صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

المجتمعات والنوازع السايكوباثية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هل أن المجتمعات تختزن نوازع سايكوباثية تعكسها في مَن تنتخبهم وتضعهم على كراسي المسؤولية والحكم؟!
السايكوباثيون يتميزون بصفة مشتركة وطاغية هي "موت الضمير" , فجميعهم وبلا إستثناء , لا توجد فيهم نقطة ضمير , أو قدرة على الشعور بالآخرين من حولهم أو وبالحياء مما يقومون به ويرتكبونه.
وهناك صفات أخرى عديدة ومتنوعة , لكن هذه الخصلة تترتب عليها متواليات سلوكية غريبة ومدهشة ومروعة.
فعندما يفقد البشر ضميره , يتحول إلى نفس متوحشة بلا وازع أو رادع , ويكون كيانا فارغا من القيم والأخلاق والمعايير , ويتحرك في الوسط الذي هو فيه وفقا لبوصلة غرائزه ونوازعه , التي تسيّرها النفس السيئة الفاعلة فيه بحرية مطلقة.
وحالما يصل البشر إلى هذا الموقع السلوكي المُتدني فأنه ينطلق بمشاريعه الرغبوية بإنفلاتية عالية وأنانية فائقة وشراهة مدقعة.
ويبدو أن العديد من الخصال السايكوباثية تتحرك في دياجير المطمورات البشرية , لكنها تظهر علانية عندما يشارك البشر أو يساهم في إختيار مَن ينوب عنه في البرلمانات والحكومات , وكأنه يريد لهذه الكوامن أن تحقق إرادتها , وتمارس عملها المبني على الخفايا المختبأة فيها.
وهذا يفسر أن بعض المجتمعات تنتخب أسوأ مَن يمثلها ,  ليقوم بإمتهانها وإذلالها وقهرها ورهنها بالحاجات , وأخذها إلى دروب الويلات والخيبات والإنكسارات , وهي مذعنة مستلطفة للظلم الواقع عليها ومتلذذة بعذابها المقيم.
وبسبب ذلك تجد برلماناتها محشوة بأصحاب الضمائر الميتة والنوازع المنفلتة , وهم يترجمون ما فيهم بإندفاعية عالية ويتلذذون بما يغنمون , ولا يسد طمعهم ما ينهبون ويسرقون , بل يمعنون بذلك ويجتهدون في خنق الشعب ورهنه بقطع رزقه والتحكم بلقمة عيشه , ويبيحون لأنفسهم الرفاهية والتخمة والثراء الفاحش والفساد الوقح المشين , فهم القوة والقدرة والدستور والقانون , وهم الأسود والذئاب والذين إنتخبوهم مجرد قطعان فرائس من الأغنام والأرانب والغزلان.
فالثريد ثريدهم , والقطيع قطيعهم , المجازر مجازرهم , والولائم ولائمهم , فلماذا تتثاغى الأغنام , وهي التي إرتضت أن تحرسها الذئاب والكلاب , وتأنس بإفتراسها لها , وبإمعانها بإضطهادها ومحاصرنها والإنقضاض عليها , أنى تجوع وتشتهي لحما لذيذا مطهيا على مواقد الرعب الشديد؟!!
عاش المُنتَخبون الأشاوس وتبا للأغنام التي توجت عليها الذئاب , وحسبتها بشرا في أعماقه حثالة ضمير!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/03



كتابة تعليق لموضوع : المجتمعات والنوازع السايكوباثية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net