صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

شعرية الاستفهام ... قصائد الشاعر فراس الاسدي انموذجا
علي حسين الخباز

 من خصائص العمل الجذرية كشف ثيمات الفعل المؤسس للوحدات الشعرية الفاعلة داخل منظومة المنجز الشعري الحسيني ليكون المحتوى الامثل عبر العديد من الاشتغالات الاسلوبية ومنها الاسلوب الاستفهامي وهو أحد اسليب الطلب والكشف فمنها الاستفهام الحقيقيالمطالب بالجواب والتصديق الاثباتي والاستفهام التصويري ( تعيين اختيار )ومن الاستفهامات ما يشكل موقفا ابداعيا تجديد نمط بنائي لمكونات العبارة الشعرية لأحتواء محور التماهي في حوارية من الرموز المقدسة واستثمار اتلواقع التاريخي ..

(شلون كلي انطاك كلبك.. من رحت صوب المشرعة 

 شكال كلبك لمن شفته جفوفه من عنده مكطعة ) 

يفتتح فضاءا متناميا على الحدث العام واستخلاص الموضوعات الانتقائية القادرة على تكوين الصورة الشعرية المعبرة عن الموقف فمن المشروع الاستفهامي اشارات تمنح الجملة غرائبيتها وهذا يساعد في تعميق الحالات الشعورية الوجدانية ... 

( يا حسين ابالي موقغ حرت بيه وحار بيه 

 من وكع عباس انشدك بيمن اتلكه الوطيه ) 

 فامتزاج صور الواقعة مع الروح المتأملة تشكل يقظة لكنها متوترة مندهشة تسأل لتتجاوز الصورة السطحية للحدث وتنزل نحو العمق المتخيل .... 

 ويمنح الاستفهام ايقاع داخلي يضاف لموسيقى الوزن الفعولي والطور اللحني وتوالي هذه الاساليب تساهم في بناء جو ايقاعي له انفعالات فنية موزونة ويتجلى الاسلوب الاستفهامي الناتج الدلالي المتبرعم داخل الدلالات التي ادآها السؤال كمعنى أدبي ... يمنحنا تصوير المشهد الكلي ليرتكز من خلالها على ابراز السمات التكوينية للشخصيات المقدسة فتصب التفاصيل المشهدية على اظهار العلاقة النتيجة التي كشفت عن مكونات الذات المباركة .. 

( ياحسين شلون غيره عد ابو فاضل عجيبه 

 يفكر بسكته وعطشهه وهو باحضان المصيبه 

وهي طفله وعلى الجربه تشوبج اعيون الغريبه ) 

وبمعنى ان يكون الاستفهام مبدأ تنظيميا له تحركات داخل التدوين الشعري يسمح بعالم الواقعة التأريخي ان يتشكل وتمتد موضوعاته حسب بنى مترابطة بهيمنة المفهوم الاستفهامي مما يهيء أجواء الدخول الى مشهدية المعروض .. فنجد تواجد الموضوعة الاستفهامية حتى في الاستهلالات النصية ( المستهلات ) 

( العلي الكرار حامي اديارهه .. شلون للدار احركوهه بنارهه ) 

 

ومن المؤكد ان مثل هذا الاستفهام يجمع مكونات التأريخ كوحدات معنوية علائقية تسمح بالتوسع داخل وقائع التأريخ بواسطة قرءات مجهرية تحتوي الجذر التكويني عبر تحليل الاحداث ولكونها غريبهتثير من التساؤلات 

( وبيهه التسمه باصحاب الرسول .. شنهو باجر للرسول اعذارهه ...

 شنهو سر حيدره جان وسكتته وشكثر بت الرساله حشمته 

لاجن وصية الهادي المنعته والا فاطم منهو يوصل دارهه ؟) 

نقلت المشهد كاملا كي أوضح الفعل التبيني في الاسئلة فالشاعر يحتفظ بالاجابه لكنه يتوسم السؤال للتوكيد الحدثي .. للتركيز على دلالات المعنى التأريخي ... وبعدها يتسع في حيثيات الجواب المتمكن العارف لكل حيثيات الحدث .. 

فاساليب الاستفهام وادواته وتنوعها بين الحقيقي والمجازي تعطي القصيدة قوة بلاغية في التصوير حيث ان اساليب الاستفهام يطلب بها الشعورية أو التصديق وهذا يمنح العباره حيويه وثراءا متجددين ( ليلي ما نمت ليلي ... حيلي انهدم حيلي 

شاب القلب والراس وين خويه العباس ) 

ويأخذنا الاستفهام حول العديد من اساليب المتابعة لتجانس أدواة الاستفهام واسمائها كنظام منسق له خصوصية تصنيف المعنى لمجموعة من النظائر كأحدى مقولات المعنى ..

 ( عليك انتجي وهسه من يتجيلي ؟ ) أو لنقرأ 

( جنت أم الخدر والعز ينادوني وهسه أم اليتامه ترضه يسموني ؟ ) فالمشروع الاستفهامي وفي الشعر الحسيني يأخذ الاستفهام سطوة أكبر من سواه لكونه قادر على استحضار الماضي والتذكير باحداث وهو من الاساليب الانشائية التي لها اثر في تفعيل عناصر الحدث الشعري ( زينب ردت بلوعة سبيهه وينك يا وليهه ..

 ما تكعد تشوف الجره عليهه ) ومن الطبيعي ان تتكون عبر هذه الاستفهامييات الكثير من الموضوعات والايقاعات ووسائل التعبير عوالم تأملية اسنتباطات القاء نظرة على التأريخ وقوف على مدخل الاثر الأدبي .... ومن الموضوعة الاستفهامية تتبلور الكثير من العلاقات التي تشكل المعنى الأدبيس لمكونات شاعر شاب ينشد بحيوية الفعل الشعري


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/07



كتابة تعليق لموضوع : شعرية الاستفهام ... قصائد الشاعر فراس الاسدي انموذجا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net