صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

بيان شخصي خرج من سيطرتي ..!!!
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

صرخة حبستها ثلاثين عاما ,  مشحونة بالقهر والبهر , وزاخرة بالتعب واللغب .. صرخة مازالت تأكل من قلبي ,  فتمزق شراييني وأوردتي وتتركني فريسة سائغة لليأس والإحباط والعدم .. فهل التعبير عن ماساتي ومعاناتي وآلامي  يخفف عن شجوني  وأحزاني وهمومي .. فانا ألان إنسان مهمش مع  تاريخي واقتداراتي ,  ومضيع مع إمكاناتي واشراقاتي ,  ومهمل مع وطنيتي وإخلاصي ,  فماذا يفعل هذا الإنسان الذي يشعر انه في دمار نفسي  وفي تدمير مستقبلي وهو ملتزم التزاما تاما بمقايس أخلاقية ومعاير وطنية واشراقات دينية , فانا في أزمة متفجرة وقد خبأت هذا الانفجار الداخلي  أكثر من ثلاثين عام ,  وكل ذرة من ذرات كياني تزداد تفجرا وتفجيرا وانفجارا  عندما وجدت نفسي قد أعطيت كل شيء ولم أٌعطى شيئاً يذكر ,  فمنذ ثلاثين عام ثقيل وقاس ومهلك وأنا ازداد حسرات وآلم وندم , فقد حوربت في زمن المقبور السيئ الذكر صدام الهمجي فتعرضت وبضراوة إلى اقسى المراقبة والمتابعة والتضييق والاعتقال والسجن ,  ثم إلى التشريد في ديار الله الواسعة ,  وخلفت ورائي عائلة تفترش تراب العوز والفقر والحرمان ,  ثم صنعت المستحيل وسحبت عائلتي لتشاطرني عذاباتي ومنغصاتي بعد أن تم إعدام شقيقي زوجتي وهم الشهيدان الشقيقان صباح ونجاح سامي سعود ولحق بهما والدهما إلى القبر بعد السجن , وقد مكثنا بديار الغربة ربع قرن ,  ونحن نتضور جوعا ونعيش تعاسة ,  وننسج أكفان المأساة , وفي الغربة الكئيبة واصلت أنشطتي الجهادية والثقافية والتي تصب في قناة الوطن المنكوب ,  واستمررت مقاتلا مكافحا منفذا لكل عملية أو إجراء يزعج نظام بغداد المتهالك .. وأقولها للتاريخ ويشهد لها عشرات الآلاف من المنصفين والشرفاء والمخلصين بأنه كان لي الدور المشهود في حملات التوعية والتثقيف والجهاد بأدق تفاصيله  , وكانت لي مساهماتي وأنشطتي التي لا ينكرها كل من يمتلك ضميرا حيا ,  وموقفا شريفا ,  فقد أسست مدرسة وسمتها وسميتها  باسم مدرسة الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس )  وقد ساهمت مساهمة فاعلة وخلاقة في تعليم الأميين وأشاعت وغذت المعنيين بالأفكار الوطنية ,  وزرعت روح التمرد والصمود بوجه النظام المندثر ,  وقد تطورت أنشطتي فطورت  المدرسة لصفوف وصلت إلى الرابع العام ولن تقف اندفاعاتي عند هذا الحد بل لملمت المثقفين الذين لا يربطهم تنظيم ,  فجمعتهم في حلقات متعددة ,  وزرقتهم  ورفدتهم  بالمفاهيم الجهادية والتعبوية ,  وفتحت أمامهم أجواء الثقافة والتثقيف ,  والمتابعة الجدية لمعاناة الوطن الذي يعيش تحت كوابيس الظلم والظلام ألصدامي ,  فصنعت من أكثرهم رجالا أشداء ومتطورين وناهضين وملتزمين بشرف الوطن , وعندي قائمة كبيرة بأسمائهم التي سأذكرها في وقت يستدعي ذكرهم , وشاءت الأيام أن يتبوء الكثير منهم مواقع الصدارة والمسؤولية في العراق الجديد ,  ولكنهم تجاهلوا هذا الذي أفنى زهرة عمره في إعدادهم لهذا الواقع الجديد , والذي ما كانوا يحلمون به ,  وقد نسوا بل تناسوا من صنع منهم رجالا وأرقاما يشار لها بالبنان ,  أما أنا فقد لفني النسيان من أولئك الذين نكروا بل تنكروا للمعروف و الجميل , ولا عجب في ذلك فان النفوس الضعيفة والنكورة  سرعان ما تدوس العطاء كما تفعل الخنازير . أن الذي يحز في قلبي إنني منذ عودتي لهذا الوطن المفدى ولحد ألان لن أجد أي التفاته أو تذكرة من أولئك المتنكرين للصنيع الجميل الذي صنعته لهم ,  حيث طرقت أبوابهم وسردت لهم حالتي الشقية