صفحة الكاتب : انجي علي

قصةً *حَبات المطرِ
انجي علي

جَاءَ وَعْدُ الحُبِّ، لِيَكْسِيَ القُلوبَ المَهْمٌومة، ـ وهي قلبٌ أنهكَهُ الحيرةَ ، يطُوف الحزنَ حَولَها طوفًا، هي القَابعةٌ خَلفَ قُضْبانِ سجْنها ، الحزينةُ فِي عَباءَةِ الألم، زَهرة تَتنفَّسُ فِي تربةٍ هَزَّ رَبيعُ الحَنِينِ جُذورهاَ لَمْ تَغْفَلْ يوماً جرَاحها التي تَكالبتْ عَليِها ، تَعيشُ يابسةً في انتظارِ مَنْ يسْقِى شُقوقها،،بينما الشوقُ يختطفَ لحظاته الأخيرة ،يختبىءُ في تأوهاتِ الحيرةِ ، ويعودُ منكسرً من شدةٍ التواري،ﻳﺘﺴﺮﺏُ ﺁﻟﻮﺟَﻊ ﻣِﻦ ﻣَﺴاﻣاﺕِ ” ﺁﻟﺼَّﻤﺖِ ” و فيضُ الكلمةِ يُفنيَ مرةً أخري ، إلى العُزلةِ بعيداً بين همهماتٍ غير مفهومةٍ ،و سُؤالٌ مصقُول يسطعُ في الخفقِ سهواً يهبطُ وراء ضجيجٍ الوجهِ في الَمرآيا ،وعلى مَفترقِ الوقتِ الَمنسي يَرمي بجذوة العشقِ إلي أرضٍ جرداءٍ و حناجرَ الحَنينِ تَرتجفُ، تنْعَس لحظةً، لتحلمَ بقلبٍ يأتي ولهاً، يَسكُنَ بِرَمشٍ يختالُ بِسحر الشرقِ، يَمد ظله الرقيق ليحتضن ملامِحها وهي خائفة ترتجف .. تخشي حلماً إذَا طلعَ الصباحْ تبدَّدا،فتَرحلَ الأعناقَ خَلسَة، دُون وداعٍ ،تَسَارعَت أنْفَاسَها وَكأنَّها تُسَابقُ خُطاها حَتي أنهكها التعبَ أذ بـ رَجُلٍ مُخْضَرَّ القَلبِ، مُورِق الرُّوح ، نادِي فِي فَنَاء نَفسِها وَصِاح : أشْرقِي .. و أخّرجِي من هَذا الكهفِ المظلم ، رَجفَ قَلبُها رجفاً وهو بدِفئ أنْفَاسٍ يَكسِيَ خَد الحَياةِ رغم المطرُ الشديدَ الذي يهطلُ بغرازةٍ، لم تدركَ أن هذا المطرُ يَغسلُ جِراحَها و يقطُر مَن حنَاياها حنينًا ،، وهيَ تَرتَمي فِي شَمْس حُضن ذاكَ الغَريب ، ليَسكنَ صَراخها المنزوع الحنجرةِ واضطِّرابها المتواري خلف جدرانها المتصدعه ،

: ألتقيا بين حبات المطر ،جسدين و روح واحدة، في مهبِّ الحبِ قصَّتَهُما، بين صَوتِ النَبضِ و رجعِ الصَدىّ ، لتنعسُ الريحُ في حُضنِهمَا، فـ يَرسمُون غِيماً وشَمساً ناعسةً.. يَفورُ الدمعَ من لهيبِ الاشتياقْ، و رعشُة الحنينِ المتدفقِ، آهاتً صاخبةً، فِي غمرةٍ ، نَسَجَت الرِّيحُ الرِّمَالَ في الأمكنةِ العَاشقةً ،و الليلُ صار ثوباً من أنفاسِهُما يُطرزهُ الحَنينَ خلف أغنيةٍ وَبعضَ أفَراحِ الطفولةِ.. والحبُ ينمُو مِثل نورَ الفجرِ راشداً، ينسجَّ مِن جِدار الروحِ “ الحَكاياْ “و رذاذُ المطرِ يداعبُ جَدائِلهَا،يتبادلُون الأحلامَ و التَحاياْ حِينهَا دَارَ حَديثاً طويلاً ،وَكأنّ رُوحٌ المَحِبَّة يَمْتَزِجَان بِهمَا ، ليَسْكُنا كَلمةَ حُبٍ في أغْوَار قَلبٍ كان َسَاكنٌاً لَا يَتحَرَّك،لتتَلاقِي أعيُن امْتَزجُت سَويًّا فِي يَومٍ عَاصِفٍ ،فـ صَلّي الحبُ دَاخل قلبهما و توضأ معاً لأكمالِ مَناسكِ شَعائرِهُما , فَتشَابكَت أصَابع رُوحِهِمَا فأصبَحُوا نُقطَة وَاحدة مِن حَباتِ، المَطرِ .. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انجي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/14



كتابة تعليق لموضوع : قصةً *حَبات المطرِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net