريد سماع الحقيقة كي لا تتبدد أوهامهم.
هناك نساء ناجحات في حياتهن الشخصية والعائلية والعاطفية ومع ذلك لم يدرسن لا حقوق الإنسان، ولا حقوق المرأة ولا المساواة، ولا الحرية، ولا العدالة الاجتماعية. ولكن تعلمن بالفطرة معنى شيء اسمه الحياة وعلمن من خلال طبيعتهن ووعيهن الجنيني بأن العيش مع إنسان أخر في بيت واحد لا يخلو من المشاكل، وأن الحياة تفرض علينا أحيانا أن نتنازل ولا ننطح الحائط وننحني للعاصفة كي تمر بسلام، لقد تعلمن بالفطرة كيف يعاملن أزواجهن من خلال فهمهن لطبائعهم، وأن الرجل يحب تلك المرأة الرقراقة اللطيفة ويمقت تلك المتسلطة الغليظة التي تفرض عليه آراءها وتدعي العلم والمعرفة والفهم في كل شيء، وأنه يستسلم أمام تلك المرأة التي إذا غضب وانفعل وجدها لا تجادله ولا تسخر منه ولا تحط من شأنه بكلمات جارحة، وإنما تصمت وتسمع، حتى تهدأ ثائرته فيعود إليها منكسرا معتذرا كالطفل الصغير طالبا الصفح والعفو والمغفرة  عن كل كلمة قالها من ذي قبل، فتكبر في عينيه ويحترمها ويجلها ويعدها ألا يعود لذلك مجددا. هذا النوع من النساء هن المثقفات هن الواعيات هن المتعلمات اللائي عرفن كيف يحصلن على ما يردن باللين والهدوء والسكينة والاستقرار، بعيدا عن تعقيدات الحياة بمجملها.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابراهيم بن مدان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/12



كتابة تعليق لموضوع : مشكلة المرأة ( العصرية ) في عالمنا العربي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net