ما هكذا تورد الابل أيها المدنيون
علي فاهم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في زيارتي الى شارع المتنبي يوم الجمعة لفت نظري رجل واقف على خشبة يرفع لافتة كتب عليها أن المتحول جنسيا (كوكي) أشرف من السياسيين الحرامية .. وكان هناك شخص يقف بجانبه يخطب خطبة عصماء ليبين للواقفين مساويء الفساد والسرقات على حياة العراقيين وما نعانيه جراء هذا الفساد وبنفس الوقت يثني على ( الشاذ جنسياً) كوكي ويلمع لنا صورته كونه (أنسان ) له مشاعر مركزاً على روحه الشفافة ومحاربة المجتمع له واستغلاله .. ( خطية )
حتى أني أستغربت كيف الحاضرين بقت عيونهم صامدة عن ذرف الدموع على المظلوم ( كوكي) .. ومن لايعرف (كوكي) هو رجل شاذ جنسياً يعمل في أحد الملاهي في بغداد تم القاء القبض عليه في أحدى سيطرات محافظة كربلاء في نقطة تفتيش النساء حيث تفاجأت الشرطيات أن من يقمن بتفتيشها ليست أمرأة وأنما رجل كامل المواصفات بأستثناء الملابس النسوية وكمية المكياج على وجهه وحركاته الانثوية !!!
لايختلف اثنان في العراق على فساد الطبقة السياسية الحاكمة منذ التغيير والى اليوم وسوداوية المشهد السياسي العراقي في بعده المنظور على الاقل فهذه حقيقة لاينكرها أي عراقي ولكن لنرى النصف الاخر من القصة وهو ما يطرحه الاخوة المدنيين من التركيز على أن الشواذ جنسياً هم أناس مظلومين ومضطهدين ومساكين ويرغموننا على الشعور بالذنب أتجاههم ، نعم هم أناس مرضى ويحتاجون الى العلاج من مرضهم ولكن لا يمكن أن ننساق مع المنهج الغربي في جعل ظاهرة الشذوذ الجنسي أمر طبيعي لا بل مميز لا بل أنه ( الافضل ) عندما نقول أن الشاذين هم أفضل من السياسيين بداعي أن الشاذ يؤذي نفسه اما السياسي فيؤذي الاخرين وكأننا أمام خيارين أو نموذجين لا ثالث لهما أما أن نقبل بالسياسي اللص أو نقبل بالشاذ جنسيا ، إن الغرب وصل في هذا الامر الى أبعد من المعقول والمنطقي عندما سن قوانين الزواج المثلي بعد أن تقبل فكرة الشذوذ أجتماعياً نتيجة الضخ الاعلامي الكبير من أفلام هوليودية التي تمجد اليعودي والشاذ وكأنهما طبقتان تختلفان عن باقي البشر عندما تسوق العبقري الذي أخترع اول جهاز كومبيوتر أنه شاذ ويميل الى الرجال أو أن الرجل الخارق الكامل غالباً ما يكون شاذا حتى ولو بالتلميح أو بالتحليل كما تسوق عبقرية اليهودي وتميزه وبما أن الناس لايستطيعوا أن يكونوا يهوداً فهم يستطيعون بسهولة أن يكونوا شواذ فأنشأت الجمعيات والمحافل المدافعة عن هؤلاء الشواذ لنصل الى سن قوانين تبيح الزواج المثلي وأنشاء أسر تكون أحادية الجنس ويؤتى بأطفال لا أعرف من أين ؟؟ ليعشوا في هذه العوائل التي تسلط عليها برامج تبين السعادة التي يعيشها الاطفال من لعب ولهو وسعادة تفقدها الاسر الطبيعية .
فلا نعرف الى أين يريد اخوتنا العلمانيين أو المدنيين أو أي أسم يحبون أن يتقمصونه الى أين يريدوا أن يصلوا بنا من عمليات الاستنساخ الحضاري من الغرب ومتى يقتنعون بحقيقة أن التطور العلمي لا علاقة لها بالتغيير الاجتماعي فيمكن لنا أن نصنع الآلات الكبيرة والمصانع العملاقة دون أن نفقد قيمنا الاجتماعية ويمكن أن نصنع حضارة خاصة بنا بدون أستنساخ قيم الاخرين ولا يعني أتباعنا لهم أننا سنحصل بالضيط على ما حصلوا عليه ، فعندما تتبع الفلاح الذي يحصد زرعه لايعني دائما إنك ستحصل على المحصول عينه لأنه لن يترك خلفه الا ما لا فائدة منه ،
يطلق العراقيين على أمثال (كوكي ) عدة أسماء منها الطنطة ، جرو ، فرخ ، وغيرها وقد أنتشرت هذه الظاهرة في فترة السبعينات التي شهدت تحرر كبير وأباحية وفتح المجال للرذائل وأشباع الشهوات حتى أنتشرت الامراض التناسلية بشكل كبير وفي هذه الفترة أكتشف مرض الايدز الذي كان الرادع الاكبر لهذه الموجة في العالم و عندنا لأسباب عديدة أنتشرت ظاهرة العلاقات بين الرجال بشكل كبير حتى أن الشعر والاغاني المتداولة أصبحت تتغنى بالحبيب بصيغة المذكر وخاصة في الغناء الشعبي ورائده ( سعدي الحلي ) الذي أنتشرت قصصه المنحرفة والنكات بشكل كبير وأصبحت مثل هذه العلاقات أمر طبيعي لكثرة تواردها حتى جاءت الحرب لتشغل الناس عنها إن لم تكن عقوبة من الله على الفساد الذي أنتشر حينها ، وطبعاً الظاهرة أنكفأة ولكنها لم تنتهي لتعود بقوة بعد سقوط الطاغية وأنتشرت المقاهي والسينمات التي تتاجر بهؤلاء الفتية فكان رد الفعل قوياً بحملة لقتلهم ( بالبلوكة ) أو بوضع الصمغ الايراني في المخرج والتي تحتاج الى عملية كبرى لإنقاذ الضحية .. إننا لا ندعو الى مثل هذه ردود الافعال لابل نستنكرها بشدة لأنها ليست العلاج المناسب لهذا المرض فيجب التعامل مع هؤلاء كمرضى ولكن كذلك يجب أن لا نتعامل معهم كظاهرة طبيعية أو نوطأ لهم لآن هذا التعامل لن يدعهم يشعروا أنهم حالة غريبة في المجتمع كالذي يضع أصبعه دائماً في أنفه فأن لم يجد من يقول له إن فعله هذا قبيح لن يتخلى عن عادته مطلقاً وستجده يفعلها في المستقبل متباهياً خاصة إن وجد من يدافع عن فعله أما إن وجد من يرفع لافتات تصفه أنه أفضل من السياسيين فسينشر صوره كاشفاً عن أنفه ولن يقتصر الامر على أصبعه فقط ..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
علي فاهم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat