صفحة الكاتب : يوسف رشيد حسين الزهيري

شهيد في الذاكرة العراقية
يوسف رشيد حسين الزهيري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال تعالي (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ).. صدق الله العلي العظيم

فهنيئا لكم يا أشرف وأطهر وأكرم وأنبل بنـي البشر عند الله,,أنتم أيها الشهداء الأبطال في مرتبة العز والفخر والمجد كنتم ولا تزالون في نظرات أحداقنا وفي نبضات قلوبنا,وفلذة أكبادنا ومنارة عقولنا,وصناع مجدنا,ومستقبل أبنائنا وا,وأمل أوطاننا وسعادة حياتنا , والتي بذلت ارواحكم الطاهرة في الدفاع عن الاوطان والمقدسات .فكم هو شرف كبير وقدرٌ عظيم أن نقف وننحنـي إجلالاً وإكباراً أمام عظمتكم أيها الشهداء,وأنتم ترتقون كالشهب إلى فسحة السماء الى عليين 

الشهيد الملازم اول بكر عباس السامرائي مواليد 1987 بغداد العامرية خريج كلية الشرطة لعام 2012 دورة 60 والذي رثاه معلم دورته النقيب سيف خالد عبد ضابط ميدان الصاعقة في كلية الشرطة بمزيجا من الكلمات والدموع وهو يتحدث عن انضباطه وخلقه وصفاته النبيلة ابان فترة تدريبه واعداده كضابطا للشرطة حيث كان الشهيد مثالا للغيرة والاندفاع الوطني وكان يرفض حتى التوصية عليه عند ضباط التدريب ويأبى الا ان يتعاقب مع افراد مجموعته في اجراءات الضبط العسكري علما ان الشهيد كان من الملتزمين والمنضبطين بالقواعد والقوانين ولم يعاقب طيلة فترة ثلاثة السنوات التي قضاها طالبا في كلية الشرطة .وتخرج برتبة ملازم في شرطة الحدود .واشار معلم تدريب الصاعقة ان الشهيد كان قد التقاه لاكثر من مرة بعد تخرجه وكان يساله عن خطورة الوضع في الانبار وان يكون على حذر في تلك المناطق الخطرة .فيجيب عليه الشهيد بنظرة ابتسامة متمنيا الشهادة . بما كان يتحلى من شجاعة واقدام وبسالة واختتم معلم الكلية حديثه بالدعاء له بالرحمة والمغفرة مضيفا ان واجبنا يتحتم علينا ان نكون مشاريع استشهاد فداء للوطن ونحن جميعا على طريق الشهيد بكر ماضون حتى تحقيق النصر المؤزر 

ويذكر ان الشهيد بكر تم اختطافه مع اثنين من رفاقه على طريق النخيب في الانبار من قبل المجاميع الارهابية وبثت بعدها داعش اصداراً فيديوياً لعملية اعدام الشهيد الملازم اول بكر. بنفس الطريقة الاعلامية التي تحاول دائما الترويج لها لدوافع طائفية او لزرع الخوف والرعب لدى قلوب الناس من قوة التنظيم الجبان وبطشه واستهانته بدماء الناس وتعذيبهم بالطرق و الأساليب الهمجية . ولا نستغرب ايضا موقف الشهيد في تلك النظرة القوية وهو يكابر في موته بكل عزة وشموخ ووقار ذلك الاسد امام اعداء الله و الوطن وهو ينظر امام عينه مصيره الاخير ليقهر بتاك النظرات الشجاعة عدوه بكل قوة واقتدار 

بتلك النظرة الشجاعة خلال دقائق بنى هذا الشهيد الشاب تأريخاً مشرفاً للأجيال المتعاقبه. و ترك بصمة مُشرفه امام العالم اجمع و هو يعلم بأن هذه البصمة هي من ستكون سبب احترام العالم لشجاعة العراقي الباسل الغيور الذي لم يطأطئ رأسه كما فعل الكثيرون....

ويوثق التسجيل إعدام الضابط ذبحا، في حين أعدم رفيقه الأول رميا بالرصاص داخل حفرة يعتقد أنه أجبر على حفرها كعادة التنظيم في إصدارات سابقة. فيما لم يعرف مصير الثالث، حيث لم تظهر صور إعدامه.

وكانت عائلة الضابط بكر عباس ياسين السامرائي، أعلنت اختطافه في الأنبار، ليبقى أمر السامرائي ورفاقه مجهولا، حتى أعلن إعدامه من قبل "داعش".

وتظهر في التسجيل الذي بثه داعش مجددا همجية التنظيم، وتعمده للعب على وتر الطائفية في العراق، حيث يظهر أن اسم الضابط في الشريط الدعائي هو عباس ياسين دون ذكر اللقب، لغرض طائفي واضح، وهو أنه من المكون الشيعي وليس السني لزرع بذور التفرقة والطائفية بين العراقيين.

ودفع ذلك العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن ضرورة نبذ الطائفية والعنصرية التي يحاول زرعها الإرهابيون، وفق رأيهم، متناقلين صورة السامرائي كرمز من رموز "عراق موحد" ومهدد من قبل عدو واحد.ويجب على الجميع دحره ودحر مخططاته الطائفية في العراق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يوسف رشيد حسين الزهيري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/02/23



كتابة تعليق لموضوع : شهيد في الذاكرة العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net