صفحة الكاتب : عادل الجبوري

ذات المقدمات والنتائج
عادل الجبوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

طاغية اخر من كبار الطغاة في عصرنا سقط وانهار وانتهى غير مأسوف عليه الى غير رجعة .. انه الزعيم والقائد والاخ العقيد معمر القذافي زعيم الجماهيرية الليبية الاشتراكية العظمى!!..
  ربما يصبح في خبر كان قبل ان تصل هذه السطور القليلة الى القاريء الكريم..
   قبل القذافي سقط صدام.. لتكون محطات مسيرته البائسة بعد السقوط جحر الجرذان، وزنزانة الاعتقال ثم حبل المشنقة.
  واتى الدور بعد ذلك لطاغية اخر هو زين العابدين بن علي، الذي ربما حالفه الحظ واستطاع ان يفلت ليجده من يأويه.. ليصل الدور على فرعون مصر.. ويجد نفسه بعد ان كان يصول ويجول هو وابنائه وحاشيته وزبانيته ويتحكمون برقاب ومصائر ملايين الناس، ليجد نفسه خلف القضبان ممدا على سرير المريض-او التمارض- لافرق في ذلك.
  كل المؤشرات والمعطيات تذهب الى ان مصير القذافي لن يكون افضل من اسلافه الطغاة العرب، بل اغلب الظن سيكون مصيره اسوأ بكثير من مصائرهم.
   لم تختلف الشعارات الرنانة والطنانة التي رفعها القذافي عن شعارات صدام وزين العابدين بن علي ومبارك، ولم تختلف كذلك ممارساتهم وسلوكياتهم الدموية والاجرامية، ولم تختلف المسارات والمسالك المظلمة والمقفرة التي دفعوا فيها شعوبهم وبلدانهم، لترزح تحت وطأة المزيد من التخلف والجهل والفقر والحرمان، في ذات الوقت الذي كانت تزداد سطوة هؤلاء وابنائهم ونسائهم وحواشيهم، قتلا وتنكيلا ونهبا وسلبا ونصبا واحتيالا، يماثل ما تقوم به عصابات الجريمة المنظمة وقطاعي الطرق، ومافيات السلاح والمخدرات.
  اين العراق العظيم الذي كان يتغنى به ليل نهار المقبور صدام، وماذا تبقى منه سوى الخراب والدمار والمقابر الجماعية وجيوش الارامل والايتام والمعوقين والمحرومين والمضطهدين.
  وماذا سيخلف القذافي لجماهيريته العظمى اكثر مما خلفه صنوه ومثيله صدام. وما الذي سيخلفه علي عبد الله صالح لليمن السعيد، الذي غاب عنه أي مظهر من مظاهر السعادة..
   المشكلة الحقيقة ان الطغاة والمستبدين لايتعظون من مصائر اسلافهم رغم انهم يدركون تمام الادراك انهم يسيرون بنفس الطرق التي سلكها من سبقوهم..
   ان سقوط نظام القذافي بالطريقة التي انتهى بها.. واحتمالات وقوعه تحت قبضة العدالة.. يعني ان الشعب الليبي والعالم يمكن ان يشاهده بعد وقت قصير واقفا خلف القضبان .. ليطلق ما تبقى له من العنتريات والحماقات، او يستجدي العطف .. ولكن دون جدوى ... فالصفحة التي فتحت قبل اثنين واربعين عاما اغلقت الان او تمزقت واحترقت..
   انها رسالة بليغة اخرى لابد ان يقرأها فيها من يعنيهم الامر بتمعن وأهتمام.. علهم يستطيعون تجنب ذات المصير الاسود.... واذا كانت المقدمات واحدة فمن الطبيعي جدا ان تكون النتائج واحدة.

Adil969@hotmail.com

22-اغسطس-2011


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل الجبوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/24



كتابة تعليق لموضوع : ذات المقدمات والنتائج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net