صفحة الكاتب : لجنة الأداء النقابي

ملحق المقالات – تقرير لجنة الاداء النقابى – مارس 2017
لجنة الأداء النقابي

ليس دفاعا عن " خراجه " ولكن بيان لحقيقة تاريخية لا تسبب فتنة طائفية بقلم : على القماش

حين أصبح الإلحاق مطلباً  بقلم : فهمى هويدى

هذه القلاع .. كيف نتركها تسقط بقلم : د . حسن على

موتي يترشحون لانتخابات الصحفيين ‏!!‏ بقلم: اشرف بدر

 عملاء الصحفيين !!  بقلم : أيمن المهدى

دعوة للتطبيع بقلم : طارق عبد الله

علي هامش ازمة الاهرام ورئيس البرلمان : المهزوز ونواب الكيف وحبيب العادلى !    بقلم محمد صلاح الزهار

كلمات هادفة .. هموم مهنة الصحافة    بقلم: أسامة زايد 

 

خاص للرئيس    بقلم : محمد امين

التخدير بأمر إعلامى مباشر !  بقلم : عبد الجليل الشرنوبى;

انقاذ تليفزيون وإذاعة الأمة المصرية  بقلم : جمال زايده

مهزلة التسريبات ! بقلم : د.أسامة الغزالى حرب

التسريبات وسمعة الوطن   بقلم : فاروق جويدة

مولانا عمرو دياب ! بقلم  : اشرف أبو الهول

سامى دياب .. وصحافة أولاد الذوات بقلم : أنور عبد اللطيف

نبكي محمود عبد الفضيل او نبكي اهدارنا له  بقلم ماجده الجندى

الجيوش الإلكترونية كيف تدمر دولة دون أن تخسر رصاصة واحدة؟ بقلم: انور عشقى

حطى و غطي و طفي .. " الجورنالجية " ؟ بقلم محمد كمال

يوسف الشارونى وبهجة التسعين بقلم: د. سامية الساعاتى

ليس دفاعا عن " خراجه " ولكن بيان لحقيقة تاريخية لا تسبب فتنة طائفية

بقلم : على القماش

فى محاولة من أحمد موسى لتشويه صورة الزميل محمد خراجه المرشح لعضوية مجلس نقابة الصحفيين ،جاء موسى من " الآرشيف " بمقال لخراجة تناول فيه المسيحية فى العصور الوسطى ، وأخذ يهاجم خراجه بانه يهاجم المسيحيين بما يثير الفتنة الطائفية فى مصر .

وبصرف النظر عن التغافل المتعمد من احمد موسى لاول وثانى فقرات لانها تبرىء الكاتب من مقصد من اثارة الفتنة ، فان واقع المسيحية فى العصور الوسطى محل نقد حتى من المسيحيين أنفسهم !

وقبل ان نوضح فى عجالة نقد الحكم المسيحيى فى اوربا فى العصور الوسطى نشير الى حقيقة لا يتنبه لها بعض الجهلاء من امثال المذيع أياه ، وأهمها ان حدوث اى خروقات من المنتسبين للاديان لا علاقة لها بسلامة الدين الذى نزله رب العالمين ، بل هى خطأ من أرتكبوها وحدهم .. فالالواح التى نزلت على موسى – عليه السلام – تنهى عن القتل وارتكاب الموبقات ، بينما اليهود يقتلون ويرتكبون الموبقات كل يوم !

وما أرتكبه بعض الحكام المسلمين من فساد أو جرائم يعاب عليهم وحدهم  ، والقراّن الكريم والسنة النبوية ومجمل الدين الاسلامى برىء من مثل هذه الافعال

وفى العصور الوسطى حدث تصادم رهيب فى اوربا بين رجال الدين المسيحى وبين العلماء والباحثين ، وتشدد القساوسة والامثلة كثيرة

.. كما حدث غزو الصليبين باستغلال شعار الدين ، والدين منهم براء

نعم الوضع بالنسبة للمسيحيين العرب مختلف تماما ، فلم يضمروا العداء للمسلمين منذ بداية الاسلام ، وكان موقفهم المشهود فى استقبال " النجاشى " الحاكم المسيحى للمسلمين لحمايتهم ، وهم من ساندوا الفتح الاسلامى ضد الروم ، كما فرح المسلمون لهم عندما انتصروا على اعدائهم  وهو ماورد فى سورة " الروم " ، كما ان التعايش المشترك مع المسلمين كان منطلقا من وطنيتهم ، والدين بالنسبة لهم قيم واخلاق  ، والجامع المشترك مع المسلمين أكبر كثيرا من اية خلافات

ويمكن لآى قارىء او باحث بسهولة الاطلاع فى تفاصيل هذه الموضوعات سواء فى عصور التشدد المسيحى فى اوربا ، او فى التعايش السلمى للمسلمين والمسيحيين فى مصر والشرق لقرون طويلة ، وحتى فى حالات التشدد كان الغبن يطول الجميع

بالطبع مقالى ليس دفاعا عن خراجه  او غيره ، فالاختيار الذى نحترمه حق للجمعية العمومية للصحفيين .. ولكن اذا كان احمد موسى أنتقى هذا المقال لخراجه وزعم انه يثير الفتنة الطائفية .. فلماذا لم ينطق بحرف واحد عن " مانشيت " بجريدة ابراهيم عيسى " المقال " .. " الكنيسة القبطية تنحاز للخرافة على حساب العلم " ومع ملاحظة ان موضوع ابراهيم عيسى كان عن الكنيسة القبطية الآرثوذكسية فى مصر !!

يبدو لانه وابراهيم عيسى أصدقاء فى الحصول على الملايين من الفضائيات وهذا أهم وفوق كل أعتبار !

حين أصبح الإلحاق مطلباً

 

بقلم : فهمى هويدى

التراشق الحاصل الآن في مصر حول انتخاب نقيب الصحفيين يحذر من خطرين، 

أولهما تدهور أوضاع المهنة، 

وثانيهما سيطرة فصيل واحد على مقدرات النقابة. 

 

وتلك وجهة نظر طرف واحد يريد الإطاحة بالنقيب الحالي (المرشح) وبمجلس الإدارة المتهم باختطاف النقابة. 

ولأنني أحد المتابعين للمعركة (من منازلهم)، فإنني أزعم أن المشكلة الحقيقية ليست في داخل النقابة ولكنها في خارجها، 

بمعنى أنها سياسية بالدرجة الأولى وليست مهنية. 

 

ولست أدعي أن النقابة ليست بلا مشاكل، ولكن لها مشاكلها التقليدية العديدة غير المثارة في الصراع الحالي. (الأجور والخدمات وغير ذلك) 

 

كما أنني أوافق على أن الصحافة المكتوبة في أزمة، ليس في مصر وحدها ولكنها في أغلب بلاد العالم. 

ولأن الأزمة وثيقة الصلة بمنافسة التليفزيون وبالثورة التي حدثت في عالم الاتصال، وأدت إلى تراجع دور الإعلام الورقي والمكتوب،

 فإن علاجها يفوق بكثير قدرة وكفاءة أي نقيب أو مجلس إدارة في أي مكان بالكرة الأرضية، 

مع ذلك فثمة عوامل تساعد على صمود الإعلام المكتوب رغم كل الظروف المعاكسة والضاغطة،

 وعلى رأس تلك العوامل استقلال الصحف ونزاهة وشجاعة مواقفها، 

 

لذلك أزعم أن الصحافة القوية لم تعد تستمد نفوذها من انفراداتها الإخبارية، التي باتت نادرة وحقق البث التليفزيوني سبقا فيها،

 وإنما باتت تعتمد في قدرتها على ما يتسم به موقفها من نزاهة وشجاعة، 

الأمر الذي جعل صحافة الرأي في موقع متقدم على صحافة الخبر، في الوقت الراهن على الأقل.

 

 هذه الخلفية تسلط بعض الضوء على مشكلة الصحافة في مصر، ومشكلة النقابة بالتالي. 

ذلك أن أهل المهنة يعرفون جيدا أن انتعاشها أو انتكاسها مرهون بمساحة الحرية المتاحة، فهي تنتعش مع اتساع تلك المساحة وتتراجع وتنتكس تبعا لمقدار انحسارها.

 

 للدقة فتلك ليست مشكلة نقابة الصحفيين وحدها، ولكنها مشكلة مزمنة عانت فيها كل منابر التعبير الحر عن الرأي العام، بما في ذلك النقابات المهنية والعمالية والأحزاب والمنظمات الأهلية وغيرها،

 

 إذ في ظل أزمة الديمقراطية في مصر المستمرة منذ عقود، فإن السلطة ظلت ساعية طول الوقت للسيطرة على كل تلك المنابر وإلحاقها بسياساتها. 

ولا مفر من الاعتراف بأنها حققت نجاحات مشهودة في ذلك اختلفت نسبتها باختلاف مساحة الحرية المتاحة في كل مرحلة. 

 

ومنذ تأميم السياسة وإلغاء الأحزاب في مصر، فإن النقابات المهنية واجهت ضغوطا عديدة لإخضاعها، 

الأمر الذي عرض بعضها للتجميد ووضع البعض الآخر تحت الحراسة (نقابة المهندسين مثلا)، 

لكن الأجهزة الأمنية أولت نقابتي المحامين والصحفيين اهتماما خاصا بحكم اتصالها الوثيق بالمجال العام والرأي العام. 

حيث لم يكن التسامح مع انتخاباتهما واردا في أي مرحلة. 

 

وبعدما تحقق المراد وتم الإلحاق في نقابة المحامين، فإن ترويض نقابة الصحفيين صار مطلوبا بإلحاح، خصوصا أن النظام الراهن يولي الإعلام أهمية قصوى. 

وإذ ضمن النجاح المنشود في مجال الإعلام المرئي، فقد حل الدور على الإعلام المقروء،

 الأمر الذي عرض نقابة الصحفيين لمسلسل من الأزمات المفتعلة طوال العام الأخير، 

وأدى إلى صدور حكم بسجن نقيب الصحفيين واثنين من مساعديه لأول مرة في التاريخ النقابي في قضية وهمية ملفقة.

 

 مشكلة النقابة الحالية أنها أرادت أن تكون مستقلة، ورفضت الإلحاق والاستتباع، لم تكن معارضة، وإنما حرصت على أن تظل متفهمة ومتعاونة، 

وبسبب استقلالها فإنها احتملت أصواتا معارضة بقدر ما اتسعت لأصوات المؤيدين.

 

 لكن ضيق الصدور رفض وجود نقابة مستقلة حتى إذا كانت مع النظام وليست ضده. 

وهي ذات الأزمة التي واجهت حزب «المصريين الأحرار» وأدت إلى الانقلاب الذي وقع فيه. 

 

وذلك جوهر المسعي الذي تعرضت له نقابة الصحفيين طوال العام الفائت، واشتركت فيه صحف يفترض أنها محترمة وصحفيون كبار. 

وكانت الذريعة التي استخدمت لطعن مجلس النقابة الحالي أن أعضاءه يمثلون اتجاها واحدا، 

ورغم أني لست متأكدا من ذلك، إلا أن الأمر لا يخلو من غرابة، لأن الأهم من ذلك أنهم اختيروا من خلال انتخابات حرة ونزيهة، 

وتلك آفة منتشرة في جماعاتنا، إذا فاز من نحب فهو اكتساح، ولو فاز من نكره فهو اختطاف،

 في حين أن احترام الممارسة الديمقراطية يقاس بمقدار احتمالك وتعايشك مع من تكره وليس من تحب

 

هذه القلاع .. كيف نتركها تسقط

بقلم : د . حسن على

 

تعرني دهشة شديدة أمام ما يجري في مؤسساتنا الإعلامية الكبري‏..,‏ يجتاحني حزن عميق‏..‏ كلما زرت قلعة من هذه القلاع‏..,‏ كيف فرطنا فيها بسهولة؟

كيف نهمل استثمارات ضخمة من أموال الشعب المصري؟؟ كيف يهون علينا تاريخ من الكفاح الوطني في بناء هذه المؤسسات؟ لا أصدق أن الحكومة المصرية تترك هذه المؤسسات الضخمة لمصيرها.., لا أعرف كيف قضينا عليها بوضع صغار كبار موظفيها في الصدارة لمجرد انهم أهل ثقة ومحاسيب فلان أو علان؟!

