صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

إلى المجتمعين بقمة العرب بالبحر الميت !؟
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كان مفاجئاً بالنسبة لي هذه المرة ومع قرب انعقاد القمة العربية بالعاصمة الأردنية عمّان هانوي العرب ، ان يعلن عبر  جامعة الدول العربية عن عدم دعوة الجمهوية العربية السورية ممثلة بنظامها الشرعي في دمشق لحضور هذه القمة،والذريعة بذلك هو الالتزام بقرارات وقوانين الجامعة العربية ،مع علمي الأكيد أن الجمهورية العربية السورية ممثلة بنظامها الشرعي كانت غير مهتمة لحد ما للمشاركة بهذه القمة ، نظراً  للدور السلبي الذي لعبته هذه الجامعة بمسار مؤامرة الحرب على سورية.    

 

 

 

 ولكن السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هنا تزامنآ مع شغور مقعد سورية العروبة ، ما الذي ستناقشه هذه القمة والمجتمعين فيها ،نحن هنا نتمنى أن نرى سلوك مختلف  لقمة عمان ونتمنى  أن لا يجتمع الحضور أو معظمهم ليحتفلوا بالحرب على اليمن واستكمال مشروع تدمير سوريا وليبيا والعراق وإعلان الحرب على القوى المقاومة للمشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة ؟،ونتمنى ان  لا تبقى هذه القمم محكومة كعادتها بإجندة أموال البترودولار ؟؟.     

 

 

 

 

 

فبعض العرب ومنذ خمسة أعوام مضت على الاقل على قممهم قدموا سوريا والعراق وليبيا واليمن كفريسة سهلة ولقمة سائغة سهلة للعدو الصهيوني ، فالعدو الصهيوني يتحكم ويدير ومن خلف الكواليس بتفاصيل هذه الحروب المفروضة على الدول المذكورة أعلاه ،ومن الواضح ان الكيان الصهيوني المسخ قد أستطاع أن يحقق وبالشراكة مع بعض العرب ماعجز عن تحقيقه منذ عقود ، وهو الوصول الى نشر الفوضى والدمار الممنهج بهذه الدول ، بعد أن أنجز مخططه وايضا بالشراكة مع بعض العرب بضرب وحدة واستقرار وقوة العرب المركزية، وكل ذلك موجود برؤية الصهاينة التلمودية الاستراتيجية لطبيعة مستقبل المنطقة ككل ، وورد كل ذلك بوثيقة كيفونيم الاسرائيلية الصادرة عام 1982 والتي تحدثت عن أطر عامة يجب أن يعمل بها قبل اعلان قيام دولة اسرائيل الكبرى ، فتدمير سوريا والعراق ولبنان والاردن ومصر ونشر الفوضى والدمار بها هو جزء من مشروع كبير يستهدف تعبيد الطريق امام قيام دولة إسرائيل الكبرى على أنقاض هذه الدول التي يجري تدميرها بشكل ممنهج وبالشراكة مع بعض العرب بهذه المرحلة تحديدا.   

 

 

 

  اليوم ونحن على ابواب  قمة عمان  نتمنى ان لا تغيب  قضية فلسطين بكل مفاصلها عن هذه القمة  ،فمن الواضح أن فلسطين قضية العرب المركزية كما يدعون قد غابت  عن كل القمم الخمسة الاخيرة ، كما وقد غابت وكالعادة مواضيع دعم المقاومة المسلحة الفلسطينية وقضية الأسرى والأسيرات الفلسطينيين والعرب في سجون الكيان الصهيوني بشكل كامل عن اجندة قمم انظمة العرب السابقة،ونتمنى بهذه القمة ان لا نسمع عبارات تجميلية كالتنديد والاستنكار والدعوات لاقامة دولة فلسطينية ، فقد رأينا بقمم سابقة كيف أن بعض العرب يدعون بقممهم أنهم دائما بخندق الفلسطينيين ، وينادون دائما إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 ويتغنون دائما بمبادرة السلام العربية التي اطلقها الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد بقمة بيروت عام 2002، وحينها يذكر العرب كيف أن رئيس الوزراء الصهيوني المقبور أرئيل شارون قد صفع وصعق العرب، عندما قال إن هذه المبادرة لاتساوي الحبر الذي كتب بها ، بل ورد على العرب كذلك حينها بمذبحة جنين التي سماها عملية «السور الواقي» ، وهذا ماردده كذلك نتنياهو بالأمس القريب عندما قال بصريح العبارة «لا حديث اليوم عن اقامة دولة فلسطينية»، ليقدم صفعة جديدة للعرب بمسلسل الصفعات واللكمات الصهيونية المستمرة للعرب طيلة سنوات التاريخ الحديث. 

 

 

 

 وهذا مايؤكد حقيقة ان حديث العرب عن قضية فلسطين بقممهم وجامعتهم «الموضوعة بغرقة الانعاش «هو جزء من حبكة مسرحية القمم العربية السابقة، فبدل الحديث الفارغ عن قضية فلسطين وعن المبادرات حولها ، لماذا لايتم تحويل الاموال التي يحولها بعض العرب لتدمير سورية والعراق واليمن وليبيا، إلى غزة والقدس ومختلف المدن الفلسطينية لإدامة الصمود الفلسطيني في هذه المدن، ولإعادة إعمار قطاع غزة المنكوب الذي كان بعض العرب شركاء بتدميره والحرب عليه بعملية «الجرف الصامد -2014» وفق ما تقول دوائر صنع القرار الصهيوني.     

 

 

 

 

ختاماً ،الجملة الوحيدة التي كانت  تصلح سابقاً لوصف جامعة العرب وقرراتها وقممها الخمسة الاخيرة هي قصيدة الشاعر العراقي مظفر النواب «قمم –قمم « والتي مطلعها «قمم قمم،معزى على غنم ....»فاليوم ونحن على ابواب قمة عمان نتمنى ان يكون هناك منهج مختلف  في التعاطي مع قضايا العرب،فها هو التاريخ يعيد نفسه وان كان بتفاصيل مختلفة ويعود بنا لفترة ثمانينات القرن الماضي عندما كان حال العرب وتفرقهم وتشرذمهم قد وصل إلى الحضيض ، فجاءت صرخة  الأردن الداعية إلى قمة  الوفاق والاتفاق ،وتمخض عنها ما تمخض ،وكم نتمنى أن تكون هذه القمة قمة للوفاق والاتفاق .

 

 *كاتب وناشط سياسي –الأردن . 

hesham.habeshan@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/28



كتابة تعليق لموضوع : إلى المجتمعين بقمة العرب بالبحر الميت !؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net