صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

وحدة المصدر وصدق المدّعي.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 مع انعدام وسائل الاتصال وتباعد المسافات وقلة الامكانيات إلا أن وحدة الفعل وتشابه الخبر يدل على وحدة المصدر وصدق المدّعي ويقطع الشك ويُثبت الصدق. الاسئلة التي تردني كثيرة حول أن التشابه في في الأديان وبعض المعتقدات هل هو اقتباس الأنبياء مما حولهم فكثير مما جاء مثلا في القرآن يشبه إلى حد بعيد ما جاء في التوراة والإنجيل او ما دوّنه عرب الجاهلية في شعرهم وادبياتهم.إلا يعني ذلك أو وجود هذه الاشياء في الدين الاسلامي يدل على عملية نسخ واقتباس.وقد كان اكبر المروجين لهذه الشبهة هم من المستشرقين ودعاة التغريب الإسلامي. 
السؤال مع احترامي لطارحيه يدل على سطحية وسذاجة لأن هؤلاء بدلا من ان يتجهوا بفكرهم إلى ناحية (وحدة المصدر) الذي يدل على (صدق المدّعي) اتجهوا اتجاها خاطئا فزعموا أن وجود تشابه بين بيت من الشعر وآية قرآنية او نصا إنجيليا يوجد ما يُماثله في التوراة سببه أن الذين زعموا أنهم أنبياء إنما كتبوا هذه الكتب المقدسة مما حولهم .
الكتب المقدسة انفردت من بين كل ذلك انها اطلقت تحديا للبشر أن يأتوا بمثل هذه الاشياء التي يُنكرونها او يُشككوا بها والبشر إلى الآن عجز عن الا تيان بذلك ووقف حتى امام شبهاته عاجزا كيف يُمررها إلى الآخرين. ولعل احد اهم دلائل عجز الانسان عن بلوغ مستوى التحدي في الأديان أن بصيرته في عمى تام عما يحصل غدا فالانسان مهما بلغ من العلم فهو يجهل المستقبل حتى في أقوى النبوءات التي بين أيدينا فإن هناك متشابهات تجعل الإنسان يتخبط في متاهة التفسيرات. ولعل البعض يحتج بما كتبهُ ميشيل دي نوسترادام المشهور بـ (نوستراداموس) (1). او ما يكتبه احمد شاهين الذي يطلقون عليه - نوستراداموس العرب ــ (2) أو المعتوه احمد الشيباني. او الدجال بابا فانغا (3) أو إدغار كايس العراف ألأمريكي يدعي امتلاك موهبة الاجابة عن الشفاء أو أحداث الحروب قبل وقوعها أو حتى نهاية العالم أو المعتوه اليهودي ديفيد ويلكوك (4) أو وغيرهم من الدجالين الذين يُنفذون مخططات يسهر على تنفيذها لوبي خطير يقود الشر في العالم ويسعى إلى تحقيق حلم قديم ضمن مخطط يُمررونه على السذّج من الناس هؤلاء الرعاع الذين سيُشكلون جيش المسقبل للسيطرة على العالم ولعل اصدق ما نراه هو هذه العصابات المنفلتة التي تظهر كل يوم تحت مسميات مختلفة مثل السيكاربي و جنود المعبد ، وحرس الصليب، وشهود يهوه، والرائيليين و جيش الرب و القاعدة ، داعش ، النصرة بوكو حرام ولا ندري ماذا سوف يظهر لنا غدا.
المحصلة هي أننا نرى أولا كذب هؤلاء ، بعكس الانبياء الذي جاؤوا بنبوءات صادقة. والثاني: أننا لا نرى تشابها في النظريات او الافكار الإنسانية والسبب هو انفراد كل عقل بانتاجه فلا تلتقي العقول ولكن الأديان تلتقي وهي سلسلة يُكمل بعضها بعض ويُصدّق بعضها بعض كما ورد ( إن القرآن لم ينزل بعضه بعضا، بل يُصدق بعضه بعضا). وبناءا على ذلك فقد كان القرآن هو الوحيد من بين الكتب الذي اشار إلى ذلك فقال : (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا). في إشارة إلى أن الاختلاف في الكتب السابقة إنما منشأهُ تدخل الانسان وتلاعبه بنصوصه لتخدم اغراضا معينة. ومع ذلك فإن القرآن جاء ليؤكد بأن المصدر واحد عن طريق ذكر بعض ما حصل في الأمم السابقة على يد الأنبياء وأن الدين الذي جاء بهذه الكتب واحد من عند واحد. فلا اختلاف فيه ولا اضطراب ، ولا تضاد ولا تعارض.
المصادر: 
1- نوستراداموس أو ميشيل دي نوسترادام يسمى باسمه اللاتيني نوستراداموس ذو اصول يهودية كان صيدلانيا فرنسيا يجري اختبارات الدواء على نفسه فأصيب بالهلوسات زعم من خلالها أنه يرى ما سوف يحصل في المستقبل ويعتقد الكثيرون بأنه يُنفذ مخطط سرّي.سهر اليهود على نشر نبوئاته ومتابعتها. وقد اجمع اغلب العلماء انه كان يقوم بكتابة الأحداث على شكل رباعيات غير مفهومة.وقد زعم الكثيرون بأن نبوءاته ظهرت بعد ترجمته لكتاب الهورابولو.ولعل اصدق نبوءاته هي أنه تنبأ بنهاية العالم عام 1999.
2- ولعل اسخف ما كشف عنه الفلكي احمد شاهين هو زعمه انه عثرعلى طلسم الملك. والذي يؤكد: بأن عبد الفتاح السيسي هو المهدي المنتظر وأن اسمه في الطلسم (الانشوش الزهنيد) والغريب أن هكذا عقل يكون عضوا في الجمعية الأمريكية للفلكيين الأمريكيين.
3- فانغيليا بانديفا غوشتيروفا الشهيرة باسم العراف فانغا أمرأة عمياء ولدت في 31 يناير 1911م في ستروميتسا، إحدى مقاطعات الإمبراطورية العثمانية آنذاك، والواقعة حالياً في مقدونيا. لكونها عمياء لم تجد وسيلة تعيش منها فادعت العرافة والتنبوء بالمستقبل.
4- ديفيد ويلكوك مواليد 1973 الذي زعم ان الفضائيين (الأوفوا) غيروا شفرات الاسلحة النووية على الارض. ويزعم ويلكوك بأنه أحد خدمة النور ومولود بالعين الثالثة وأن وعيه مفتوح على مستوى عال جدا. ولكن عندما سألوه : من سيفوز في الانتخابات الامريكية قال : هيلاري كيلنتون ولكن فوز ترامب جعله يختفي من ساحة العرافين والمتنبئين الدوليين.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/26