كيف صدقنا صبية من أنصاف الموهوبين, أصحاب الأصوات العالية في ان ماسبيرو مات وشبع موتا ولا سبيل لإصلاحه؟ كيف أهملنا وكالة أنباء الشرق الأوسط وتركناها تواجه مصيرها؟ وكالة أنباء الشرق الأوسط.. تاريخ وكفاح, ومعقل من معاقل ضرب الاحتكار الغربي لصناعة الأخبار.. وذراع سياسية حمت مصر في معاركها الخارجية.., كانت سندا لحركات التحرر العربي, هل نسيتم؟؟ أتحدث بغيظ يشملني كلي عن مؤسساتنا الإعلامية القومية الكبري التي شيدناها بأموال المصريين فكانت منارات.. ومشاعل نور.. كانت صوت المقهورين والمظلومين.., كانت في مقدمة المد الثوري.., كانت مدفعية ثقيلة تدك قواعد الاستعمار وتقاوم السيطرة الأجنبية علي المنطقة العربية والقارة السمراء.., أتحدث عن قلاعنا الإعلامية الكبري التي دمرها أهل الثقة وأتي علي قواعدها جهلاء تولي معظمهم أمرها وجعلوها بوقا للحكام ففقدت الثقة والاعتبار.., أتحدث عن مؤسسات شادها عظماء وخبراء وكبار صناع الإعلام في العالم العربي.., أتحدث عن ماسبيرو ساحر العرب وبيت الخبرة الأولي في فنون التليفزيون والإذاعة.., عن سحر التمثيلية الإذاعية التي ابتكرتها الإذاعة المصرية وعن الدراما المصرية التي كان العرب يضبطون ساعاتهم علي توقيت بث المسلسل المصري.., أتحدث عن الصحف القومية التي وقعت أسيرة الديون نتيجة التطور التقني المتسارع من جهة وضعف الإدارة من جهة أخري.., أتحدث عن هيئة الاستعلامات.. المؤسسة الإعلامية الكبري, أكبر مؤسسة علاقات عامة دولية في المنطقة العربية, كان علي رأسها يوما د.عبدالقادر حاتم, وفطاحل الإعلام المصري مثل يحيي أبو بكر وحتي صفوت الشريف ثم انحدرت المؤسسة الي قاع سحيقة.. ماذا جري؟ كيف سمحنا لأنصاف الموهوبين أن يتربعوا علي قمم هذه المؤسسات الضخمة التي أساءت لصورة مصر في الخارج والداخل؟؟ كيف تدهور الحال بأكبر دار نشر في الشرق العربي كله مثل دار المعارف.., من الذي جعلها تهن وتضعف؟ من الذي حملها بجيش جرار من الموظفين؟ من الذي عطل إصدارات اقرأ التي تربي عليها المصريون؟ ماذا جري لدار الشعب ودار التعاون؟ كيف تغلب الشطار والعيارون علي الخبراء والنجباء والنبهاء..؟ كيف أزاحوهم ونحوهم من الطريق..؟

انني ارجو ان تفتح الرقابة الإدارية ملف الإعلام المصري القومي الرسمي المملوك للمصريين علي مصراعيه ونسأل كبار اللصوص من اين لكم هذا؟؟ قصور وفيلات وشقق في لندن وباريس ونيويورك, ان كنا نريد نهضة إعلامية ونهضة للدولة المصرية لا بد من المحاسبة لنعرف من الذي جني علي مؤسساتنا الإعلامية الكبري التي لا مثيل لها في المنطقة العربية؟!!

L

 

موتي يترشحون لانتخابات الصحفيين ‏!!‏

بقلم: اشرف بدر 

برغم أن العمل النقابي يحتاج إلي قدرات خاصة‏,‏ وليس أي شخص يصلح له‏,‏ فإننا فوجئنا بـحالة تكالب غير مسبوقة من الصحفيين للترشح‏,‏ وخوض غمار انتخابات النقابة المقبلة‏.‏

ولأن الصحافة تمثل ضمير الأمة, وما يجري بها يعد ترمومتر ينعكس علي قياس أحوال الوطن ومستقبله, فإنه يتحتم علينا أن نكون قدوة في عمليات الترشح والانتخاب, وأن نحافظ علي كياننا ونقابتنا, وكفانا ما خسرناه بسبب سياسات هوجاء, وعدم تقدير المسئولية ممن انتخبناهم!!.

وربما نسأل ما المطلوب إذن؟

المطلوب أن يتبوأ سدة مجلس النقابة زملاء ذو تاريخ حافل بالتمرس النقابي والمهني, وأن يحوزالمرشح علي محبة واحترام جميع الزملاء, وأن يتمتع باللياقات الاجتماعية والثقافية, ليستطيع أن يكون خير ممثل لنسيج الصحفيين, سواء داخل النقابة, أو خارجها.

لذا من الخطورة بمكان أن تستمر الصورة الباهتة التي نراها حاليا في مرشحين ليست لديهم قدرات نقابية ولا إدارية, ولا حتي مهنية, سواء من مجلس النقابة الحالي وهم في عداد الموتي واستخرجت لهم شهادة وفاة ببقائهم, بينما اعتذر منهم من احترم تاريخه, أو من مرشحين جدد لا أكون مغاليا إذا قلت إن75% منهم لم يقرأ سطرا من لائحة النقابة, وهوما يتوجب وضع ضوابط للترشح, حتي لا نري فرح العمدة في أعداد المرشحين.

وعندما تبحث لماذا حرص البعض علي الترشح؟

تسمع وتري العجب, فهناك من يري انها فرصة لعرض مشكلته الشخصية مع مؤسسته أو رئيس تحريره, وآخرون دفعت بهم التيارات السياسية التي ينتمون اليها من باب امكانية نجاحهم وزيادة عددهم داخل المجلس حتي لو كان المدفوع به لا يعرف العمل النقابي ولا يعرف بالبيان الذي كتبوه له!

و هناك مرشحون من باب الشهرةوالتعريف بأنفسهم, رغم أن هذا لا يليق بالصحفيين, والقليل يري انه قادر علي تمثيل زملائه وخدمتهم نقابيا!!

وبحسب الملاحظات والشواهد والدلائل التي تم رصدها علي مدي كل الانتخابات الماضية, فإننا أمام سلبيات يجب التخلص منها قبل عملية الإقتراع:

أولا: إنهاء مايسمى بـالتربيطات والشللية التي غالبا تتبع تيارات سياسية يسارية حكومية أمنية عقائدية أو تربيطات مؤسسية, لتدعيم أبنائها دون النظر إلي كفاءتهم ووصل الحال ببعضهم بوضع قوائم تكاد تكون مقصورة علي المرشحين من نفس المؤسس أو مرشحين مع مؤسسة أخري, وكلها تهدد وحدة النقابة, وتلغي إرادة البعض وتحجر علي عقول زملاء في مهنة الرأي.. وقد ظهرت هذه التحالفات بقوة في الانتخابات السابقة مما أدي لرسوب مرشحين اكفاء, وولوج العديد من الظواهر السلبية هي:

1- ظهور نعرات قبلية مثل دعوة البعض لانتخاب ابناء الصعيد أو أبناء القناة أوالشرقية.

2- تنامي دعوات انتخابية لأصحاب نفس التخصص الصحفي مثلالمحافظات- الحوادث الاتصالات- الرياضة والاقتصاد... الخ!

3- قيام بعض التيارات السياسية خاصةاليسار بتجنيد كل قواها لإنجاح مرشحيها, حتي لو كان بعضهم لم يعرف طريق النقابة بعد.

4- عدم اقتصار وقوف المؤسسات والتيارات السياسية خلف مرشحيها, بل امتد للوزاراتالحكومة, مثل الشباب والرياضة والاتصالات والتعليم العالي والزراعة وتقديم خدمات وخطوط محمول وحقائب وملابس رياضية وغيرها من الرشاوي الانتخابية لفوز مرشحيها!

5- تدخل بعض رؤساء الأقسام ورؤساء تحرير الاصدارات بالضغط علي المحررين لانتخاب مرشحين بعينهم.

6- من أخطر ما قيل عن التربيطات والتحالفات هو المجاملات في القيد بالنقابة لتكون قوة مؤثرة تستخدم من قبل بعض المؤسسات أو التيارات السياسية في الانتخابات, وهو ما يستوجب التدقيق في عمليات القيد.

ثانيا: الرشاوي الانتخابية وبيع الوهم في بيانات ووعود المرشحين, فالبعض يعد بأراض ومقابر سبق ان أعلن عنها منذ سنوات, والبعض الآخر يعلن عن أراض معلن عنها بالجرائد عن طريق جمعيات الاستصلاح ومتاحة لأي مواطن.

 

عملاء الصحفيين !

 بقلم : ايمن المهدى

 

..لا معنى لأن تنشر جريدة «الكرامة» المحسوبة على التيار الناصرى تحقيقا عن انتخابات نقابة الصحفيين تحت عنوان «هل تنتصر الحرية فى معركة الكرامة» 

وتخص مجموعة من الزملاء دون غيرهم إلا وكأن جميع الزملاء الآخرين ليسوا من انصار الحرية ولا الكرامة؟!. 

 

..وهذا كلام لا يجوز، وخلط للأوراق وتكريس للتحزب، واختطاف للنقابة ووضعها تحت وصاية تيار بعينه فى وقت كنت أظن أن انتخابات النقابة المقبلة هى بداية لوحدة الصف والالتفات إلى أخطر منعطف تمر به المهنة فى تاريخها، وتصحيح لمسار نضال الصحفيين كافة من أجل إصلاح حال المهنة وأعضائها أولا وقبل كل شيء. 

 

..وكنت أظن -ومازلت- أن جميع الزملاء، من وردت أسماؤهم فى الصحيفة أوغيرهم لهم كل الاحترام والتقدير -وقد أختلف مع بعضهم- كما لهم الحق فى تبنى أى رأى يرونه فى مصلحة النقابة ، ولكن ليس من حق أحد تصنيف الصحفيين والقاء تهم العمالة على بعضهم وخلع لقب الوطنية على آخرين. 

 

..نقابة الصحفيين -وهى إحدى مؤسسات الدولة- فى محنة حقيقية، بعد أن تعرضت لأكبر هجمة تنال من حريتها وهيبتها، وهو ما يتطلب اختيا ..نقيب ومعه مجلس قوى يجمع ولا يفرق، يبنى ولا يهدم، يصون ولا يبدد، وأعتقد أن الزميل عبد المحسن سلامة المرشح نقيبا قادر على لم الشمل وتوحيد الصفوف والتفكير خارج الصندوق، وبناء مبادرات حقيقية قابلة للتنفيذ وإحداث طفرة فى الكيان والمكانة مع تحقيق مقولة أساطين النقابة الخالدة «عندما تضع قدمك داخل النقابة، فاخلع رداء التحزب» كما أطالبه بطمأنة الجميع والدفاع عن الجميع بمن فيهم النقيب الحالى وزملاؤه فى قضية النقابة الشهيرة. ر نقيب جديد لديه رؤية للتطوير والتحديث والحصول على الحقوr

دعوة للتطبيع

بقلم : طارق عبد الله

في غمرة  انشغال المواطنين بمباراة مصر والكاميرون في نهائي بطولة الأمم الأفريقية وفي أعقابها.. أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكمها بعدم دستورية البند رقم (1) من قانون نظام العاملين المدنيين بالدولة رقم 47 لسنة 1978، فيما تضمنه من " قصر نطاق تطبيق أحكامهما على أداء فريضة الحج، دون زيارة بيت المقدس بالنسبة للعامل مسيحى الديانة " .. بما يسمح للمسيحيين العاملين بالدولة منح إجازة رسمية لمدة شهر عند زيارة بيت المقدس . 

 

رغم أن هذا الحكم هو حق للمسيحيين أسوة بالمسلمين الذين يحصلون على إجارة رسمية مدفوعة الأجر عند أول حج لهم ، باعتبارهم مواطنين مصريين لهم كافة الحقوق وعليهم الواجبات دون تفرقة بينهم وبين غيرهم على أساس الدين ، كما كفل الدستور ذلك .. إلا أن هذا الحكم سيكون بابا رسميا وقانونيا للتطبيع مع العدور الصهيوني ، حيث لايمكن للموظف المسيحي اثبات رحلته للحج إلا من خلال تأشيرة " اسرائيلية " على جواز سفره ، وقد استغلت بعض شركات السياحة ذلك الحكم في الترويج لزيارة القدس خاصةوأن رحلات الحج للمسيحيين تبدأ من أحد الشعانين " السعف " وتنتهي بسبت النور . . وبذلك نكون قد شرعنا مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني في الوقت الذي يقوم فيه الكنيست الإسرائيلي بإقرار قانونا يشرع آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة ، وتقوم حكومة الكيان بالاعتداء المستمر على الفلسطينين في قطاع غزة !!  

فهل يستجيب الأخوة المسيحيين لقرار المحكمة ، أم أنهم يمتثلون لقرار المجمع المقدس برئاسة البابا شنودة الثالث في 26 مارس 1980  " بعدم سفر الأقباط إلى القدس بهدف زيارة الأماكن المسيحية المقدسة بها ، اعتراضا على إعلان " إسرائيل"  للقدس "عاصمة موحدة وأبدية" لها عام 1980، ولحين انهاء الاحتلال الصهيوني عن المدينة المقدسة واستعادة دير السلطان الذي كان تابعا للكنيسة المصرية قبل أن يسيطر عليه رهبان من الكنيسة الإثيوبية بمساعدة السلطات الإسرائيلية" .  

الخوف كل الخوف أن يتسبب هذا القرار في إحداث انقسام بين الأخوة المسيحيين إلى قسمين ، مابين رافض للقرار استجابة لقرار المجمع المقدس .. وقسم آخر يستجيب للقرار من منطلق أنها فريضة دينية في العقيدة المسيحية ، مستدلين في ذلك بزيارة البابا تاوضروس القدس في 26 نوفمبر 2015 للمشاركة في مراسم تشييع الأنبا إبراهام مطران القدس والشرق الأدنى !! ، خاصة وأن عددا لا بأس به من المسيحيين قام بالحج إلى القدس عقب زيارة البابا حيث أوضحت الأرقام أن  هناك 60 % زيادة فى أعداد الحجاج الأقباط للقدس بعد زيارة البابا لها . 

ولكن أبداً لن ينخدع الشعب المصري ويستجيب لدعوات التطبيع مع الصهاينة حتى وإن كانت حقا دستوريا  .. أبدا لن يسقط هذا الشعب في فخ التطبيع مهما أضاءوا من حوله الشموع ليظهر في صورة بهية .. الشعب المصري يعلم جيدا من هو عدوه الحقيق الذي يتربص به ويريد له الدمار والهلاك.. هو الشعب الذي رفض فرض التطبيع عليه في نقاباته المهنية واتحاداته الشعبية منذ أكثر من 43 .. وهو نفس الشعب الذي طالب في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 بإلغاء هذه اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة ، ووقف بكامل طوائفه أمام سفارة الكيان بالقاهرة ليطالب بطرد السفير الصهيوني ، ولم تنته وقفته إلا بنزع العلم " الإسرائيلي " من أعلى العمارة التي تقطنها السفارة . 

علي هامش ازمة الاهرام ورئيس البرلمان : المهزوز ونواب الكيف وحبيب العادلي !

بقلم محمد صلاح الزهار

شعرت بحسرة شديدة وانا اتابع تطورات ازمة التصريحات المتجاوزة التي ادلي بها رئيس البرلمان بحق مؤسسة الاهرام، الحسرة الشديدة التي تملكتني لم تكن بسبب تجاوز رئيس البرلمان فنحن معتادون ومنذ سنوات طويلة علي ان غالبية المسئولين سواء كانوا سياسيين او تنفيذين ينظرون للصحافة دوما نظرة ارتياب وشك وينظرون لابناء المهنة نظرة غير مناسبة، وتعودنا ان هذا النوع من اولئك المسئولين اناس يعانون من ضعف الذاكرة ومن قلة الوعي السياسي وغالبا ما ينتهي بهم الامر الي غياهب النسيان والتجاهل !

حسرتي الشديدة كانت بسبب الحال الذي وصل اليه الكيان الصحفي في مصر، خصوصا وان محسوبين علي المهنة منهم من تدخل لتبرير الكلام الذي قاله رئيس البرلمان باسلوب لا يوصف الا بإنه اسلوب خدامين محللين عاشقين لعتبات السلطة ورموزها، واخرين من المحسوبين علي المهنة توسلوا كي يصدر عن رئيس البرلمان اي كلام لحلحلة الازمة، فما كان من رئيس البرلمان الا ان اصدر بعض كلمات هو اعتبرها توضيح، وليس اعتذار، ورغم هذا هلل اولئك الخدامين لكلمات رئيس البرلمان، التي حرص علي انها ليست اعتذارا ولكنها توضيح !!

الحسرة الشديدة، المت بي، خاصة واني تابعت علي ما يقرب من اربعة عقود، كيف كانت للصحافة قيمة وكيان، وتذكرت عشرات المواقف دعوني اختار لكم بعض منها :-

- الاولي في بدايات الثمانينيات عندما كتب رئيس تحرير اخبار اليوم الاستاذ ابراهيم سعدة مقالا بعنوان المهزوز ، انتقد فيه الدكتور صوفي ابو طالب رئيس مجلس الشعب انذاك، ولمن لا يعلم الدكتور صوفي كان من رؤساء البرلمان الكبار، وكان رئيسا مؤقتا للبلاد عقب مقتل الرئيس السادات، ابراهيم سعدة كتب هذا المقال بهذه الحدة رغم انه كان رئيسا لتحرير صحيفة مايو التي كان يصدرها الحزب الوطني الحاكم، حينها لم يعلق رئيس البرلمان ، اوي اي من اعضاء البرلمان بكلمات متجاوزة او غير مسئولة، رغم الجدل والتوتر الذي احدثه المقال - الثانية .. عقب ظهور نتيجة انتخابات برلمان ٢٠٠٠، فقد شن الكاتب الكبير وجيه ابوذكري حملة صحفية ضد ١٠ من نواب البرلمان اطلق عليهم نواب الكيف فقد كانوا من مهربي وتجار المخدرات، ولم ينهي وجيه ابوذكري حملته الا بعد ان اجبر البرلمان علي اسقاط عضوية اولئك النواب العشرة، حينها تعامل البرلمان مع حملة وجيه ابوذكري بالتقدير والاحترام، ورغم محاولة البرلمان ورئيسه الدكتور فتحي سرور، في البداية حماية نواب الكيف والحفاظ عليهم، الا ان البرلمان ومع تواصل حملة وجيه ابوذكري في جريدة الاخبار المدعمة بالمستندات، انصاع واسقط عضوية نواب الكيف، ولم تصدر علي مدي الحملة لفظ او عبارة من اي عضو في البرلمان تحمل تجاوزا او مساسا بالصحافة او بالاستاذ وجيه ابو ذكري.

- الثالثة في العام ٢٠٠٥ قام اخد صباط الشرطة بالدقهلية بالاعتداء علي احد الزملاء الصحفيين بالاخبار خلال تغطيته للعملية الانتخابية، حينها قرر الاستاذ جلال دويدار رئيس تحرير الاخبار منع نشر اسم وصورة حبيب العادلي وزير الداخلية حتي تم احالة الصابط المعتدي للتحقيق وادين بالاعتداء علي الزميل الصحفي، رغم انه كان لا يزال متدربا، ولم يصدر لفظ واحد عن وزير الداخلية يحمل تجاوزا او مساسا بجريدة الاخبار !

وهناك الكثير والكثير من الوقائع التي تؤكد كيف كانت قيمة الصحافة في عصر ربما يصفه البعض بأوصاف ليست مريحة، هذه الوقائع تكشف مدي الانحدار الذي وصلت اليه الصحافة في المرحلة الحالية !

كلمات هادفة .. هموم مهنة الصحافة

 بقلم: أسامة زايد 

انتخابات صاحبة الجلالة تمر مهنة الصحافة بمرحلة عصيبة تتطلب منا جميعاً ان نتكاتف من أجل ان تقوم من عثرتها. فالشعب المصري والعالم العربي ينظر ويراقب انتخابات نقابة الصحفيين علي انها مهنة أصحاب القلم وقلعة الحريات وانها الانتخابات التي تتسم بالشفافية والنزاهة في كافة مراحلها من فتح باب الترشح ومرحلة الدعاية وتقديم الطعون والتنازلات وعملية الفرز حتي اعلان النتيجة. مهنة الصحافة المصرية اصبحت علي المحك. بسبب تراجع نسب التوزيع. وفقد المحتوي الذي يجذب القاريء والذي يتسقطع من قوته لشراء جريدة أو مجلة فضلا عن سوء الادارة وعدم وضوح الرؤية للارتقاء بالمهنة. والثورة التكنولوجية التي تجتاح العالم. فأصبح من السهل الحصول علي الخبر والمعلومة من خلال جهاز المحمول. وانت جالس في بيتك. اضافة إلي الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد بعد ارتفاع الدولار إلي حدود غير مقبلة مما كان له الأثر الواضح علي مقومات انتاج الصحافة من أحبار وأوراق وغيرها. ولكن علينا إلا ندفن رءوسنا في الرمال وننتظر القضاء علي مهنتا التي اقسم الله بها في كتابة العزيز "ن والقلم وما يسطرون" فهي رسالة ومهنة لها قدرها لذلك علينا كعاملين بمهنة الصحافة ان نتحري الدقة والخبر الصادق وان نتسلح بالعلم والمعرفة والتدريب علي وسائل التكنولوجيا الحديثة وننحاز إلي الوطن في معاركه ضد الارهاب ونحافظ علي استقراره وان ننحاز إلي المواطن في حمل همومه وآلامه وتطلعاته وطموحاته ووضعها أمام صانع القرار لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية. زملائي الاعزاء عليكم جميعاً مسئوليات في التدقيق وحسن اختيار النقيب وأعضاء المجلس في هذه المرحلة الدقيقة لانقاذ مهنتنا وعودة هيبتها والحفاظ علي كياننا النقابي. وعلي نقيب الصحفيين ومجلس النقابة القادم مسئوليات وتحديات جسام بالبحث عن وسائل حديثة لتقدم المهنة وتقديم مشاريع قوانين تحمي حرية وكرامة الصحفي في حقه في الحصول علي المعلومات وهو ما يعرف بقانون حرية وتداول المعلومات وتفعيل ميثاق الشرف الصحفي فضلا عن ترشيحات الهيئة الوطنية للاعلام والصحافة التي يجب ان يكونوا من المهنيين الاكفاء ويتم الاطلاع علي سيرتهم ووضع الضوابط في اختيار رؤساء تحرير ومجالس إدارات الصحف القومية وان يكون لديهم برامج في الارتقاء باصداراتهم بعيدا عن الشللية والانتماء إلي فصيل معين فالعمل النقابي يا سادة يتطلب خلع الرداء الحزبي خارج جدران النقابة ويكون انتماؤنا إلي المهنة والصحفيين. وعلي مجلس النقابة القادم ان يسعي بجدية في حل مشاكل الزملاء المتعطلين عن العمل في الصحف الخاصة والحزبية والمستقلة سواء التي اغلقت أو التي تمارس عملها لضمان حرية وكرامة الصحفي. وبالنسبة لبدل التدريب والتكنولوجيا لابد من السعي إلي زيادته وان توضع نسبة زيادة سنوية لكي تناسب الارتفاع في الاسعار والتضخم ولا يرتبط ذلك بموعد انتخابات الصحفيين فهو ليس منحة من أحد ومن حقوق ومكتسبات ونضال الصحفيين. وكذلك بحث وضع مظلة تأمينية للزملاء الذين يعملون في مناطق التظاهر والنزاعات والحرب علي الإرهاب كسيناء فالصحافة المصرية فقدت زملاء اعزاء خلال الاعوام الماضية أثناء تغطية الأحداث وكذلك العمل علي حماية الزملاء الذين يعملون تحت التدريب في الصحف للحفاظ علي حقوقهم في التعيين وتحقيق الاستقرار المهني والوظيفي وتوفير السكن المناسب لشباب الصحفيين وحل مشكلات المشروعات المتعثرة. كما عليهم السعي في تعديل القانون ليكون لازما مد سن تقاعد الصحفيين ال 65 عاماً. في النهاية اتمني التوفيق لمجلس النقابة القادم في تحقيق آمال وتطلعات الصحفيين في الحفاظ علي كيانهم النقابي وكرامة الصحفي. فالصحافة الحرة ليست وظيفة بل هي مهنة ورسالة 

 

خاص للرئيس!

محمد أمين

الملك عبدالله الثانى يعرف لماذا جاء إلى مصر، فى هذا التوقيت بالذات؟.. ويعرف طبيعة المهمة الملكية وحدودها ودرجة سريتها.. ويعرف أيضاً بأى وساطة يقوم بها الآن؟.. كما أنه يعرف أن ما قيل للإعلام، أمس، بشأن حل الدولتين شىء، وتنفيذ ذلك شىء آخر.. لكن كل ذلك سوف يفقد سريته، إذا سرَّبته صحيفة «هاآرتس».. والتسريب ليس كله شراً.. هناك تسريب مقصود، يسميه الشباب «قصف جبهة»!

ولا أذيع سراً أن أخباراً كثيرة كانت «سرية للغاية»، وتل أبيب هى التى كانت تذيعها وتنشرها.. سواء عبر وزرائها، أو عبر صحفها.. ونحن فى مصر لا نمارس شيئاً من ألوان السياسة.. فلا ننشر خبراً، أو نلقى بالون اختبار، أو نروج معلومة عبر كاتب هنا أو إعلامى هناك.. لا نستخدم بالعربى أى أوراق فى أيدينا.. ومن سخريات القدر أن إدارة الوطن كأنها إدارة عائلية، فهناك كلام ميصحش نعرفه، كأنه عيب!

والغريب أننى حين كتبت مقال أمس «جمهورية سيناء الشقيقة» لم تصلنى معلومة واحدة تعيد لى ثقتى، أو تبث فى قلبى الطمأنينة.. لا كلمة من مؤسسة الرئاسة، ولا غيرها من وزارة الخارجية.. وقد حزنت لأن سيدة أرسلت لى تعبر عن خوفها وقلقها ورعبها مما قرأت، وختمت رسالتها بقولها: «لا حول ولا قوة إلا بالله».. غير اتصالات هنا وهناك تتساءل عن مكان الشعب فى «معادلة حكم الرئيس السيسى»!

فهل تنتظر مؤسسة الرئاسة أن نعرف من راديو إسرائيل أو مونت كارلو؟.. هل تنتظر أن نعرف من قنوات مكملين والشرق والجزيرة و«بى. بى. سى»؟.. ألا تعرف الرئاسة أن الرأى العام قد عاد من جديد لمشاهدة هذه القنوات مرة أخرى؟.. سيدى.. الشعب لم يعد يكتفى بالكلام عن تطابق وجهات النظر والعلاقات الثنائية.. هذا الإعلام عفا عليه الزمن.. هل ننتظر أن تكشف «هاآرتس» ما دار فى قمة الملك والرئيس؟!

سيادة الرئيس: هل صحيح أنك حضرت قمة سرية رباعية فى العقبة، أطرافها الملك عبدالله ونتنياهو وجون كيرى؟.. هل صحيح ما يُثار عن قمة مارس العام الماضى؟.. ولماذا كانت سرية؟.. أليست لنا علاقات دبلوماسية مع تل أبيب؟.. هل كانت هناك تنازلات مصرية لحل الدولتين؟.. هل تعوّل على الرئيس ترامب فى حل القضية الفلسطينية بعيداً عن المخطط القديم الخاص بسيناء، وماذا أعددت قبل اللقاء به؟!

سيادة الرئيس: يُقال إن المُعارض يشد أزر المُفاوض فى أمور كهذه، فهل تعتبر المعارضة أداة مساعدة للحكم، أم يضيق صدرك بها، ولا تهتم بما تقوله؟.. هل كنتَ تحتاج إلى أرضية شعبية تستند إليها، كما حدث فى ملف الإرهاب، أم أنك تعتبر هذه الأمور من المحرمات، ولا يصح الكلام فيها تااانى؟.. تذكر يا سيدى أن مبارك لم يستسلم للأمريكان، وقد دفع الثمن غالياً، وترك لنا كل شبر فى الوطن كما هو!

أخيراً، مازلت أنتظر معلومات عن رؤية مصر لحل الدولتين، وإن كان الرئيس قد حضر قمة العقبة فى مارس الماضى أم لا؟.. ومازلت أرى أن دعم القضية الفلسطينية لا يكون بمنحها جزءاً من سيناء، ولكن بالنضال حتى تأخذ أراضيها المغتصبة.. وبالمناسبة: لماذا يغيب الرئيس أبومازن عن المشهد؟!

 

التخدير بأمر إعلامى مباشر !

بقلم : عبد الجليل الشرنوبى;

لأن صناعة وعي الشعوب في أزمنة الاستهداف لا تمثل رفاهية مُكملة لاحتياجات البقاء، ولأن مصر القديمة إنساناً وحضارة لم تقم على مجرد أنظمة حكم تدير قطعاناً من المواطنين، ولأن صناعة المستقبل تستلزم امتلاك أسباب الوعي بثقافة البناء، ولأن عقود ولت من الفساد والإفساد أنتجت أشباه مواطنين في شتى دروب التخصص، فإن امتلاك وعي المرحلة يحتم مراجعة سريعة لآليات الفعل الإعلامي الوطني بشقيه الرسمي والخاص، حيث إن الاستثمار في الإعلام يتجاوز كونه مجرد تجارة إلى ارتباطه مباشرة بقضايا المصير وما يشملها من وجوب التأهب للمسير في درب بقاء إنساني عسير. 

عبر حوار دار بين كاتب هذه السطور وبين عدد من المرتبطين بعالم الصناعة الإعلامية كان هناك شبه اتفاق على أن الجمهور المصري قد سئم حالة الزعيق الإعلامي التي اتسعت دوائرها منذ ثورة 25 يناير 2011، وتنامى اتساعها عقب ثورة 30 يونيو 2013 وخاصة مع دخول التنظيم الدولي للإخوان على خريطة الإعلام الفضائي والإلكتروني عبر فضائيات ومواقع موجهة تستهدف الضغط على الأوجاع، وبالتالي فإن المواطن بات في حاجة ملحة إلى أن يسترد إنسانيته عبر الهروب من الواقع إلى البحث عن الابتسامة التي غابت سنوات. 

إن هذا التصور الذي يكون ملامح الإنتاج الإعلامي العام بشقيه المباشر –وسائل إعلام-، وغير المباشر –فنون-، يشير إلى إشكالية أساسية في فلسفة صناعة الوعي حالياً، والتي تتعامل مع الإعلام باعتباره مسكن أوجاع الأمراض المزمنة ومخدِّر مطالب هموم البقاء الأساسية. في حين إن الواقع يحسم قضية الاستخدام الإعلامي من قبل خصوم الوطن باعتباره السلاح الرئيسى في عملية إسقاط الوطن، وتيئيس المواطن، وإفقاد النظام ظهيره الشعبي الذي أنتجه في 30 يونيو. 

وبرصد بسيط للسوق الإعلامية المنصوبة على الوعي الوطني، يمكن أن نكتشف صنوفاً شتى من المخدرات التي لا تتناسب مع حجم التحديات والمخاطر المحدقة، ويأتي في مقدمتها إعلام (التوريط)، وهو إعلام محلي الصناعة يبدو متبنياً لخطاب الدولة ومدافعاً عن نظام الحكم وأداءته، غير إنه يفرط في أمانيه ويسارع في تنبؤه، ويغالي في دفاعه، ويفجر في خصومته، حتى تغدو أداءته مادة خصبة لكل متربص يستشهد بها مدللاً على عكس المنشود منها، لينسحب ما فيها من ادعاء وتلفيق على كل أداء للدولة! وصنف إعلامي مُؤَزِم مُوَتِّر يسارع في إصدار الأحكام والانحياز لمعتقده ويغالي في انحيازه معلناً اعتزاله الفعل الإعلامي إن لم يثبت صحة ما يعلن، وبمجرد مرور الحدث وخفوت أضواء المتابعة عنه يطوي صفحته دون اعتذار عن خطأ أو تنفيذ لوعد!. 

وصنف إعلامي مُخَوِّن يرى نفسه الأمين الوحيد على الأوطان، وصاحب الحق المطلق في إصدار الأحكام، والمخوَّل الوحيد بامتلاك صكوك الوطنية، فيُعمل سكينه الإعلامي في بدن اللُحْمَة الوطنية ناشراً ثقافته باعتبارها شعار المرحلة لتنتقل عبر الشاشات والمقالات إلى الشوارع والمقاهي والبيوت حاملة فيرس الفُرقة ليغدو كل نقاش حول أي قضية صراع ديوك تغادره أطرافه مثخنة بالجراح. 

وصنف إعلامي مُشَتِّت مُشّوِه يحترف البحث خلف كل مستور، والتنقيب داخل كل تشوه، هاتكاً أستاراً ساترة للعيوب وكاشفاً نماذج للتشوهات الشاذة النفسية والخلقية، ومقدماً نماذج جديدة لتطور الشذوذ الناشيء بفعل عقود الفساد والإفساد. وتتطور حالة التخدير الإعلامي لتحمل المواطن بعيداً عن خانات الواقع عبر صنوف جديدة تقدم (كوكتيلاً) من المخدرات مازجة بين التغريب والتسطيح والتغييب، في تماه تام مع نماذج إعلام العولمة الغربية عبر ديكورات منفصلة عن بيئتنا وفنون وافدة على مجتمعاتنا، وقضايا لا تتماس مع واقع المواطن .. أي مواطن، لتتحول الشاشات إلى ثقب أسود يحمل المواطن إلى فراغ مبهر الشكل خاو من أي مضمون، ويصبح الضحك هدفا لا يُنال. وبين حالة التخدير المفروضة إعلامياً والمستهدفة استثماراً باعتباره السلعة المضمونة التسويق تحملنا ذاكرة صناعة الوعي المصري إلى نماذج متعددة تقدم لنا طرفاً منها (قناة ماسبيرو زمان)، لتؤكد أن الأزمة ليست في فقر الإنتاج قدر كونها غياب الرؤية الحاكمة لصناعة الإعلام، والمؤهلة لأن يمتلك صناعة وعي المرحلة وأمانتها، وهو ما يستوجب مراجعة سيادية عاجلة للموقف، وتفعيلاً واجباً لاستحقاق خريطة الطريق المصرية المعلنة في 3 يوليو 2013، والتي تنص على (ميثاق شرف إعلامي وطني للمرحلة)، بات خروجه للنور نقطة حرجة في تقويم المسار الوطني نحو الجمهورية الجديدة، ليتمكن الخطاب الإعلامي من مجاراة احتياج المواطن إلى هوية تحميه من الذوبان في أتون التغريب، وديناً يزرع فيه الإيمان محبة تؤهل للتوحد، وثقافة تحمله على تبني البناء عقيدة، وترفيهاً يرسم على الوجوه ابتسامة تقاوم الألم بوعي الأمل، فبالتأكيد لا يصح أن يكون التنبه في زمن الاستهداف هو الفرض بأمر وطني مباشر، بينما تَشيع في دروب الوطن حالة تخدير بأمر إعلامي مباشر!.

انقاذ تليفزيون وإذاعة الأمة المصرية

بقلم : جمال زايدة

لا يمكن لأمة أن تتخلي عن تليفزيونها الوطني بهذا الشكل‏..‏ولا يمكن لأمة أن تتخلي عن إذاعاتها التي لعبت دورا محوريا في تشكيل وجدان وعواطف المصريين طوال القرن العشرين وما بعده‏..‏من يتخيل أن الإصلاح يبدأ من خلال إطلاق مؤسسات بديلة هو خاطئ‏..‏ المؤسسات الخاصة لن تكون بديلا عن ما أستقر لدي الناس عبر عقود أنه ملك الأمة المصرية بكاملها‏..‏ شبابها وشيوخها‏..‏ نسائها ورجالها‏..‏ كما لن تغني صيغة الصحف الخاصة عن مؤسسة عملاقة بحجم وتاريخ الأهرام‏.‏

لقد استقرت قيم الموضوعية والنزاهة والمصداقية في الإعلام الوطني سنوات طويلة إلي أن زحفت رقابة الدولة عليها فخلقت طابورا من المنافقين أفقدوا الإعلام هذه القيم.

سنوات طوال عملت من خلالها محطات الراديو المصري قبل اختراع التليفزيون علي لم شمل الأمة المصرية..لعبت دورا بالغ الأهمية في تقوية النسيج الوطني وفي ربط كل بقعة صغيرة في مصر إلي فكرة الوطن..استضافوا كبار المفكرين والأدباء..خبر قيام ثورة يوليو وإزاحة الملكية تم من الإذاعة المصرية.. أخبار الحرب العالمية الثانية أذيعت من الإذاعة.. أفئدة وقلوب الناس كانت ترتبط بأجهزة الإذاعة خلال حفل سيدة الغناء العربي أم كلثوم.

لعبت الإذاعة دورا بالغ الأهمية في توصيل إبداع وثقافة المصريين إلي العالم العربي من أقصي الشرق حيث الخليج إلي أقصي الغرب حيث المغرب..كانوا يستمعون ويقدرون ما تبدعه مصر ومفكريها من كتب وأدب ومسرح وسينما وشعر.

أما التليفزيون فقد أحدث نقلة كبري في مصر بدء من عام1960 حين بدأ الناس في مشاهدة الصور المتحركة والدراما والأحاديث الثقافية في بيوتهم بخلاف الأفلام التي أصبح من الممكن أن يستمتعوا بها بدون الاضطرار إلي الخروج إلي دور السينما.. شاهد الناس الأخبار رؤي العين الي أن انتشرت الأطباق اللاقطة والأقمار الصناعية فأصبح من الممكن التجول عبر شاشات العالم من خلال الريموت كونترول إلي أن وصلنا إلي مرحلة الثورة الرقمية التي تجاوزت مفاهيم ما بعد الحداثة.

أرشيف ماسبيرو هو ضمير وعقل الأمة المصرية لا يمكن التضحية به تحت أي مسمي.. حمايته هو مسئولية الدولة..أما الأفكار الخزعبلية الخاصة بإنشاء المؤسسات البديلة وإهمال مواردنا وتراثنا فلن يؤدي بنا إلا إلي التهلكة.. لا توجد دولة محترمة علي وجه البسيطة ليس لديها راديو عام ملك الشعب ولا قنوات عامة ملك الشعب وأكبر مثل لدينا هو شبكةBBC البريطانية.

أسمع نحيب وبكاء ممن يعملون في جهاز الإذاعة والتليفزيون عما تنوي الدولة أن تفعله بهذا الجهاز وهو نحيب له ما يبرره لاعتبارات عديدة أبرزها غياب الشفافية فيما يتعلق بتطوير إعلام الدولة.. من يعملون في المهنة يتداولون الأخبار لكن أصحاب القضية وهو الشعب غائب عما يحدث.. لا أحد يتحدث إليه عن كيفية التعامل مع إعلام الدولة أو ما هي خطط التعامل مع ماسبيرو.. هل سيستمر في أداء دوره أم سيتم تأجيره كفندق ونقل النشاط إلي مدينة الانتاج الإعلامي,

إصلاح ماسبيرو ليس معضلة والتخفف من عدد الموظفين يمكن أن يتم علي مراحل..وتكليف مكتب استشاري كبير بالمهمة كفيل بوضع خطة واضحة يتم من خلالها التخفف من الديون أو إعدامها والتخفف من الموظفين الإداريين وتحديث منظومة الأمن والاحتفاظ بالإعلاميين المحترفين من المذيعين والمذيعات والمصورين والمخرجين والفنيين والمهندسين الذين يديرون الآن بالفعل كافة قنوات القطاع الخاص.

