صفحة الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني

التهديد وما قبله .
رائد عبد الحسين السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في ظل ظرف دقيق جدا يمر به العراق ربما أدق مما مر به قبل 2003وسنوات ما بعد الاحتلال التي شهدت قتالا داخليا شرسا ،ومجازرا لم يشهد لها التاريخ مثيلا ،كما شهد مقاومة شديدة ضد الاحتلال الامريكي في جنوب العراق ووسطه وفي منطقة الفرات الاوسط قادها سماحة السيد مقتدى الصدر بعد تاسيسه لجيش الامام المهدي بعد الاحتلال مباشرة مع رفض واضح من قبل الشركاء الشيعة لهذه المقاومة ووصل الأمر الى شن حملة عسكرية خطط لها (بتريوس ) قائد الجيوش الامريكية في العراق ونفذها رئيس الوزراء نوري المالكي في 2008لتعقبها حملات من الاعتقالات طالت ابناء التيار الصدري في جميع المحافظات ،ومع كل هذه الاحداث لم يصدر من سماحة السيد مقتدى الصدر ما يشير إلى إنه قد هدد أو شكل لجنة من قبله تنوب عنه عند الغياب لا سمح الله ،حتى عندما كانت القوات الامريكية تبحث عنه فانه يكتفي بتوجيه انصاره بمواصلة المقاومة في حالة اعتقاله .لكننا ومنذ اسبوع تقريبا أو أكثر بتنا نسمع منه مباشرة بتهديد قد وجه اليه ووجه اتباعه الى الاخذ بكلامه على انها وصيته كما أعلن فيما بعد عن توجيه وصية اخرى في الجمعة 31/3/2017حدد فيه مسار التيار في حالة غيابه انطلاقا من ايمانه بأن (كل نفس ذائقة الموت) .لكن مع كل هذا لماذا كل هذا الشحن العاطفي للجماهير في هذا الظرف الدقيق ؟ وللاجابة عن ذلك لابد لنا من السؤال أيضا لماذا الظرف دقيق ودقيق جدا ؟ من المعلوم ان المنطقة العربية مرت بسنوات من الاقتتال الداخلي منذ 2011عندما سقطت سلطات تونس ومصر وليبيا ثم اندلعت الحرب في سوريا تحت لافتة الربيع العربي برعاية المخابرات الغربية وتنفيذ سلطات السعودية وقطر ،أموالا ،واعلاما ودبلوماسية ،هنا دخل العراق على خط المواجهة بشكل مباشر وان ليس بالشكل الواسع من خلال مشاركة بعض التشكيلات العراقية الغير رسمية في هذه الحرب لصالح الحكومة السورية التي كانت الى وقت قريب تتهم برعاية الارهاب في سوريا ،لم تحظ هذه المشاركة بمباركة أو تأييد زعيم التيار الصدري مما حدا ببعض الحركات المشاركة لاسيما المنشقة عن قيادة مكتب الشهيد السعيد السيد محمد الصدر (رضوان الله عليه) وبدأ إعلامها يبث الدعايات المضادة واذا عرفنا ان هذه الحركات المنشقة قد تحالفت مع رأس السلطة الحاكمة الذي ضرب أبناء التيار الصدري (نوري المالكي) يتبين لنا حجم الضخ الاعلامي الموجه ضد سماحة السيد ،بعد ذلك تزامنت انتخابات 2014مع سقوط الموصل والرمادي وتكريت بيد داعش الامر الذي حدا بالسيد مقتدى الصدر ان يؤسس لسرايا السلام لحماية المدن المقدسة والمراقد والكنائس والجوامع والحسينيات فكانت سرايا السلام الاكثر انضباطا فوجد البعض من اتباع رئيس الوزراء السابق الى التحرك على بعض القيادات (الصدرية) الرخوة واغروها بالمال لتنشق عن سرايا السلام والتيار الصدري لكن كل هذا لم يغير من واقع التيار وقيادته الذي ينادي لتحرير العراق والدفاع عن المقدسات ،وقبل هذه وتلك لعب دورا سياسيا بارزا ومؤثرا للغاية في الحد والتأثير على نزوع السلطة نحو الاستبداد الى أن أصدر قوله الشهير(لن يفلح الدكتاتور) ومن أبرز ما قام به كانت زيارته لأربيل واللقاء بمسعود بارزاني الذي وقع معه المالكي ومع أياد علاوي وثيقة تشكيل حكومة الولاية الثانية للمالكي وأيضا نالت هذه الزيارة ما نالت من التشويه والتعرض لقيادة التيار مرة أخرى على انها تشق الصف الشيعي ،في تلك الاثناء وجه سماحة السيد باقامة مظاهرة سنوية باسم يوم المظلوم وقبلها كانت مظاهرة سنوية