كتابة تعليق لموضوع : وحدة المصدر وصدق المدّعي.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد مصطفى كيال ، في 2017/04/01 .

السلام عليكِ سيدتي ورحمة الله
هذا الموضوع؛ وكلما راجعته؛ تتوارد الى ذاكرتي امور كثيره فكرت بها في مفهوم ما هو الدين وما "الله".
هي كثير من الخواطر قد يكون اجمالها يحتاج الى كتاب.
الديانات التي بين ايدينا اليوم هي اكثر ما يمكن وصفها بانها ايمان بالروايه؛ فاليهوديه - مثلا - هي الايمان بالروايه التي تقول بشعب مختار؛ والمسيحيه برواية الخلاص؛ والاسلام برواية ترك ديانات الاخرين والانضمام الينا.. ارى فرح الكثير من المسلمين ب"انضمام" اناس من ديانات اخرى الى الاسلام واراقب تشوقهم ليعرفوا "لماذا انضم "هذا" الى الاسلام؟.. يل ترى: ماذا اكتشف؟!
الصحيح انهم لا يدرون لماذا!
والسؤال الاخر؛ هل الديانات "الانبياء" اتوا ليرووا للناس روايه عليهم ان يؤمنوا بها والا الجحيم؟!
اي ان فكرنا في الباطن "اتا شخص (نبي) وروى امورا؛ ومن لم يتبعه هلك!
اذا كان الشخص لم يكون فكره شموليه للانسان وفطرته وخاصيته تكون جوهر ما يعتقده فهو بلا شك مؤمن روايه..
رجال الدين - مثلا - هم مثال صارخ على "الايمان بالروايه"! لذلك؛ كثيرا ما اسمع من هؤلاء ان الدين هو الذي يمنع الجرائم والاغتصاب والقتل!
عجيب!
كيف لشذوذ فكري ان يصل لذلك؟!
في جوهر هذا الادعاء هو اقرار بان الانسان بفطرته ينبذ هذا الشر؛ وهذا الادعاء يخاطب فب الناس اصلا فطرتهم الاخلاقيه؛ فلا غرابه ان اتباع الروايه هؤلاء يمكن ان يقبلوا "يصححوا" اي امر مهما خالف العقل والفطره ما دام هو وفق الروايه!
لا شك لدي ان الانبياء حاربوا الشذوذ البشري لاعادة الانسان الى فطرته.. الانبياء بجوهر دعوتهم خاطبوا الفطره.
لذلك؛ كثيرا ما اقول : كن انسان لكي تكون مؤمن.
البعض -وهم كثير- يجعلوا من الله محاربا للفطرة الاخلاقيه (الانسانيه) للانسان وعقله الذين وفق ايمانه هو هم - الفطرة والعقل - خلقهما الله!
فالله بما حبا الانسان من معايير فطريه لادراك الحق والخير؛ في حرب معهما!!
الامر واسع جدا.. لكنه بداية طريقي ..
دمتم في امان الله




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net