صفحة الكاتب : نزار حيدر

أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [١٤]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   عُمرُها المُجاملاتِ الزّائدة عن الحدِّ في الشَّأن العام لم تحلَّ مشكلةً، قد ترحِّلها ولكنَّها لن تجد لها حلاً أَبداً!.
   والتَّرحيلُ خطيرٌ جدّاً فقد يحوِّل المشكلة الى ما يشبه كُرة الثَّلج المتدحرجة من قمَّةِ جبلٍ أَو من علٍّ! تتَّسع وتكبر وتتضخَّم وتتغوَّل مع مرورِ الوقت!.
   وبمراجعةٍ سريعةٍ لمشاكلِنا الحاليَّة فستتأَكَّد لنا هذه الحقيقة.
   في هذا الاطار أَودُّ أَن أَسوقَ مثلاً واقعيّاً وحقيقيّاً مازال شاخصاً أَمامنا!.
   هو نموذجٌ أَسوقهُ لتوضيحِ الفكرةِ فقط، من دونِ رأيٍ أَو موقفٍ!.
   [الظّاهرة الصَّدريَّة]!.
   هل تتذكَّرون هذا المُصطلح؟! ومَن مِن العراقييّن نسيَهُ؟! فمنذُ سقوط نِظامُ الطّاغية الذّليل صدّام حسين في التّاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ برزَ هذا المُصطلح الذي تداولهُ السِّياسيّون على أَلسنتهِم لحظةً بلحظةٍ! ليس الشّيعة منهم العائدونَ الى البلادِ بعد هجرةٍ قسريَّةٍ دامت (٢٣) عاماً جرّاء سياسات النِّظام الدّيكتاتوري التَّعسفيَّة والتَّدميريَّة الارهابيّة، فحسْب، وإِنَّما كذلك على لسانِ بقيَّة السياسيّين ومن مُختلفِ الاتّجاهات والتَّيّارات السّياسيّة والأيديولوجيّة! فلا يلتَئِمُ إِجتماعٌ لهم في بغداد أَو في النَّجف الأَشرف أَو حتّى في أَربيل، الّا وتكون [الظّاهرة الصَّدريّة] هي محور الاجتماع وأَوّل ما يناقشُها المجتمعون وهي أَوَّل ما ينطقونَ بهِ في المؤتمر الصَّحفي الذي يعقدونهَ نهاية الاجتماع!.
   وظلَّت هذه [الظّاهرة] الى الآن هي المرض المُزمن الذي يؤرِّقَهم كلَّهم وخاصّةً التّحالف الوطني! لماذا؟!.
   حسب معلوماتي الدَّقيقة فانَّ السَّبب الحقيقي والرَّئيسي لاستمرارِ هذه الظّاهرة هو المُجاملات الزّائدة التي ظلَّ يتعامل بها قادة التّحالف تحديداً مع [الظّاهرة]! فلا هُم قرَّروا التَّعامل معها والسّعي لهضمِها واستيعابِها وصهرِها في صفوف التَّحالف! ولا هُم قادرونَ على رفضِها والإعلان عن أَنّها ليست جزءً من تحالفهِم! ليُريحوا ويستريحوا!.
   الى الآن يكذِبونَ على الشّارع بالقولِ أَنّها جزءٌ من التّحالف، ليتبيَّن أَنّها ليست كذلك من خلالِ خطاباتِ زعيمها أَو مشاريعهِ!. 
   فيما مضى أَتذكَّر عندما كانت [الظّاهرة] تتجلّى عسكريّاً بحمل السِّلاح كنتُ أَقترحُ على بعضِ قادةِ التَّحالف في بغداد زيارة زعيم [الظّاهرة] في النَّجف الأَشرف للتَّفاوض معهُ ومحاورتهُ بما يَصُبُّ في المشروع السّياسي العامِّ!.
   وقتها كنتُ أَسمعُ منهم جميعاً وبِلا استثناءٍ ردَّهم بالقولِ [نخافُ، لا أَحد يجرُؤ على زيارتهِ، لأَنَّ التَّفاوضُ معه لا يتعدّى المُجاملات]!.
   وبعد مرورِ (١٤) عامٍ تقريباً فانّ نَفْسِ الجواب أَسمعهُ من أَكثر من طرفٍ! ومن الواضحِ فانَّ الخوفَ نتيجتهُ المجاملة وعدم الحديث الصَّريح!.
   لقد حاولَ زعيمُ التَّحالف الوطني جاهِداً [مُنفرِداً طبعاً] إقناعَ الرّأي العام العراقي بأَنَّ [التَّسوية التّاريخيّة] هي مشروع التَّحالف الوطني! حتّى إِذا أعلن زعيمُ [الظّاهرة] عن تسويتهِ الخاصَّة تبيَّن أَنَّ التَّحالفَ تحالُفَين وأَنَّ التَّسوية تسويَتَين! بغضِّ النَّظر عن صحَّةِ أَو خطأ أَيٍّ منهُما، فأَنا الآن لستُ في معرضِ تقييم التَّسويات وإِنَّما أَبحثُ في موضوعٍ آخر يقولون َ أَنَّهُ سيظلّ يؤرِّقهم طبعاً مازالت المُجاملات هي الحاكمة هي علاقات الشّأن العام!.
   وبرأيي فانَّ [الظّاهرة الصَّدريَّة] هي إِحدى أَبرز نتاجات المُجاملات الشّيعيَّة الشّيعيَّة وعلى مُختلفِ المستويات!.
   فعندما يريدُ التَّحالف في كلِّ مرّةٍ تشكيل حكومتهِ تراهُم يتودَّدون لزعيمِها حدّ تقبيل [مِداسِهِ] وعندما ينتهون من ذلك يتجاهلونهُ حدَّ الالغاءِ!. 
   إِستمرَّت هذه الحال (١٤) سنة لحدِّ االآن! وستستمر لازالت المُجاملات هي الحاكِمة!.
   ولا أَكشِفُ سِرّاً فانَّ كلَّ أطراف التّحالف بلا إِستثناء مُستأنسون على هذه الحالةِ بعد أَن تحوَّلت الى أَداةٍ من أَدوات الضَّغط والابتزاز المتبادَل فيما بينهُم! فكم مرّةً وظَّفَ رئيس الحكومة السّابق الظّاهرة للضَّغطِ على خصومهِ؟! وكم مرّةً حاول تصفيتَها بالسِّلاح؟! وهكذا ولا أُريدُ أَن أَسترسلَ بالتّفاصيلِ التي يعرفها القاصي والدّاني!.
   والمُضحكُ في الأَمرِ أَنّ زُعماء التَّحالف أَو ذيولهُم وأَبواقهُم وبعد (١٤) عامٍ من المُجاملات مع [الظّاهرة] يطلبونَ مني [أَنا المواطن البسيط] أَن أَتَّخذَ موقفاً [حازماً] بعيداً عن المُجاملاتِ!.
   *يتبع
   ١ آذار ٢٠١٧
                       لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/03



كتابة تعليق لموضوع : أَلْمُجَامَلَاتُ...لِمَاذَا؟! [١٤]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net