بخلاف توفير منظومة إدارة حديثة تسمح بالاستغلال الأمثل للمساحات المتاحة في هذا المبني العريق وتحويل شاشاته وكاميراته إلي الثورة الرقمية وتأجير الكثير من مساحاته للقنوات العربية والأجنبية من خلال مدخل خاص بحيث يتم جمع كل الاستديوهات المتناثرة في عمارات وشقق القاهرة.

ماسبيرو هو بيت خبرة كبير لا تهملوه ولا تضحوا به.. ماسبيرو يمكن ان يعود مرة أخري الي المهنية وفقا لكود أخلاقي يلتزم به من يعملون بداخله.

مهزلة التسريبات !

بقلم : د.أسامة الغزالى حرب

 عندما تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى حكم مصر كان لديه من الشجاعة والصراحة ما جعله يقول، إنه اكتشف ان مصر كانت «شبه دولة» بحكم ما لمسه من نواح كثيرة للقصور والخلل التى تراكمت فى العقود الماضية. وفى مواجهة الملامح السلبية «لشبه الدولة»، ادعو الرئيس السيسى للتدخل لمواجهة تلك الظاهرة السرطانية التى خيمت على الإعلام المصرى، وهى ظاهرة إذاعة تسجيلات لمكالمات تليفونية لبعض الشخصيات العامة، وتمثلت ذروة هذه الوقائع فى تسجيل استمعت إليه على موقع «يو تيوب» لمحادثة تليفونية بين رئيس أركان حرب الجيش المصرى سابقا، الفريق سامى عنان، والدكتور محمد البرادعى فى غمار الأيام الاولى للثورة المصرية فى يناير 2011 وكذلك تسجيلان آخران للدكتور البرادعى أحدهما مع أخيه السيد على البرادعي، والآخر مع السفير شكرى فؤاد «وليس مع د. عز الدين شكرى كما تصور المذيع!». إننا فى تلك الواقعة ــ واقعة التنصت و التسجيل، ثم الإذاعة ــ إزاء طرفين: الأول هو الجهة التى قامت و تقوم بتسجيل المكالمات التليفونية للمواطنين، سواء كانوا من الشخصيات العامة أو الأفراد العاديين..(هل هى المخابرات العامة، هل هى أمن الدولة، هل هى وزارة الاتصالات...أم جهات أخري). وهنا يكون من حقنا أن نسأل: ما هو السند القانونى للقيام بتلك التسجيلات التى تنطوى بلا شك على انتهاك سافر للدستور وللقانون. فالدستور واضح فى النص على أن للحياة الخاصة حرمه، وهى مصونة ولا تمس... وللمراسلات البريدية والبرقية والإلكترونية والمحادثات الهاتفية، وغيرها من وسائل الاتصال حرمة، وسريتها مكفولة، ولا تجوز مصادرتها أو الاطلاع عليها إلا بإذن قضائى مسبب ولمدة محددة. و المواد القانونية التى تعاقب على التنصت على المكالمات أو تسجيلها... فضلا بالطبع عن إذاعتها، واضحة فى قانون العقوبات. أما الطرف الثانى فهو بالطبع الجهة التى تذيع تلك التسجيلات. إن التنصت على ذلك النحو يمثل فى اى دولة محترمة كارثة و جريمة أخلاقية و سياسية لا تغتفر، وهو ما بدا واضحا عندما أجبر الرئيس الأمريكى السابق ريتشارد نيكسون على الاستقالة من منصبه عام 1974 عقب ان أثبتت التحقيقات تورطه فى التجسس على مقر الحزب الديمقراطى المنافس فى مبنى «ووترجيت» بواشنطن. إنني ــ بكلمة واحدة ــ أدعو إلى محاسبة الجهات التى تسجل وتسرب، و كذلك القنوات الفضائية التى تذيع هذه التسريبات، فتسىء إلى سمعة مصر ونظامها ومناخ العمل والنشاط فيها...بأكبر بكثير مما يتصور البعض!.

 

التسريبات وسمعة الوطن

بقلم : فاروق جويدة

بكل الصدق والأمانة مصر لا تحتمل كل هذا الصخب وكل هذا الضجيج ويكفى ما حدث خلال سنوات ست من المعارك والتصفيات الجسدية والمعنوية .. في كل عام كنا نقول إننا سوف نغلق ملفات الانقسامات ونفتح أبوابا جديدة لكى تهدأ النفوس, ولكن هناك دائما من يجيدون إشعال الفتن والنيران .. العالم حولنا يعيش لحظة تاريخية دامية, أوطان ضاعت وجيوش انهارت وقلاع سقطت وحكومات تأمرت, ونحن بعون الله وأصالة هذا الشعب تجاوزنا ذلك كله وسارت بنا سفينة النجاة رغم كل ما واجهنا من الصعوبات والأزمات .. ولا أدرى من يقف وراء إشعال المواقف بهذه الصورة التى افتقدت ابسط قواعد الحرص والخوف على أمن الوطن واستقراره, من هى الجهات التى تسعى إلى فتح الجراح كلما التأمت وتشويه الصور كلما تجملت وخلق الفتن كلما هدأت النفوس وهنا نجد أنفسنا أمام تساؤلات كثيرة..

> من الذى شجع فتح بلاعات التسريبات ومستنقعات المكالمات التى تطفح في وجوه المصريين وتشعرهم بأنهم شعب تعبث به ايادى افتقدت الضمير والأمانة.. ان هذه التسريبات تشعر الأسرة المصرية انها مستباحة في كل أسرارها وخصوصيتها, وان في كل بيت رقيب يطارد الناس في غرف نومهم .. ويتعجب الإنسان من اتهامات بالخيانة والعمالة وبيع الوطن رغم ان مثل هذه الاتهامات مكانها القضاء والمحاكم وليس شاشات التليفزيون والفضائح, وإذا كانت هناك أجهزة في الدولة تشجع على ذلك فإن النار اقتربت كثيراً من مسئولين كبار من أصحاب الرتب العليا وهذا يعنى ان هناك من يريد هدم المعبد على كل من فيه عسكريين ومدنيين .. لا اعتقد ان الذين يقومون بهذه الأدوار المشبوهة يخدمون الرئيس السيسى ويحافظون على نظامه لأننى اعرف عن يقين ان أخلاقيات الرئيس السيسى تتعارض تماما مع كل ما يحدث من حيث المبدأ ولأنه يدرك ان البلد لا تحتمل المزيد من الانقسامات وان الشىء المؤكد ان هناك ايادى تحاول تخريب كل شىء وإشعال الفتن في كل مكان.. هل من مصلحة الرئيس السيسى ان تظهر تسريبات تسئ لرموز في قواتنا المسلحة في هذه اللحظة الحرجة حتى لو كانوا مسئولين خارج السلطة .. هناك تسريبات جاءت فيها أسماء قيادات من الجيش في فترة المجلس العسكرى وهذا اعتداء على سرية هذه المؤسسة.. هل يتصور احد ان الرئيس السيسى يقبل الإساءة إلى ثورة يناير ووصفها بالخيانة وهو الذى أكد أكثر من مرة تقديره لهذا الحدث الوطنى الكبير في آخر أحاديثه أمس الأول.. هل يمكن ان يرضى الرئيس السيسى ان تزداد القطيعة بين الدولة وشبابها أمام اتهامات ظالمة وتسريبات مشبوهة .. يخطئ هؤلاء المغرضون الذين يتصورون انهم قادرون على مسح هذا الحدث من ذاكرة شعب لا يفرط في دماء شهدائه تحت اى ظرف من الظروف.

> لم يبق امام إعلامنا المغرض المشبوه الذى يتعبد في رحاب أموال رجال الأعمال غير ان يشوه الحاضر بكل ما فيه في غيبة من المسئولين لكى يؤكد ان الماضى كان الأجمل وان عودته هى الملجأ والملاذ .. ولا أدرى اى ماض هذا الذى يبشرون بعودته ويمسحون سيئاته وكل ما نعانيه الآن بقايا نظام مستبد وفاسد.. انه النظام الذى باع لهم أصول الدولة الأرض والمصانع بتراب الفلوس وهو النظام الذى جعل منهم طبقة فريدة استباحت كل شىء من اجل مصالحها ولهذا يبكون عليه كثيرا .. لقد تخلص المصريون من الأخوان المسلمين ولكنهم حتى الآن مازالوا ضحايا الفساد القديم الذى مازال حتى الآن يجند ابواقه القديمة لتشوه لحظة تاريخية من اعظم انجازات اجيال مصر الجديدة الواعدة.

> أمامنا أزمات كثيرة وتحديات ضخمة هى الأهم والأخطر في مشوار شعب أرهقته تصفية الحسابات وتضليل الناس بالباطل واستنزاف الاعمار بالتفاهات, ان الخيانة لها عقاب واحد أمام القضاء وتشويه تاريخ الناس له عقاب واحد هو الإدانة ولا يعقل ان نظل ست سنوات نحمل تلال الكراهية ونلقيها على شباب يناير وثورتهم لأن ذلك يتعارض مع الحقيقة والتاريخ ولأن دماء الشهداء اغلي واطهر من كل ما نشاهده من الوجوه القبيحة على الشاشات من مرتزقة رجال الأعمال .. أنا لا ادافع عن 25 يناير الأشخاص ولكن أدافع عن الرمز والتاريخ والحقيقة لأنها اكبر منا جميعا وسوف يأتى اليوم الذى يقول فيه التاريخ كلمته في هذا الحدث الكبير رغم تفاهات الاعلام وسقطاته المشبوهة

> نحن نعيش فترة حرجة أمام مجتمع يطارده الإرهاب والفساد والانقسامات وهذه ظواهر ليست وليدة اليوم انها ميراث ثقيل خلفته عصور من القهر والاستبداد والاستخفاف بحقوق هذا الشعب والذين يتباكون على الماضى يفتقدون الأمانة والموضوعية لأن المجتمع يعانى من أمراض قديمة استنزفت موارده وإمكانياته..

من الأولى والأحق بالبحث والدراسة وكل هذا الوقت الضائع على الفضائيات؟

نحن أمام اقتصاد منهك يواجه تحديات جسيمة في صورة أعباء والتزامات لتوفير الحياة المناسبة لكل هذه الملايين من البشر .. نحن أمام زيادة سكانية مرعبة ومخيفة تستنزف كل مصادر الدخل وهى محدودة في كل الحالات.. نحن أمام عواصف رهيبة في ارتفاع الأسعار, والمسافة التى اتسعت كثيرا بين سعر الجنيه والدولار وترتبت عليها آثار ضخمة في حجم الديون وفوائدها التى دخلت بنا إلى دائرة المخاطر .. نحن أمام ملايين من الشباب الذى يبحث عن فرصة عمل وقبل هذا كله نحن نعيش في منطقة تحاصرها النيران من كل جانب بحشود الإرهاب والتخلف أمام قوى دولية تنتظر فرصة تاريخية لتقسيم الغنائم أمام شعوب ضائعة.. هذه التحديات تريد يقظة شعب وضمير قرار ونزاهة إعلام وبصيرة حاكم.. هل بعد ذلك كله نترك الوقت وهو ثمين يتسرب منا أمام الفضائح والتسريبات واتهامات العمالة والخيانة.. من يملك الحق في هذا الوطن ان يتهم شبابه بالعمالة والخيانة وهم اطهر وأنقى من فيه .. من يملك الحق ان يشوه حدثا تاريخيا فريدا مثل ثورة يناير وإنها قامت في ظل مؤامرة أجنبية .. من يملك الحق في ان يدعى ان هذه الثورة لم تكن صحوة شعب وانتفاضة جيل تم تهميشه ثلاثين عاما من اجل مصالح ومكاسب لقلة قليلة من البشر .. أريد ان اعرف من الذى وضع التقسيمة التى يعيشها المصريون الآن من ملكوا كل شىء ومن حرموا من اى شىء.. من الذى باع مصانع الاسمنت والحديد والاراضى والفنادق والمحالج ودمر الصناعة المصرية وخرب مزارعها .. من افسد برامج التعليم في كل مراحله, ومن اخرج لنا خفافيش الظلام والإرهاب والتخلف أمام ثقافة الجهل والتناقض الاجتماعى الرهيب..

 

بقيت عندى ملاحظات أخيرة:

 

> من أراد ان يخطو بهذا الوطن خطوات للأمام عليه ان يلملم جراحه ويطوى صفحات الانقسامات التى فرقت شملنا وجعلتنا نأكل بعضنا ست سنوات كاملة, أن التسجيلات جريمة وتسريبها جريمة وإذاعتها اكبر الجرائم..

> ليس من أخلاق المصريين ان ينشروا فضائحهم في صورة تسجيلات على الهواء ويجب إغلاق هذا الملف لأنه مستنقع كريه..

