صفحة الكاتب : باقر العراقي

تظاهروا لحقن دمائكم
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يجني البغداديون ومن تعاون معهم من محافظات الجنوب، من تظاهراتهم السابقة غير التعب والمزيد من إراقة الدماء، حالهم حال تظاهرات المناطق الغربية، والتي سميت بساحات العز والكرامة، فيما سماها مناوئوهم ساحات الذل والمهانة.
إن التظاهرات الموجهة غيرت وجه التاريخ، وأطاحت بأنظمة ديكتاتورية، كتظاهرات ثورة الملح "ساتياجراها" بالهند بقيادة المهاتما غاندي عام 1930، وتظاهرات طلاب جامعة طهران عام 1979والتي بدأت ب 200 طالب وانتهت بمليوني متظاهر، وأدت إلى انتزاع الحكم من أكبر طغاة العصر "الشاه محمد رضا بهلوي"، كذلك ثورة 25 يناير العظيمة في مصر، حيث تم فيها إسقاط  حكم مبارك والى الأبد. 
تلك التظاهرات لها أهدافها المحددة، فما هي أهداف التظاهرات التي اجتاحت العاصمة بغداد قبل عام، أو قبل عدة أيام؟فهل هو التغيير-الإصلاح -التكنوقراط أم المحاصصة، كلها كلمات قابلة للـتأويل وقابلة للتفاوض، ومن السهولة عدم الالتزام بها من قبل المسؤول، لذلك لم تحقق التظاهرات هدفها السامي، وأصبحت الجماهير أداة لغرض التنافس والاستعراض السياسي. 
اليوم وبعد انفجار 3000 سيارة مفخخة، خلفت وراءها مئات الآلاف من الضحايا، آن الأوان لأهل بغداد أن يتوحدوا ويخرجوا بتظاهرة عارمة لحقن دماءهم، ولإيقاف هذا العدد المرعب من المفخخات، وأن يكون لهم هدف واحد، وهو "لا مفخخات بعد الآن" و"لا مسؤول فاسد عن أمننا"، و"بمقابل كل سيارة مفخخة عليكم بالتضحية بمسؤول فاسد" .
وقبل أن تخرج الأهداف عن مسارها، علينا أن توضيح مسؤولية الأمن في العاصمة، فعمليات بغداد هي المسؤول الفعلي، حسب القرار الذي أصدره المالكي في 14 شباط عام 2007، ولازال العبادي متمسكا به، والقاضي بتولي مجموعة من ضباط الجيش، "أصحاب القبعات الحمراء" هذه المهمة، فهل نجحوا ....؟
بالتأكيد لا، لأن الأرقام تشير إلى أن عدد المفخخات وقتذاك لا يتجاوز ال700 مفخخة، إذن لماذا يستمروا بالفشل إن كانوا لا يملكون الحل؟ والجواب لأنهم يمثلون أجندات سياسية معينة، ووجودهم لا يعني حفظ أمن المواطن، بقدر ما يعني كسب المناصب والتنافس السياسي.
عمليات بغداد تتحكم كما تشاء، بمنتسبي الداخلية والياتها، ولها اليد الطولى حتى على وزير الداخلية، تغلق الطرق وتفتحها، تجيز وتمنع التجاوزات، تلغي وتؤسس السيطرات أينما تشاء، تسمح وتمنح السكن داخل أحياء بغداد، ومن مشاريعها العملاقة مشروع صقر بغداد، ومشروع السور الأمني حول بغداد، ومع كل هذه المشاريع والصلاحيات والخبرة، لا تستطيع أن تمنع سيارة مفخخة من الانفجار.
إذن فهي دعوة صادقة لأهلنا في بغداد، لتحمل مسؤولياتهم ولو لمرة واحدة، خاصة بعد الفشل في كل التظاهرات السابقة "الخالية من الأهداف"، لأن يتبنوا تظاهرة حاشدة، هدفها أعادة أمنهم وحقن دمائهم، والتخلص ممن يعبثون بأمنهم، فالداخلية هي الأولى بمسك أمن المدن، ووضع اليد على مسؤول واحد، أفضل من عدة رؤوس، وهي الخطوة الأولى في طريق تحقق الأمن. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/21



كتابة تعليق لموضوع : تظاهروا لحقن دمائكم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net