وظروفي التعيسة ,  ولن أجد لا أذنا صاغية ولا يدا معطاء ,  وأنا غاطس في بئر الشقاء والعوز والتعاسة ,  فليس عندي بيتا يضمن مستقبلي ومستقبل عائلتي التي بهذلها التنقل من دار إلى دار تحت وطأة الإيجار ,  ولحد ألان لن امتلك شبرا من هذا الوطن المكلوم والذي أفنيت شبابي وتحملت أقسى وأمر المعاناة من اجله ,  ولست بنادم على ما قدمت لهذا الوطن المكبل ,  ولكن الذي يثير استيائي وندمي وانزعاجي هم أولئك الذين كانوا رقما منزويا وأصبحوا ألان يحكمون ويتحكمون وغارقين بالكسب اللامشروع  لأنفسهم وجاحدين أفضال ومواقف واستحقاقات الذين كانوا في يوم ما زورق إنقاذ لهم .
  وأعود فاقول لا دار عندي ,  ولا وظيفة تحقق سعادة عائلتي التي دفعت ضرائب فادحة وهي ألان تنظر للأفق البعيد بعيون تترقق فيها الدموع مما ترى وتشاهد من نهب وسلب وابتزاز وسرقة للمال العام وتعيينات باطلة لشخوص لا تمتلك لا الشهادات ولا الاقتدارات ولا الكفاءات ,   فعجيب لقلوبنا  كيف لا تتفطر وتنفجر أمام هذه المهازل والرزايا و المخازي والماسي ,  وإنني لا ادعي كذبا ولا اتمشدق متظاهرا بل الحقيقية أقولها نصا وفصا  , ويشهد لها وعليها الكثيرون بان إمكانياتي المتنوعة ,  وقدراتي الكثيرة ,  وعطاءاتي الثرة ,  لا تنسى ألا من قبل المتنكرين , ولا تتجاهل إلا من قبل المتجاهلين الذين يبخسون الآخرين حقوقهم ,  فلويل المستقبلي لهم ,  لان الله لا يضيع اجر الشرفاء والاصلاء والمضحين وأصحاب التواريخ الناصعة ,  والزمن دوار والحق يسطع مهما تتكاثر غيوم الباطل والأنانيات والنفعيات ,  ومهما تترادف مصالح ومنافع المصلحيون والمنتفعون والمزورون والمتلاعبون والاكلون من السحت الحرام .
من يسمع حقائقي هذه ..!!؟ ومن يضمد جراحي ويهدا لوعتي..!!؟؟  ويواسي نفسي الجريحة ..!!؟؟ وأنا اعلم جيدا أن سندي ومعتمدي وأملي هو الله تعالى ,  وانه  سيحاسب ويعاقب المتنفذين المتحكمين ظلما وعدوانا بالمواطنين ,  فان الحكام الذين أشاحوا بوجوههم وأداروا ظهورهم لكل مخلص شريف ولكل غيور نظيف ولكل صريح لطيف سيعاقبهم الله ويخزيهم أن أجلا أو عاجلا ولا تغرب عنا نهاية صدام اللعين .. فان مع اليوم غدا وليس الربيع بدائم ,  وكم من اغتنى ثم افتقر,   وكم من كان فقيرا ثم اغتنى ,  فأحكام الله هي العادلة والباقية ,  (أما الزبد فيذهب جفاء وأما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) .
إن ماساتي ومعاناتي واحدة من الماسي التي هطلت على أبناء هذا الشعب المنكود ,  وان سلوتي وعزائي أن في عراقنا من هو أكثر عطاء وأكثر تضحية وأكثر ابتلاء مني ,  ولكنه صابر ومحتسب وان  الأمل بالله وبالأخيار والشرفاء لن يجف ولن يزول ,  فندائي وبياني هذا :
 هل يسمعه احد من الذين يمتلكون مقاليد الأمور..!!؟؟  فقد طفح الكيل , فهل من بارقة أمل ..!!؟؟ وهل من يد إسعاف تسعف كل مثقف شريف ومهمش , وتنقذ كل إنسان نبيل ومعذب ..!!؟؟ لا تستغربوا مما قلت وأقول ,  ولا تستنكروا أقوالي مهما كانت مدببة وقاسية  , فالجرح لن يعطي غير الألم والتذمر ,  وإنني  أقولها وبالصراحة القصوى إنني اشعر بالذل والمهانة والعذاب والتعذيب ,  إذ إنني  أجد نفسي طاقة مهدورة ,  وشمعة تفنن في إطفائها المغرضون والنفعيون والمتكالبون والطبالون والرداحون والانتهازيون والصفرمائيون والحاقدون والحاسدون لإمكانياتي الثقافية واقتدراتي الاجتماعية ,  ولكنني وأقولها بأعلى صوت ,  أطالب ولن اسكت ,  وأجاهر بما في مكنوني ولن استكين ,  وان الجمر مهما تكاثر فوقه الرماد يظل جمرا متوقدا ,  فالرفات الذي فوق الجمر يطير بمجرد نفخة ,  فيظل متوهجا يلسع كل يد متطاولة تمتد إليه .
 