> ان ثورة يناير الآن أصبحت حدثا تاريخيا له ماله وعليه ما عليه ويجب ان نتوقف عن الصراعات والخلافات والاتهامات ونترك التاريخ يقول كلمته, وعلى أجهزة الدولة ان تشكل لجنة لتضع هذه الثورة في مكانها سلبا وإيجابا حتى لا تضيع وسط ضجيج صراعات المصالح وهواة الفضائح

> بعد ان أصبح للإعلام المصرى ذراع جديدة في عدد من الفضائيات الجديدة بجانب إعلام الدولة الرسمى يجب ان توضع خطط وبرامج للاهتمام بقضايا المواطنين وكشف الحقائق أمام الناس بعيدا عن هذا العبث الإعلامى الرخيص.

> يجب ان تظل دماء الشهداء خطا احمر لأن هؤلاء الآن في رحاب الله ولا تجوز عليهم إلا الرحمة خاصة إننا لم نعد نعلم عنهم شيئا ولا عن أحوال اسرهم وما هو مصير الصندوق الذي أنشأته الدولة لرعاية عائلات الشهداء, وهل انقطع عن أداء خدماته ام مازال حريصا على القيام بدوره ومسئولياته؟..

> يجب ان تقوم الجهات القضائية بحسم كل القضايا الخاصة بثورة يناير ابتداء بما جاء في ملفات التمويل الاجنبى والاشخاص المتورطين فيه وانتهاء بأحداث موقعة الجمل وما دار فيها..

 

> إن المبادرات الطيبة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى في الإفراج عن عدد كبير من الشباب الذين ثبت عدم تورطهم في أحداث إرهابية تلقى صدى طيبا في الشارع المصرى ويجب ان تتوسع دائرة العفو لتشمل أعدادا أخرى .. وعلى الدولة ان تحرص على التواصل مع شبابها بكل الوسائل والأساليب وألا تكون ثورة يناير سببا من أسباب القطيعة أمام ما يقوم به الإعلام من تشويه الأدوار وتصفية الحسابات فهم في النهاية أبناء هذا الوطن ويبحثون له عن مستقبل أفضل.

> جاء الوقت لكى تختفى بعض الوجوه المحسوبة على النظام وقد أساءت كثيرا لمصر والمصريين وينبغى ان يتوقف تماما مسلسل التسريبات فقد شوه أشياء كثيرة في حياتنا .

مولانا عمرو دياب

بقلم : أشرف ابوالهول

رغم أننا جميعا نعرف ومنذ مايقرب من ربع قرن أن الفنان عمرو دياب يتمتع بذكاء إعلامى كبير حيث بنى حول نفسه جدارا حصينا من السرية لكى يمنع الإعلام من الاقتراب منه او تشويهه أو حتى انتقاده وبالتالى نجح فى جعل الجمهور يسعى لمعرفة أخباره ومن أجل تحقيق هذا الهدف أحاط نفسه بمستشارين مدفوعى الأجر من بعض كبار الصحفيين الفنيين الذين نعرفهم بالأسم تمثل دورهم فى الترويج لالبوماته الجديدة ومساعدته فى اختيار الصحفيين الذين يمكنه أن يجرى معهم أحاديث أو يسرب أخبار إليهم تساهم فى الحفاظ على مكانته الفنية وهو أمر سبق أن قامت به سيدة الشرق أم كلثوم والعندليب عبدالحليم حافظ وهو تصرف مشروع مادام لايؤذى الآخرين لكن ماحدث أخيرا مع الفنانة شيرين عبدالوهاب شىء مختلف وخطير ويشير بوضوح إلى أن جوقة مستشارى عمرو دياب أصبحت تمثل خطرا على الفن المصرى ككل لأن بإمكانها ان تذبح وبسكاكين باردة أى شخص مهما يكن لمجرد نطقه اسم مولانا عمرو دياب بشكل لايعجبها.وأنا مثلى مثل الكثير من المصريين الذين رأوا لقطة الفيديو التى قالت فيها المطربة شيرين عبد الوهاب إن «الكبير راحت عليه وأن المستقبل للجيل الأصغر» وهو أمر ليس به أى خروج عن الآداب أو شتائم وإنما مجرد وجهة نظر يمكن أن تصدر عن أى مواطن وهذا حق للجميع وسواء كان هذا الكلام الذى قالته شيرين ناتجا عن قناعة شخصية أو نتيجة ضيق من موقف ما تجاهها من عمرو دياب الذى قصدته بكلمة الكبير فهذا حقها علاوة على ان الكلام حدث فى حفلة زفاف خاصة وليس فى حفلة عامة ومع ذلك قامت الدنيا ولم تقعد ضدها فى كل وسائل الإعلام ووصل الأمر إلى حد التجريح والشتائم فاضطرت للاعتذار وتوضيح الموقف ومع ذلك فمازال الضرب فيها مستمرا وكأن كهنة معبد مولانا عمرو دياب قد قرروا ان يجعلوا منها عبرة لمن لايعتبر .

سامى دياب .. وصحافة أولاد الذوات

بقلم : أنور عبد اللطيف

لمع الولد الوحيد سامى فى عين والده الأستاذ محمود دياب المحامى الكبير فى مصر، حفظ القرآن وتفقه فى علوم الدين وانطلق لسانه حلاوة فى القول وبلاغة فى الأسلوب ونباهة فى الحجة ويقظة فى الضمير وحصل على الثانوية العامة بمجموع كبير، ففاتحه والده: عليك بكلية الحقوق التى يتخرج فيها رجال السياسة ورؤساء الحكومات, كما أنك سترث هذا النجاح الذى حققته فى المحاماة والمكتب الضخم الوحيد فى منيا القمح الذى يعد قبلة المظلومين وأصحاب القضايا العويصة من صغار الملاك وكبار رجال الدولة، فكانت إجابة الابن سامى: أننى سألتحق بكلية الآداب قسم الصحافة! بلع الرجل رغبة ولده بليبرالية أرستقراطية على مضض، وقال له: لابأس أن تحقق المجد والنجاح الذى حققه عمك توفيق دياب الذى صارت صحيفته الجهاد ثم البلاغ لسان حال الحركة الوطنية وحزب الوفد. فوجئ الرجل بعد أن تخرج الإبن سامى أنه التحق بصحيفة «الأهرام» وهى صحيفة الشوام التى تصارع الهبوط قبل أن يرأسها حديثا محمد حسنين هيكل المنشق عن مدرسة أخبار اليوم الوفدية، لكن .. لا بأس أيضا أن تهز الدنيا بمقالاتك على طريقة توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وعباس محمود العقاد وأحمد لطفى السيد وأنطون الجميل.

فقال له يا أبى لقد دخلت «الأهرام» لأعمل ضمن أوائل كلية الآداب الذين اختارتهم «الأهرام» لتطوير المهنة وإحداث نقلة فى إخراج الصحافة الحديثة، فقاطعه والده: مفهوم يا سامى وناوى تكتب فى باب إيه فقال له: قسم سكرتارية التحرير الفنية ورغم الصدمة التى منى بها المحامى الكبير لأن ولده الوحيد تمرد على جلبابه وجلباب عمه، كتم غصته فى صدره وأسرها فى نفسه ولم يبدها لابنه ، ومات الوالد وأعاد سامى دياب تدوير الموضوع فى رأسه وفكر فى الانتقال إلى قسم الفكر الدينى بتشجيع من رئيسه الأستاذ فهمى هويدى حيث تتفجر فيه القضايا، وقال له الأستاذ أحمد نافع هذا مكان مؤقت إلى حين يفرغ مكان يليق بثقافتك العالية، وظل سامى دياب ينتظر فرصة الانتقال أربعين سنة، حتى تسلم خطاب الإحالة للمعاش فى الخامسة والستين من عمره لم يشعر بلحظة ندم واحدة على الشهرة والمجد الذى ضاع منه مقابل أنه اختار ما يحب لكنه قرر أن يجمع بين الفن والكتابة مع الحفاظ على أخلاق أبناء الذوات، ومضى فى غايته بكل كبرياء وحنان غمر به زملاءه كما فاض به على أخته سامية دياب التى كانت تعمل مذيعة فى تليفزيون أبو ظبى حرم الوزير الراحل مانع سعيد العتيبة وأم السفير يوسف العتيبة سفير الإمارات فى واشنطن فكانت محور المرحلة الوسطى من حياته الاجتماعية بعد أن اختارت أن تعالج فى مصر برعاية زوجها وإصراره يرحمهما الله.

كان سامى دياب مصمما نظيفا مرتبا مهندما دقيقا فى عمله بالإخراج الصحفى، لم يفرط لحظة فى أصول العمل والقواعد التى نشأ عليها، وظل محافظا على تقاليد العمل وقيم الزمالة حتى آخر يوم من رئاسته لقسم السكرتارية الفنية، وعندما سلم رئاسة القسم الى أستاذنا سامى فريد أطلق على المسئولية فى هذا الزمان «السلطانية»، كانا يشعران بمسئولية هذا القسم فى المحافظة على شخصية «الأهرام» وهو شعور طبيعى بحكم الدور، فقد كان من أكبر ميزات «الأهرام» أن كل قسم من أقسام إدارة التحرير يشعر أنه الأهم، وكان سامى دياب يجمع حوله كل العاملين فى سهرته، كان موعد العشاء الذى يقيمه كل أسبوع الذى كان يشمل مع إدارة التحرير الديسك والعمال والفنيين فى الجمع التصويرى والخدمات، وبقدر ما كان سامى دياب مترفعا يمارس الصحافة بمنطق ابن الذوات كان أيضا متواضعا إلى أقصى حد لم يستنكف مرة فى أثناء حرب أكتوبر أن يقضى عدة دقائق يغمض فيها عينيه بين الطبعات على صندوق ورقى يستخدم لجمع ورق الدشت.

هذا عن النواحى الفنية فماذا عن حكايته مع الكتابة؟

كان سامى دياب مثقفا رفيع المستوى وكاتبا رشيقا ومتميزا وكان يؤمن أنه لكى تكتب سنتيمترا لابد أن تقرأ مترى ورق كتب ومراجع وملفات، وبقدر ما شعرنا من تجربته ومصطفى سامى وسمير صبحى وفريد مجدى وماهر الدهبى بأن المخرجين المنهمكين فى مطبخ العمل بالأهرام أول المؤهلات لأن يكونوا كتابا ناجحين.

حرص سامى دياب على ألا تمنعه المهنة عن مقابلة العظماء ومقارعتهم الحجة كما كان يتمنى والده، وبعد أن قضى عدة سنوات مشاركا فى الفكر الدينى، وصفحة دنيا الثقافة بترحيب من الأستاذ فاروق جويدة أجرى سلسلة من الحوارات مع خالد محمد خالد ويوسف إدريس والعظيم الدكتور إبراهيم بيومى مدكور رئيس المجمع اللغوى وشكل مع الراحل محمود مهدى ثنائيا مهما فى صالون الأربعاء وأثار قضايا تجديد الفكر الدينى وفوضى الفتاوى والحرية وحدود الإبداع والجبر والاختيار، وكانت له صولات فى صالون الإمام عبد الحليم محمود والشيخ متولى الشعراوى، والشيخ مصطفى مرعي، كان الراحل مؤمنا بمبادئ الوفد لكنه وصل إلى قناعة بالبعد الاجتماعى لثورة 23 يوليو، وكان يتمنى أن يقرن عبد الناصر اهتمامه بالطبقة الوسطى والعدالة الاجتماعية وبين إتاحة مساحة أوسع للديمقراطية والحرية السياسية، ورغم مرض عينيه والنفى الإجبارى داخل المنزل لم تفارقه الابتسامة والتفاؤل بفضل شريكة عمره وحياته الدكتورة علية دياب، ويحكى سامى دياب إلى ضاحكا أنه حين كان فى الثانوية العامة عام54 فى «عصر الانغلاق» ذهب إلى الصيدلية فى منيا القمح للحصول على دواء متوهما أنه يقوى الذاكرة اسمه «جلوتاميك أسيد». فقال له الصيدلى الذى كان عنده قلب وضمير: عندى الجلوتاميك الألمانى وثمنه جنيه، والإنجليزى وثمنه 75 قرشا، والإيطالى وثمنه نصف جنيه، ولو تريد نصيحتى الأحسن من الثلاثة تلعب ماتش كورة وتستحم وتأخد كتابك وتتمشى على الزراعية وتنام بدرى وتصحى بدرى فهذا هو إكسير النجاح والمنشط العصرى للذاكرة !.

