صفحة الكاتب : مهدي المولى

أمريكا وشيعة العراق
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا  أقول أن   الولايات المتحدة الامريكية مغرمة بحب الشيعة ولا هي جمعية خيرية تطلب الاجر والثواب وتبحث عن الجنة وحور العين كل ذلك لا تعرفه ولا يهمها  بل الذي تدين به وتعبده هو الدولار  مصالحها فقط او كما قال الفيلسوف  الانكليزي برناد شو    في امريكا مئات الاديان لكن هناك رب واحد تعبده هو الدولار

فوجدت في تحرير العراق والقضاء على العبودية وبيعة الطاغية وبناء عراق ديمقراطي تعددي يحكمه القانون والمؤسسات الدستورية خدمة لمصالحها ومنافعها وهذا  يعني تحرير شيعة العراق  وجعلهم مواطنين عراقيين متساويين مع غيرهم في الحقوق والواجبات بعد ان كانوا عبيدا  مشكوك في اصلهم في وطنيتهم في شرفهم في كرامتهم منذ   استشهاد الامام علي   حتى  تحرير العراق والعراقيين في 9-4-2003 في هذا اليوم تحررت عقول العراقيين جميعا وشعر العراقيون وخاصة الشيعة بالحرية وانهم بشر مواطنون كغيرهم وليسوا عبيد ولا درجة ثانية 

وكانت امريكا ترى في نجاحها في العراق اي في بناء عراق ديمقراطي كما فعلت في اليابان وفي المانيا نجاح لها وفشلها في ذلك فشل لها  ولو كان ساسة العراق  مخلصين لوطنهم وصادقين مع شعبهم  وخاصة الساسة الشيعة كما كان ساسة اليابان والمانيا لخلقوا من العراق  دولة  انسانية راقية اكثر تطورا وتقدما من اليابان ومن المانيا   وبما ان امريكا تتحرك  وتتعامل مع الدول الاخرى وفق مصالحها  فهذا يتطلب من ساسة الدول التي تتعامل معها ان تنطلق من مصلحة شعوبها اولا للاسف ان ساسة العراق انطلقوا من مصالحهم الخاصة اولا لهذا استغلتهم امريكا لهذا  تدهورت اوضاع العراق وساد الفساد والخراب ولو انطلقوا من مصلحة الشعب العراقي متخلين عن مصالحهم الخاصة لتمكنوا من استغلال امريكا ولتمكنوا من بناء عراق راقيا متطورا في كل المجالات لمساعدة امريكا وجنبت العراق والعراقيين الكثير من هذه الحروب والصراعات الدموية  والخراب الذي حل بالعراق والذي لا يزال مستمر واعتقد انه سيستمر 

الا ان المؤسف والمؤلم هذه الحقيقة لم يفهمها ساسة قادة الشيعة  نتيجة لغبائهم لجهلهم لعدم فهمهم للتحديات التي ستواجههم  واساليب اعدائهم الغادرة الخبيثة وخاصة ال سعود اردوغان ومن حولهم  كما انهم انشغلوا بمصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية واخذ بعضهم يتنافس مع بعض من اجل الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا 

فهذا التكالب على المصالح الخاصة من قبل قادة  التحالف الوطني وانشغالهم في المصالح الخاصة   والمنافع الذاتية فتح الباب على مصراعيه  لأعداء العراق وخاصة الشيعة أمثال ال سعود اردوغان وكلابهم الدواعش الوهابية  والزمر الصدامية الفاسدة الفرصة المناسبة لنشر الفساد والارهاب وتمكنت من الوصول الى مناصب كبيرة ومتنفذة في  كل الاجهزة الامنية والادارية حتى ساد الفساد والفاسدين والارهاب والارهابين وبالتالي اصبح العراق والعراقيين رهينة بيدهم فكانت لهم اليد الطولى  في حين نرى قادة التحالف الوطني بعضهم ينشر غسيل الآخر بعضهم يسئ للآخر 

للاسف الشديد ان الساسة   العراقيون وخاصة الساسة الشيعة واقصد بهم  عناصر التحالف الوطني الذين ادعوا انهم يمثلون الشيعة فهؤلاء لم يفهموا المرحلة ولم يتعلموا من كل  مسيرة الدم والاضطهاد والقهر  والظلام والذل التي تعرضوا لها في كل التاريخ وجاء يوم 9-4-2003 ليفتح لهم ابواب الجنة الحياة الحرة الكريمة ويسد ابواب جهنم الى الابد  الا انهم اي ساسة الشيعة اي عناصر التحالف الوطني تجاهلوا كل ذلك ونسوه  وانشغلوا في الحصول على الكراسي التي تدر ذهبا وجمع المال والقصور والامتيازات والمكاسب  وبطرق مختلفة شرعية وغير شرعية  حتى انهم فاقوا فساد وترف ورفاهية صدام وزمرته  واستخدموا الامام علي وسيلة لسرقة  اموال الشعب  وجمع المال وحياة الرفاهية  وتجاهلوا نهج الامام علي واسلامه الذي يقول اذا زادت ثروة المسئول عما كانت عليه قبل  تحمله المسئولية فهو لص واذا اخذنا بهذه المادة  يتضح لنا  انهم جميعا لصوص 

تجاهلوا تماما ان التغيير الذي حدث في العراق والذي غير واقع العراق وقلبه رأسا على عقب لا يمكن القبول به من قبل العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود وكذلك اردوغان لانه يشكل خطرا كبيرا على حكم هذه العوائل واحلام اردوغان ومن الطبيعي لا يسكتون على ذلك  بل سيعملون المستحيل من اجل  رفض هذا التغيير والعودة الى الوضع السابق  بكل الطرق والوسائل  وما حدث ويحدث في العراق من ارهاب وعنف وفساد الا نتيجة لتدخل هذه العوائل  نعم ان العراق  بفضل قواتنا الامنية الباسلة وحشدنا المقدس قادر على عدم عودة العراق الى ما قبل 2003 الا انه غير قادر على وقف جريان الدم  وعمليات الابادة  والفساد نتيجة لتدخل ال سعود واردوغان  وكلابهم في العراق دواعش السياسة كلابهم الوهابية 

التشيع  حركة انسانية حضارية  هدفها اقامة العدل وازالة الظلم وليس مجرد طقوس دينية  

 لهذا على ساسة الشيعة  قادة التحالف الوطني  الوحدة وفق خطة واحدة على اساس  اقامة العدل وازالة الظلم لا على اساس الطقوس الدينية     التقارب مع امريكا والتعاون معها لحماية العراقيين وخاصة الشيعة من كلاب ال سعود واردوغان  وبناء العراق وسعادة العراقيين  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/28



كتابة تعليق لموضوع : أمريكا وشيعة العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net