فيا حكومتنا المنتخبة ,  ويا برلماننا المنتخب ,  يا من تحركتم بضراوة وحماسة ونشاط هذه الأيام من اجل الانتخابات المرتقبة كي تستمروا برواتبكم الخرافية وامتيازاتكم اللامحدودة .... فكيف ينتخبكم من هو مثلي , ومن هو أكثر معاناة مني , ولم يحصد شيء  , ولن يجازى بأي لفتة يمكن أن تخفف من ماساته..!!؟؟ كيف تنتخبكم عوائل الشهداء الذين تجاهلتم لوعاتهم وأحزانهم ..!!؟؟ كيف ينتخبكم الشباب الذي ظل يرزح تحت سنوات تحكمكم وهو يعيش في بطالة قاتلة ..!!؟؟ كيف تنتخبكم النساء الذين لن نسمع لمنجز مهم انجزمتموه للأرامل والعاطلات اللواتي مازال الفقر يعشعش في بيوتهن  ..!!؟؟ وأي مكسب قد كسبه العمال والفلاحون والطلبة طيلة حكمكم الثقيل ..!!؟؟ وماذا كسب منكم الأطفال الذين هم براعم الأمل ونسور المستقبل ..!!؟؟ وأي مكسب قد كسبه بناة الوطن والذين افنوا أعمارهم في الخدمة الشريفة والنزيهة ألا وهم المتقاعدون الذين يسبحون في بحور العوز والقهر والضياع ,  وانتم تتقاضون ملايين الدنانير وتطالبون بتقاعد ضخم وامتيازات متنوعة,  وكل خدمكم لا تتعدى الخمس سنوات ..!!؟؟ فهل هذا هو الحق والإنصاف ..!!؟؟ انتم متخومون ونحن محرومون ..!!؟؟ وانتم منعمون ونحن بائسون ..!!؟؟  لا تنسوا أن كل شاردة وواردة منكم هي عند الله بكتاب محفوظ , إن إجاباتنا الحقيقية لكم هي من أفواه صناديق الاقتراع المنطلقة من الصدق والأمانة والتقييم الصادق من الناخب اللبيب ,  وستعرفون أوزانكم الحقيقية ودرجة حب العراقيين لكم عندما يتم الفرز بأياد نظيفة ونزهية ونحن بالانتظار والنصر والبقاء للأخيار والأحرار والعار والشنار لكل الأشرار .
إن هذا البيان الصرخة , المأساة , الشكوى , المتاعب , الجراح , فهو من يقرأه ويهضم ما فيه من مضامين انه لواعج قلب مهموم وكسير ومغموم  ومتعب ومقهور ويعيش في عذاب اليم .. انه صوت كل المهمشين والمقهورين والمتعبين والجائعين والمفترشين بساط الاستفلاس واليأس والقنوط ,  انه ثورة بيضاء  مؤجلة ,  وانتفاضة من تحت ركام الصمت والسكوت  وانه لسان صدق ينادي هل من مغيث يغيثنا ..!!؟؟  هل من مجير يجيرنا ..!!؟؟ هل من ذاب يذب عنا ..!!؟؟ وهل لهذا النداء أصداء ..!!؟؟  أم العطاء قد انحصر إلى حملة المباخر ,  والى المقربين للقصر ,  أم  إلى الذين يجيدون فن الرقص على حبال المصالح والمنافع .. فقد انكشف المستور وشهق المقهور وسيتوضح لاحقا كل مقبور .
إن الذي أريد تأكيده إنني رجل ممزق ,  ولن ينفتح أمامي أي باب من أبواب العطاء أو التوظيف أو المكافأة لأنني رجل أربا بنفسي أن احرق البخور في مجامر المسؤولين ولا امتهن الخنوع والتذلل والاستجداء ,  ولكن أطالب بحقوقي المشروعة افليس من حقي أن أطالب بدار يستر على عائلتي ويضمن استقرارها ومستقبلها .. ألا يكن من حقي أن أطالب بوظيفة أو عمل يحقق رزقي اليومي ويلبي مطاليب حياتنا .. ألا من حقي أن أطالب بوظيفة أو عمل إلى ولدي العاطل والذي ينتظر الزواج وعمره عشرون سنة وهو يتخبط بلا مستقبل وبلا ضمان , فان حالتي البائسة وجيبي الذي يصرخ فيه الاستفلاس قد دمرني نفسيا ,  حيث أنني قد تطوقت بديون ثقيلة وكثيرة وقاسية ,  وان صيحات الدائنين تكاد تمزق فؤادي ,  وأكاد ارتكب عمل ما لا تحمده عقباه ,  فأسألكم ياسادتي الكبار : هل أتسول ..!!؟؟  هل أحط من كرامتي وسمعتي وامتهن ( التقربز ) واستدين ولا ادفع الديون..!!؟؟ هل ترتضون لي أن اسرق أو ازور أو أتحايل أو أبيع ضميري ..!!!؟؟؟؟ دلوني على باب اطرقه..!!؟؟  فقد كلت يداي من طرق أبوابكم ,  وبوح صوتي من ندائكم , مطالبا بحقوقي الشرعية واستحقاقاتي الطبيعية المهدورة  والمضيعة , أسوة بأقراني المهاجرين والمهجرين والمجاهدين والمعتقلين السياسيين  والمضحين وأصحاب التواريخ النظيفة , الذين لم ولن يرضخوا أو ينتموا طرفة عين  للنظام ألصدامي ,  فلا جواب منكم ,  ولا إسعاف من أيديكم ,  لا ولم ولن نحبذ منكم أن تدفعوننا لقول ما لا يقال ,  وقد صدق الشاعر عندما قال :
وأقسى ما تكلفني الليالي
                 سكوت عندما يجب الكلام
  ماجد الكعبي
مدير مركز الإعلام الحر
 majidalkabi@yahoo.co.uk

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/18



كتابة تعليق لموضوع : بيان شخصي خرج من سيطرتي ..!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد قاسم من : العراق ، بعنوان : مقال رائع في 2010/10/18 .

الاستاذ ماجد الكعبي

اوجزت مقالتكم في هذا البيت
وأقسى ما تكلفني الليالي
سكوت عندما يجب الكلام





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net