 

نبكي محمود عبد الفضيل او نبكي اهدارنا له 

بقلم ماجده الجندى

كانت مصادفة بلا شك .. في نفس التوقيت الذي كان فيه اسامة كمال بلتقي الوزير يوسف بطرس غالي ، كنت افكر في حزمة من الاقتصاديين المصريين الذين همشت اراؤهم ، علي الرغم من امرين ، انهم لم يكونوا مجرد حاملين للدال نقطة او للشهادات ، بل كانوا اصحاب وعي "سياسي اجتماعي ".. هيمن علي اسم دكتور محمود عبد الفضيل الذي عرفته والتقبته اول الثمانينيات ، عقب عودته مباشرة من الخارج .. بعد حصوله علي الدكتوراة من فرنسا ومنحة بعدها للدراسة في اكسفورد وتدريس في معهد التخطيط بالكويت .. ومع ذلك اختار العودة لمصر .. هو ابن حقبة الوعي القومي والدولة الطامحة للعدالة .. الملم بابعاد مصر تاريخا واجتماعا .. دكتور عبد الفضيل " مفكر اقتصادي " صاحب رؤية اشمل واعمق مما هو مطروح علينا منذ عقود .. في رؤيته دوما ضفيرة متلازمة بين الارقام والبعدين السياسي والاجتماعي ، مع خلفية ثقافية حقيقية .. فجأة وجدت نعيه علي صفحة زوجته السفيرة الباحثة الدكتورة ماجدة بركة التي اعرفها منذ كانت طالبة في الجامعة الامريكية و توطدت العلاقة عبر السنين وهي باحثة حقيقية يعرفها كل من اطلع علي رسالتها المتفردة للدكتوراة .. واقع الامر كنت دوما اتساءل عن السبب الذي جعل الدولة لا تستعين بواحد كالدكتور محمود عبد الفضيل ولماذا لم تفكر الدولة حتي في مجرد الانصات اليه او الي ومن رؤاه التي تحولات لما يشبه" الصرخات " في البرية ، محمود عبد الفضيل كان مدركا تماما و فاضحا بعلمه لكارثية ماجري منذ الثمانينيات للاقتصاد المصري .. منذ نشوء راسمالية المحاسيب و الاحتكارات ومجمل التشوهات التي فصلت تماما بين العائد والجهد ، فراكم الثروة المحاسيب والسماسرة والمحتكرون وصارت العوائد تصب في " حجر" اسر متشابكة " يمكن حصرها بمنتهي السهولة .. .. كان نافذ الرؤية وهو الذي اطلق الانذار تلة الاخر محذرا من ضياع البعد الانمائي واقتصار الاقتصاد علي اقتصاديات الصفقات والعمولات ، وعن نوعية رجال اعمال اليوم " رجال اعمال بدون سير ذاتية " ، رجال اعمال ولدو بقرار ، وبفلوس البنوك 

لو راجع اي منصف رؤي الكتور محمود عبد الفضيل لاكتشف ، لاكتشف حجم "الخطيئة " التي ارتكبها اصحاب القرار علي مدي عقود ، بتجاهل رجل علم وسياسة وثقافة 

كالراحل محمود عبد الفضيل ، الذي كما اتدنا سوف نبكيه بكل حرقة 

والحقيقة اننا نبكي فرصنا التي يتفنن اصحاب القرار في اهدارها ، باهدارهم الكفاءات 

"و هذا سلو بلدنا "

الجيوش الإلكترونية

كيف تدمر دولة دون أن تخسر رصاصة واحدة؟

بقلم: انور عشقى

شاركت عام 2003 فى أثينا بمؤتمر استراتيجى، اشتركت فيه أكثر من 15 دولة معظمها من مراكز دراسات استراتيجية، كانت هىمشاركتى الأولى، وكنا فى إحدى ورش العمل.

التفت إلىَّ أحد المشاركين وقال لى: إن أبناءكم أتعبونا!، فقلت له: ماذا تقصد؟!، قال: الهاكرز!، قلت له: كيف؟، قال: يفجرون لنا مواقعنا. قلت: وماذا تفعلون أنتم؟، قال: نُفجر لهم مواقعهم.

لم أكن وقتها على علم بما يفعله هؤلاء، ولحظة أن وصلت إلى جدة سألت أحد المسئولين عن الحاسب الآلىفى الخطوط الجوية السعودية، وقد زارنىفىمكتبى، فقلت له: هل لك أن تدلنى على أحد هؤلاء «الهاكرز»؟، وفى اليوم التالىزارنىفىمكتبى ومعه واحد منهم، وسألته: كيف تُفجرون المواقع الإسرائيلية؟، قال: نحن نشترك فى نوادٍ بكل أنحاء العالم، وأحيانا نطلب من أصدقائنا الدخول فى وقت واحد وفى ثانية واحدة على أحد المواقع الإسرائيلية، فلا يتحمل الحاسب ذلك فينفجر، لكن العالم تجاوز اليوم هذا الأسلوب، وأخذ يستخدم الفيروسات وغيرها من أسلحة وذخائر الدمار الإلكترونى.

الاختراق الإلكترونى، هو القدرة على الوصول لهدف معين بطريقة غير مشروعة، عن طريق ثغرات فى نظام الحماية الخاص بالمستهدف، فالاختراق لجهاز الآخر حتى لو لم يكن بقصد التدمير أو سرقة المعلومات يُعتبر اختراقًا، ويصبح من قام بالاختراق Hacker، لكن هذه الأساليب تطورت ولم تعد تقتصر على الهواة، بل أخذت الدول توظف ذلك فى الحروب دفاعًا وهجومًا، وأصبح لها وحدات وجيوش.

 

ومع الثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجى أخذ العالم يستعد لمواجهة نوع جديد من الحرب، هذا النوع تتفوق أسلحته على الأسلحة النووية التى أمكن تحييدها، وهى التى لم تُستعمل فى القتال إلا مرة واحدة على اليابان، أما السلاح الإلكترونى فيمكنه تدمير دول، دون أن تخسر رصاصة واحدة، كما يمكنه تدمير الأسلحة النووية فى أماكنها، لهذا اتجهت بعض الدول إلى إنشاء وحدات وجيوش إلكترونية استعدادًا للحرب القادمة.

ففى الولايات المتحدة التى تُعتبر رائدة فى الحرب الإلكترونية بدأها الرئيس الأسبق رونالد ريجان ورصد لها المال والرجال، حتى قبل أن يصل التقدم الإلكترونى إلى ما وصل إليه اليوم، وأصبح الجيش الأمريكى يعتمد فى هذه الحرب على ستة عناصر.

ومن أهم هذه العناصر الوحدة الأمريكية لقيادة «الفضاء الإلكترونى»، وتختص هذه الوحدة بالتخطيط، والتنسيق، وإدارة عمليات الحروب الإلكترونية مع باقى الفروع التى تتبعها.

أما وحدة الجيش الإلكترونىالأمريكى، فهذه الوحدة ترتبط بقيادة الجيش الإلكترونى وتتلقى منها الأوامر، وهذه الوحدة تتكون من ثلاث وحدات، هى: وحدة السايبر بقوة المارينز، وتتولى حماية وتأمين منشآت المارينز من الهجمات الإلكترونية وهى وحدة وقائية.

أما وحدة الجيش الإلكترونى البحرية، فتعمل على نحو مشابه لوحدة السايبر، لكنها تتولى حماية المنشآت البحرية، بالإضافة إلى جمع المعلومات عن حروب السايبر.

تأتى بعد ذلك الوحدة الخامسة، وهى القوة الحربية 24 وتختص بالطيران والقوات الجوية الأمريكية، ويتفرع منها ثلاثة أجنحة، وهناك وحدة سادسة هى الأسطول العاشر الأمريكى، وهذا الأسطول يقوم بمهمة التخابر لصالح البحرية الأمريكية، وقد أنشئ هذا الأسطول أول ما أُنشئ للتنسيق بين القوات البحرية فى الحرب العالمية الثانية.

 

وعندما قامت كوريا الشمالية باختراق شركة سونىفى ديسمبر عام 2014، تولت الولايات المتحدة الأمريكية الهجوم الإلكترونى على كوريا الشمالية، فقطعت عنها خدمات الإنترنت تمامًا ليوم واحد، فكانت ردًا على الاختراقات الكورية، وتحذيرًا لها، وتقويمًا للأداء لهذا النوع من الحروب.

لقد كان هذا الهجوم اختبارًا لقوة وأداء كوريا الشمالية فى الحرب الإلكترونية التى يتولاها المكتب 121 «BUREAU 121»، والذى جعل من أهدافه الإلكترونية كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وقد أنشئ هذا المكتب عام 1998، وهذا المكتب هو المسئول عن الاختراقات الإلكترونية لشركة سونىالتى تسببت فى خسائر بلغت ملايين الدولارات، وجعلت موظفى الشركة الذين يبلغ عددهم 1800 يعودون لاستخدام الأوراق والأفلام لإنجاز أعمالهم.

من أشهر الجيوش التى تحتفظ بوحدات إلكترونية روسيا الاتحادية، وقد اتهمها خصومها بشن حروب إلكترونية، لكن موسكو تنكر ذلك، ومن هذه الاتهامات ما أشارت إليه الولايات المتحدة، من أن الروس قاموا باختراقات إلكترونية فى الانتخابات الأمريكية لصالح الرئيس الحالى دونالد ترامب، واعترف الرئيس الأمريكىترامب أخيرًا بذلك، بعد أن تأكد من صحة ذلك من الاستخبارات الأمريكية.

ويذكر موقع «بنزنيسانسايدر» أن عددًا من «الهاكرز» شنوا حربًا على أوكرانيا بالتزامن مع انفصال القرم، كما تكرر ذلك من قبل «أوسينا الجنوبية»، لكن الصحفىالروسى «أندريه سولدانوف» أفشى كثيرًا من الأسرار، وقال إن مجموعات من الهاكرز يعملون لصالح الاستخبارات والإشارة الروسية.

 

ومن الاختراقات الروسية الهجمات التى شنها كرزروس وتمكنوا من اختراق وزارة الخارجية الأمريكية، كما قاموا باختراق أنظمة البيت الأبيض، وتم تسريب جدول أعمال الرئيس السابق باراك أوباما، وهو ما أوردته قناة CNN الأمريكية، ومع نجاح روسيا فى هذا الاختراق، إلا أنه يدل على أنها لا تزال دون مستوى الولايات المتحدة وبريطانيا.

وتُعتبر بريطانيا من الدول التى أعدت جيوشًا إلكترونية، فانضمت للحرب الإلكترونية باللواء 77 عام 2015، الذى يُركز فى الأساس على الحسابات المؤيدة للجهاديين على تويتر، حيث أخذ هذا اللواء يعمل على شن الحروب النفسية، وهذا اللواء يتكون من 2000 جندى.

ويُمثل اللواء 77 تجربة تاريخية للجيش البريطانىفى أربعينيات القرن الماضىفى بورما، حيث كانت القوات الخاصة البريطانية فى الهند، وكانت تُعرف باسم chindits، وكانت تُنفذ هجمات تشتيت واستطلاعات غير ناجحة، وهو ما ذكرته «الديلى بيست» ومع ذلك، فإن صحيفة الإندبندنت نشرت فى 8 فبراير 2017 موضوعًا لمراسلها «كيم سينغوبتا» بعنوان «قراصنة تابعون لتنظيم الدولة داعش» يشنون هجمات إلكترونية على مواقع صحيحة من الحرب الأهلية فى سوريا، وأن الهجمات طالت عدة مواقع تابعة لخدمة الصحة العامة البريطانية، ونشرت خلالها صورًا للفظائع التى تحدث فى الحرب بسوريا، وهذا يشير إلى أن الاختراق الإلكترونى يبين مدى قوة الهجمات الإرهابية، مما يتطلب مزيدًا من الدقة لحماية المعلومات العامة الشديدة الحساسية من التسرب.

أما الصين، فقد اشتهرت بامتلاكها جيشًا من أفضل الجيوش الإلكترونية فى العالم، لكنها لم تكشف حتى الآن عن الوحدة المسئولة عن عمليات الاختراقات الصينية، لكن وزارة العدل الأمريكية توصلت إلى معرفة الوحدة المسئولة فى الصين، فذكرت أنها «unit 61398»، وإنها مصدر الحروب السايبرانية.

 

وتجلت قوة الصين فى الحرب الإلكترونية فى سرقة أسرار عسكرية أمريكية، واختراق شركات الطاقة النووية، وقد حدث ذلك فى مايو 2014، وهو ما صرح به وزير العدل الأمريكى يوم ذاك «اريك هولدر».

وركزت إسرائيل على الحرب النفسية، فشكلت وحدة عسكرية لهذا الغرض، وتركزت وحدة الكوماندوز الإسرائيلية على 30 موقعًا، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعى، وبثت رسالتها بعدة لغات، هى العربية والإنجليزية والعبرية والفرنسية والإسبانية.. واستخدمت إسرائيل الحرب الإلكترونية فى حربها على غزة عام 2012، لكنها لم تحجب الإنترنت عن القطاع لعدة أسباب، أهمها عدم الرغبة فى تفويت فرصة إحداث اختراق على اتصالات الجهاد الإسلامى وحماس بغزة.. ومن أهم الدول فى الجيوش الإلكترونية فى الشرق الأوسط إيران، وقد دفعتها إلى ذلك الولايات المتحدة، عندما سربت فيروس ستكس نيت stuxnet الذى ضرب برنامج إيران النووى، ومن يومها عززت إيران مواقعها الإلكترونية.

أما الاتفاق النووى مع إيران، فقد أسدل الستار على الخلافات بين الدول الكبرى وإيران، وهذا ما دعا إيران إلى أن تضرب الدول من حولها وتجرى اختبارًا لحروبها الإلكترونية، وبعد أحداث 11 سبتمبر استفادت المملكة العربية السعودية من تجربة «مير لاتش»، هذه المؤسسة التى لم تتأثر بالهجمات رغم تدمير رئاستها فى نيويورك، فقد أخذت بنظرية «Desater Recovery»، بأن شجعت الشركات السعودية على بناء مواقع تبادلية تعمل عندما تتعرض القيادات للإرهاب أو التدمير.

