صفحة الكاتب : محمد الشذر

كيف تكون مرجعا شيعيا؟
محمد الشذر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيعة الامامية الاثني عشرية، وهم مذهب يتبع جعفر بن محمد الصادق "عليه السلام"، واطلقت عليهم هذه التسمية، لانهم يعتقدون بإمامة اثنى عشر اماما، من بعد الرسول محمد" صلى الل.. عليه واله"، يبدأون بعلي بن ابي طالب وينتهون بمحمد بن الحسن العسكري"عليهم السلام".
 
مذهب التشيع وحسب المعتقد السائد لديه، بأن اولو العلم، والدالين على الدين، واصحاب العلوم الدينية في مختلف جوانب الاسلام، هم اؤلائك الذين تخصصوا بالعلوم الدينية؛ منذ نعومة اضافرهم، وتدرجوا في طلب العلم، حتى وصلوا الى استحصال الملكة الشرعية، الا وهي الاجتهاد؛
والاجتهاد هنا هو الاجتهاد في استنباط الحكم الشرعي، من القرآن والسنة النبوية، واحاديث وروايات اهل البيت عليهم السلام.
 
طالب العلوم الدينية كغيره من طلبة العلم الاخرين، بعضهم ينجح ويصبح طبيبا، واخر مهندسا، واخر ربما يتعثر في دراسته، ولكنه يصل لمرحلة ويقف، وبعضهم يترك ذلك من البدايات، ولكن تبقى المسميات، تحددها تلك الشهادة الاكاديمية التي يستحصلها ذلك الطالب.
 
التدرج في النبوغ العلمي، ووصول الطالب الى درجة الاجتهاد، يحددها اساتذته او من هم على مستوى عالي من المكانة العلمية، او الوسط العلمائي في الشارع الحوزوي، فيشهدوا لذلك الشخص، بعد ان يستحصل الملكة العلمية والتي تمكنه من استنباط الحكم الشرعي؛ وفق العرف الديني، والقواعد المنطقية في الاصول والفقه وغيرها، وربما يتعدى ذلك حتى يشهد له المجتهدين-وهم من لديهم رسائل عملية، يتبعها مقلديهم- بأن هذا الشخص هو الاجدر لكي يتصدى لادارة شؤون الطائفة في العالم والواجهة الدينية للتشيع.
 
السائد والمعروف هذا؛ لكن انقلاب الاحداث، بعد سقوط النظام البائد، ادى الى انقلاب المحددات الشرعية، في اختيار شخص المجتهد، والعالم وحتى في اختيار المرجع الاعلى-وهو المتصدي لادارة شؤون الطائفة كما ذكرنا!
فالاكثار من المؤلفات، حتى لو كانت تزكم الانوف تفاهة، وخسة، وتدس السم لهذا المذهب! او تكون من تلك التي تمتلك الضحالة الفكرية والعلمية والتي تدل على سذاجة مؤلفها، والاكثار من الظهور التلفزيوني او على شبكات الانترنت، او امتلاك القنوات الاذاعية، والترويج للعلمية عن طريق الاموال وكسب المؤيدين بشتى الطرق، حتى لو كان المؤيد لا يعرف ماذا يفعل، او الولوج الى الوسط السياسي وتصدير تلك الجهة، الى الاخرين، فهذه هي محددات المرجع الجديد!!!
اللطيف في الامر ان يصل الامر الى ان بعضهم، يذهب ليمتدح جهة معينة، وما ان يجد معارضة تلك الجهة له، حتى تجده يعارضها ويسقطها بشدة! حتى اصبح بعضهم مجرد طالبي اهواء يلهفون خلف اهوائهم، حتى لو اضطر الامر بهم ان يقبلون احذية البعض اليوم، ويذمونهم غدا!
 
رسالة اخيرة، ان مذهب التشيع هو مذهب سامي، ينتمي لانسانية علي وعلومه، عليه السلام، وسيبقى راية خفاقة تنأى بنفسها عن تلك الخزعبلات والتفاهات، و ومذهبه مذهب الدليل العلمي والعقلي، ولو كره المغرضون.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الشذر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/04



كتابة تعليق لموضوع : كيف تكون مرجعا شيعيا؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net