في يوم الاحتلال ،وصدرت منه بيانات بحرمة الدم العراقي واحترام القانون والامتثال للقضاء واحترام الشرطة والجيش وتقويتهما ،واصفا بعض الحركات المنشقة بأوصاف قاسية ،ثم جاءت حكومة حيدر العبادي ومعها اشتدت المعركة مع داعش واشتدت الازمة الخدمية والاقتصادية وبرز دور الحشد الشعبي ،وجعلوه مقدسا لا يمس فدعا السيد مقتدى الصدر لتظاهرات حاشدة واطلق قولته الشهيرة (شلع قلع ماكو فرق كلهم حرامية) شملت الحليف والبعيد في بلد ضاعت ثرواته وضاع السارق أيضا لأنهم سراق وليس سارق واحد وطالب بحكومة اصحاب الاختصاص (التكنوقراط) المستقلين واعتصم بخيمة خضراء في المنطقة الخضراء كل هذا يضعنا أمام عدة حقائق :أولها مقاومة المحتل ،مقاومة تنظيم القاعدة بعد تفجير القبتين في 2006،ثانيها مكافحة ونبذ الطائفية ،نبذ التشكيلات التي اسماها وقحة ،ثالثا الدعوة لبناء دولة حقيقية ،والاهم من ذلك طالب بالرجل المناسب في المكان المناسب وطالب بتعديل قانون الانتخابات على أن يراعى في ذلك الكتل الصغيرة التي أكلتها الاحزاب والكتل الكبيرة ،ومن هنا من الذي هدد ؟
1- الاحتلال :أمريكا لا تترك أعدائها يتحركون بسهولة وفي هذا ذكر سماحة السيد في لقاء مع الاعلامي جواد الكسار في قناة آفاق انه مهدد وأمريكا في مقدمة الذين يهددون حتى انه ذكر إن سماحة المرجع السيد السيستاني حفظه الله قال له (ماعملته ضد العدو فانه لم يتركك).
2- القاعدة وداعش :من المعروف ان من دافع عن وجود المذهب الشيعي في بغداد هم ابناء جيش المهدي .كما تدافع سرايا السلام  الان عن سامراء من داعش وهي من أولى أهداف هذا التنظيم كما حررت بحيرات جرف الصخر التي يهدد وجود داعش فيها مدن النجف وكربلاء.
3- اجهزة مخابرات اقليمية خلقت لها مناطقا وجيوبا وجماعات تنفيذا للفوضى الخلاقة التي رسمتها الولايات المتحدة الامريكية .
4- الاحزاب الحاكمة التي جاءت لتحكم باسم الطائفة التي تدعي تمثيلها لا ترضى أن ينتهي دورها بانتهاء نظام المحاصصة .
5- سماسرة المناصب إذ تفتح في كل موسم انتخابات اسواقا تباع فيها المناصب وكل منصب له ثمن والسماسرة هؤلاء يتوزعون بين عراقيين وحتى عرب في بيروت وعمان ناهيك عن السماسرة الصغار في المحافظات اثناء الانتخابات المحلية.
6- الذين فقدوا مناصبهم جراء دعوات الاصلاح فهؤلاء مرتبطين بشركات وسماسرة وهميين كبار دفعوا لهم عمولات ضخمة لقاء تسهيلات للعمل في الداخل العراقي.
7- مافيات داخلية وخارجية تعتاش على حالة الفساد الاداري للتاثير على الداخل العراقي .
8- الجهاز الحاكم وعلى الرغم من الصورة الظاهرة بانها لها شبه تحالف مع السيد مقتدى الصدر إلا انها في الفترة الأخيرة بدأت بدبلوماسية من شقين الشق الاول التقرب من بلدان لفترة قريبة تظهر من خلال الاعلام العراقي بانها راعية الارهاب لاسيما السعودية وهذا التقرب بالقطع واليقين حدث بتوجيه امريكي والامر الاخر ان الحكومة بدأت تخطو خطوات تصرح بأن المرحلة القادمة هي مرحلة امريكا – السعودية وهذا مما لا يرضي السيد مقتدى الصدر .
 
في المحصلة كل هؤلاء وغيرهم خلقوا الفوضى واعتاشوا عليها لا يوافقون بالمرة على طروحات سماحة السيد مقتدى الصدر وتحاول وتسعى لتغييبه عن المشهد ،وقد يسأل أحد ما هل حسب هؤلاء حجم الضرر جراء هذا التغييب ؟ وأجيب ان كل من ذكر في اعلاه يبتغي الفوضى لاسيما من تضررت مصالحهم السياسية والمالية.ولنا وقفة مع ارهاصات الوصية .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رائد عبد الحسين السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/03



كتابة تعليق لموضوع : التهديد وما قبله .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net