لهذا نجد أن معظم الهجمات الإلكترونية على مؤسسات المملكة لم تعطلها كليًا، بل ظلت المؤسسات تعمل مع تقبل الضرر، فالهجوم على شركة أرامكو دمر 30 ألف جهاز حاسوب معظمها من «الحواسيب» الشخصية، لكن الشركة لم تتعطل، ولم يتأثر الإنتاج، واتهمت فى ذلك إيران من خلال فيروس شمعون، لكن الاتهام ليس مؤكدًا، وليس من المستبعد أن تقوم دول صديقة بهجمات هامشية لتقوية مناعة الأصدقاء، أو تقوم بذلك شركات تجارية لتحقيق الأرباح بقصد التعاقد معها.

لقد قسم معهد الدراسات الاستراتيجىالأمريكى قوة إيران الإلكترونية وجيشها الإلكترونى، والذى أظهر قدرة فائقة على اختراق أهدافه ببراعة، حيث اشتهر جيش إيران باختراق شركة هولندية، واستطاع أن يسرق شهادات رقمية منها، كى يؤَمن من وسائل اتصالاته على الإنترنت، كما استطاع الجيش الإيرانى أن يخترق شركة قطرية للطاقة، ونفذ أيضًا إلى اتصالات بحرية أمريكية فى أواخر 2013 م.

إن أفضل الجيوش الإلكترونية فى العالم على الإطلاق هى الجيوش الأمريكية، فلديها القدرة على تدمير دول كبرى، لكنها تتحفظ فى استخدامها كى لا تُحفز السباق على التسلح الإلكترونى.

ومن أفضل الجيوش الإلكترونية فى العالم العربى المملكة العربية السعودية، إذ بدأت فى السبعينيات من القرن العشرين إعداد العدة لذلك، وحتى قبل اكتشاف الإنترنت، مُركزة فى ذلك على الجانب الدفاعى، تليها الإمارات العربية التى تُعتبر من أوائل الدول العربية تدريبًا على الحرب الإلكترونية، أما المهارات الفردية، فتأتى الأردن فى المقدمة.

لقد وضعت الولايات المتحدة الأُسس فى الحرب الإلكترونية، ورفض الرئيس كلينتون مع انتشار الإنترنت، أن يفرض عليها ضرائب وسعى إلى تعميم الإنترنت عالميًا، فقد أعدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها للسيطرة الفضائية السيبرانية على العالم، وتحقق لها اليوم ذلك.

أما بالنسبة لحلفائها، فقد سخَرت الشركات العالمية المختصة لحمايتهh، بأن قامت بالتدريب وتنظيم الشبكات، وأحيانWا القيام بالاختراقات كى تُعزز المناعة لدى الشركات الصديقة، فتُرغمها على تحصين نفسها، لكن الحرب سوف تظل فى تصاعد بين الدول، وهو ما يُشكل خطورة على مكتسباتها.

فالدول العربية التى هبت عليها رياح الربيع العربى، وكانت فيما مضى حليفة للاتحاد السوفيتى، انشغلت عن ذلك وضعف اقتصادها، فلم تتمكن من مواكبة المتغيرات السريعة

حطى و غطي و طفي .. " الجورنالجية " ؟

بقلم محمد كمال

قبل النقطة بنقطة عن ظاهرة تستدعي الحذر من الأهل و " الداخلية " ؟

ايه الحكاية " خضتنا " يا دي الجدع ..

بعد خطف الاطفال .. تنشط هذه الأيام عصابات خطف الفتيات في بعض المناطق الشعبية فلا يمر يوما واحدا و الا تسجل محاضر اقسام الشرطة عن واقعة هنا او هناك ومعظم الروايات تحكي قصص متشعبة ما بين الذهاب الى أخذ الدروس الخصوصية او العودة من المدارس أو حتى شراء الاحتياجات من محلات البقالة او الملابس ؟

و ما العمل – هل نمنع البنات من النزول ؟

طبعا لا .. 

و لكن عليكم تأمين رحلاتهم بطرق مباشرة وغير ذلك 

خاصة ان كانت الفتاة تمتلك بعض المميزات – و ما هي : - 

أ - فائقة الجمال أو أقل من ذلك .

ب – والدها ثري او صاحب تجارة و معروف في منطقته.

ت – اذا كانت البنت ترتدي ملابس متبرجة .

وماذا عن جهود وزارة " الداخلية " ؟

لا تنظر المساندة قبل او اثناء – 

اما عن بعد .. فاقصى ما ستفعله التحريات التي عادة لا تصل الى شيء !!

1 - اعتلاء المرآة منابر المساجد 

تعيين 144 امرأة بوظيفة واعظة للعمل بالمساجد في قرار يعتبر هو الأول من نوعه الذي يمنح المرأة تلك الوظيفة داخل المساجد المصرية وهنا نسال :

أولا - ما طبيعة الدور الذي سيؤديهن داخل المساجد المصرية ؟

ثانيا – ما هدف وزارة الأوقاف من تلك الخطوة التي أثارت جدلاً مجتمعياً في الأيام الأخيرة ؟

2 – يقال أن 92% من المصريين يستعملون الملح الغنى بعنصر اليود "المؤيدن" ؟

وزارة الصحة ستدشن حملة فى الراديو بشعار "حطى وغطى وطفى" ..

- الحملة .. هتعمل ايه ؟

تقدم نصائح لربات البيوت وبرامج الطبخ لوضع ملح الطعام الغنى باليود بعد تسوية المأكولات منعًا لتبخر مادة اليود مع وفى أثناء تسوية الأطعمة.

أ - على فكرة مصر مصنفة حليا كدولة خالية من الاحتياج لليود

ب - هناك نحو 1.6 مليار شخص فى مناطق فقيرة بعنصر اليود ينتشرون فى 110 دول بالعالم ويعانى 650 مليون شخص منهم من مضاعفات نقص اليود التى تتمثل فى معاناة 6 ملايين من التخلف العقلى إضافة إلى مليونين مصابين بالفعل بدرجات متفاوتة من القصور العقلى والذهنى

خطر الإصابات تأثير نقص اليود على النساء فى فترة الإنجاب أو على الأطفال المعرضين بدرجة كبيرة للمضاعفات ومسوح الصحة أثبتت انخفاض استخدام الملح المؤيدن فى محافظات المنوفية والبحيرة والدقهلية ومحافظات بنى سويف والمنيا والوادي الجديد وجنوب سيناء ومصر تنتج 600 ألف طن من الملح المؤيدن سنويا.

آخر السطر : 

في ظل المكايدات و تشويه السمعة و البحث عن الجاه و التودد للحكومة ..

أي مستقبل ننتظر من نقابة " الجورنالجية " ؟

يوسف الشارونى وبهجة التسعين

بقلم: د. سامية الساعاتى

حين يؤرخ للأدب فى مصر. فإن اسم «يوسف الشارونى» يفرض نفسه كأحد الأدباء الأوائل، الذين لهم فضل الريادة والسبق فى القصة الحديثة فى النصف الثانى من القرن العشرين، وأوائل القرن الحادى والعشرين.

فقد ولد «الشارونى» فى سنة 1924، وظل يكتب ويبدع حتى تعدى التسعين من عمره، وهى السن التى اعتبر الوصول إليها نوعا مختلفا من البهجة..

ورغم أن الأديب الكبير «يوسف الشارونى» قد رحل عنا فى سن الثانية والتسعين، فقد كان يعيش بقلب طفل، تسبقه ابتسامة عذبة، ولايغيب عنه التواضع الجم، ولا التفاؤل الشديد. ظل حتى آخر أيامه يشعر «بالعنفوان الإبداعى»، الذى يفوق عنفوان الشباب، حتى أنه قد وقع فيما بعد سن التسعين ثلاثة كتب فى يوم واحد، كان لكاتبة هذه السطور شرف الكتابة عنها فى كتاب منها بعنوان «سامية الساعاتى» والابداع فى الأدب وعلم الاجتماع سنة 2015. قال فى مقدمته: «أنه يفرح حين يجد أن أجيال مصر الثقافية تتوالد ولاتتوقف وأن مؤلفة موضوعاته هى أحد أبناء الجيل الذى يتوسط جيل الشيوخ وجيل الشباب، محتفظة بحيوية الشباب، وخصوبة العطاء».

يقول «يوسف الشارونى» فى إطلالة كتابه «مباهج التسعين»: «تجاوزت التسعين بعد مشوار مزدحم بالنجاحات والإخفاقات، والانتصارات والهزائم. وأشبه نفسى بالتاجر الذى يحصى مكاسبه، وخسائره، فى آخر يوم، فأجدنى نشرت ثلاثة وستين كتابا ـ وأربعة قيد النشر ـ ما بين قصة، ورواية، ونثر شعرى، ودراسة نقدية، وسير، فلم أحدد لنفسى إبداعا معينا، بل أطلقتها تبدع فى حرية. وهناك من الرسائل الجامعية، والجوائز الأدبية من مصر، وخارجها فضلا عن عشرات المشاركات الأدبية من داخل مصر، وخارجها، فمن الصين شرقا، حتى اكسفورد بانجلترا، والجزائر غربا، ومن الدانمارك شمالا، حتى جوبا بالسودان جنوبا.. ثم يستطرد الكاتب الكبير ليقول: «بمحبة المبدعين كتبت عنهم، وكتبوا عنى، من قرأوا لى، وقرأت لهم، إنى أمثل الانسان العادى وليس البطل، متواضع سعيد بمشوارى الذي أدين به لمن أبدعونى، وأبدعتهم».

حقا، لقد كان «الشارونى» عظيما بحكم «الوجدان العام» بحكم تلقى الناس لأدبه، وانفعالهم، كان مبدعا حقيقيا، أتى بما لم يستطعه غيره، كانت قصصه تخرجنا من التشابه إلى التفرد لنعرف أن المبدع هو الوطنىالحقيقى. من أهم مؤلفات يوسف الشارونى قصص قصيرة أشهرها: «العشاق الخمسة 1954»، و«رسالة إلى امرأة» 1960، و«الزحام 1969»، «وحلاوة الروح» 1971، و«الكراسى الموسيقية» 1990، و«الضحك حتى البكاء» 1997، و«أجداد وأحفاد» 2005.

وهو حاصل على جائزة الدولة التشجيعية فى القصة القصيرة عام 1970 عن مجموعته »الزحام« وجائزة الدولة التشجيعية فى الدراسات الأدبية عام 1978 عن نماذج من الرواية المصرية، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، عام 2001، وجائزة سلطان بن على العويسى الثقافية عام 2007، وغيرها من الجوائز. وفى كتابه «رحلة عمر مع نجيب محفوظ» وهى التى تمتد فى الزمن أكثر من نصف قرن، وأبدعها الحب، حب الشارونى لنجيب محفوظ، الذى نشأ منذ نهايات منتصف القرن العشرين فأبدع حوارا خصبا بين الجيلين فى سابقة نادرة فى تاريخ الأدب العربى. ويرى «الشارونى» أن نجيب محفوظ و«جبران خليل جبران»، هما أكثر الأدباء العرب انتشارا على المستوى العالمى (مباهج التسعين ص 188). ومن ألمع كتب «يوسف الشارونى»، كتاب بعنوان «حفيدات شهرزاد» وهو يجمع ما بين مبدعات للقصة القصيرة أو روائيات، وما بين مصريات، وشقيقات عربيات طالبن بحق «أنوثتهن» بأن يتجمعن على صفحات كتابه، برهانا على أن ابداع المرأة لا يقل توهجا عن إبداع الرجل ولا تنوعا.

ولكاتبة هذه السطور مجموعة قصصية فى هذا الكتاب بعنوان: «نصف سرير.. ووسادة» عن فرحة المرأة وانكسارها فى مجتمع ذكورى.

والمعروف أن الأدب العظيم هو القادر على التغيير، وعلى أن يحمل الناس كى يفكروا على نحو مختلف، ويصبحوا قادرين على التغيير.

فقصة «الحذاء» التى كتبها، ونشرها «الشارونى» عام 1951، هى قصة قصيرة تدور حول رجل يرتدى حذاء قديما.. كل فترة يقطع، فيذهب الرجل إلى الاسكافى لإصلاحه.. تكرر الأمر عدة مرات.. وأخيرا، قال له الاسكافى: مفيش فايدة.. لازم جزمة جديدة!

وما أراد أن يقوله «الشارونى» من خلال قصته، كان جليا: «البلد ماعادش ينفع فيها الترميم، والحبوب المسكنة، لابد من التغيير الشامل».

ويلاحظ أن هذه القصة نشرت قبل ثورة يوليو بفترة وجيزة.

هذا هو «يوسف الشارونى» النافذ إلى قلب الشخصية المصرية، والذى قدم الأجيال الجديدة فى الكتابة والابداع لمجتمعه، وأبهر وطنه بالعطاء الدائم حتى بلغ «سن البهجة» بعد التسعين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لجنة الأداء النقابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/06



كتابة تعليق لموضوع : ملحق المقالات – تقرير لجنة الاداء النقابى – مارس 2017
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net