صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

الحبر الأحمر
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نحن قوم؛ ليس مثلنا قوم, فحين نعشق لا نهدي, إلا الورد الأحمر, وأرضنا ليست مثل كل ارض, فحين تعطش, لا ترتوي إلا من دمنا الأحمر, وتاريخنا الذي يشهد العالم, انه يختلف عن تاريخ كل الأمم, لم يكتب إلا بالحبر الأحمر .

     ظلمونا بطغيانهم وجورهم, فمنعونا من رغيف الخبز, ومن تنسم هواء الحرية, وكل قصدهم إذلالنا وخنوعنا, فقلنا لهم أنا لكم ذلك, وتسابقنا للموت زرافات, حتى امتلأت السجون بشبابنا, واحتضنتنا الأرض, في مقابر جماعية, وتسابق شيبتنا وشبابنا للشهادة, فمثلنا لن يسكت على ضيم أو جور, ولن يجعل المتكبرين يجثمون على صدره, فانبثق سيل الدم يجرف الظالمين, وأضاءت دماء الشهداء, مشاعل الحرية لتنير طريق الأحرار, وتمحو ظلام السنين .

   جاروا علينا, حسدا وبغضا وحقدا أسود, فبادرونا بفتنة هوجاء, أرادوا فيها استئصالنا وإلغاء وجودنا, وكأننا لسنا بشر نعيش معهم, نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم, نلبس ما يلبسون ونأكل ما يأكلون, فأنكروا ذلك كله, وهانت عليهم عشرتنا, وصاروا يرقصون على أجسادنا, ويتشفون بجراحنا, وجعلوا شوارعنا انهارا من الدماء, وأطفالنا يتامى ونسائنا ثكلى, والصراخ يملأ الشوارع, ورائحة الشواء غطت على رائحة الورد والحناء, فقلنا لهم إخوة أعزاء, ومن أجلكم تهون الدماء .

    تجمعوا علينا كالذئاب المفترسة, ينهشون في أجسادنا, ويشربون من دمائنا, واستباحوا أرضنا, قتلوا خيرة شبابنا, وجعلوا مياه دجلة تصطبغ باللون الأحمر, وهم يتراقصون ويطبلون, وشوارع بغداد صارت بساط أحمر, وهم يضحكون ويستهزئون, وكل ظنهم إننا منهم خائفون, وأنهم علينا منتصرون, وكأنهم لا يعلمون إننا أبناء مدرسة, هيهات منا الذلة .

     فانتفض أسود الهيجاء, حاملين لواء النصر, محررين الأرض ومدافعين عن العرض, يتسابقون للشهادة التي أصبحت لهم عادة, يصنعون مجد أمة حاولوا طمس تاريخها, فأعادوا كتابته بدماء طاهرة زكية, لازالت رائحتها تعطر سواتر العز والكرامة . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/11



كتابة تعليق لموضوع : الحبر الأحمر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net