صفحة الكاتب : موسى غافل الشطري

وبعد أيها السادة : هل من جديد؟؟؟
موسى غافل الشطري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

دعونا نجمع همومنا و نقتسم رغيفها سوية .

دعونا ننصت جيداً لأولئك المهمومين الذين يطلون عبر الفضائيات.

دعونا نتمعن في المرأة المهلهلة الحال وهي تصرخ و تخلع شالها أمام الفضائية، و تنتف شعرها بوضع هستيري، احتجاجاً على ما تتعرض له من عسف و حرمان و جوع و امتهان. و الساسة باجمعهم في شغل شاغل عما يجري في الشارع .

أي شغل يشغلكم أيها الأحبة ؟ يا من تكرمت عليكم أمريكا و قدّمت لكم العراق على طبق من ذهب ؟ فوجدوها باردة مبرّدة .

أي شغل شاغلكم عن هذه و تلك أيها المتصارعون ؟

لماذا يتحمل هذا المراسلون في فضائيات البغدادية و الحرية و الديار و غيرها ، هذه الأمزجة الحادة الناقمة ؟  لماذا الشعب يصرخ ؟

   .لماذا أنتم تقيمون ، في كل يوم أمام الكامرات عرضاً  بأزيائكم اللامعة و خدودكم المنتفخة، و تصطفون حسب الموقع المرتب ، المهيمن منكم إلى أمام، و الذين هم أقل شأناً إلى الخلف ؟

لماذا أنتم أيها القادة الكرد، تلعبون لعبة ( تعاركوا اثنين من بخت الثالث) و تنتظرون أن تصفو الصافية؟ تذكروا .. كيف كان يتضامن الشعب العراقي بكل مكوناته المتآخية جنباً إلى جنب . و كيف يقاتل جنباً إلى جنب على قمم و سفوح جبال كردستان . ليتذكر الجميع ذلك . لا المضي نحو أمل مجيء حكومة عراقية مركزية هزيلة لغاية قومية ضيقة ، و على حساب الشعب العراقي ، بما فيهم الشعب الكردي  .

أعان الله الشعب العراقي. قولوا لي أيها القادة الكرد : الشعب العراقي في ضمائركم غادر إلى أين ؟؟ أما كان الأجدى بكم أن تصطفوا مع الشعب العراقي المرقش بشضايا الإنفجارات  و جراحاتها ؟ أما كان هذا ما يزيدكم شرفاً و فخراًو أعتزازاً بذكريات الأخوة .

أتعرفون أنكم ـ أيها القادة الكرد ـ  بدلاً من ذلك  تضعون السكين في فوهة الجرح العراقي المستضام  أضيق الوقت مخافة أن تفلت مغانم  أوسع على حساب أغراق الشعب العراقي ببحر من الدماء ؟

هل يرتضي  الشعب الكردي  لقادته ، و حاشى له ذلك، هذا الموقف المتشفي، المتفرج من فوق التل ؟؟

      بكل أسف .. إن الذي يحدث يدمي قلوبنا ، كما لو أن المحن التي تعرض لها الشعب الكردي تدمي قلوبنا  آنذاك . أما أنتم ...

كل هؤلاء سقطت ورقة التوت التي لم يبق سواها . و يوما بعد يوم  تتوضح هذه اللعبة القذرة التي تلوث بها الجميع على حساب الشعب العراقي المظلوم . فهنيئا لكم أيها السادة ، يا طبقة النبلاء  القافزين من بئر القرون الوسطي السحيق إلى القرن الحادي و العشرين .

أنا أستغرب  ان العقلاء الشرفاء، لم يعودوا كما كانوا و لم ينفضوا  أرديتهم من هذه القذارة الشائنة . و أعني من مسحت قطرة الحياء من جباههم واصطفوا مع الجهات الناكرة لقضايا الشعب و الوطن .

حتى اليوم ..  كل الذين يخرجون من أبناء الشعب على الفضائيات و يصرخون و يبكون احتجاجاً- لأنهم لا يملكون سلاحاً غير هذا - يبحثون عن منقذ شريف ، يقود هذاه الجماهير ، الباحثة عن مخرج من هذا المأزق، و ليعبروا الحواجز التي صنعها المتخمون .

   ولا نائب واحد - مع شديد الأسف – هزّه ضميره  في هذا الزمن الكارثي  و نزل إلى الشارع مع هؤلاء و قادهم نحو المنطقة الخضراء.

لماذا ؟ ألم يكن هذا هو واجبكم ؟ أين انتم أيها المتراشقون المطلون من على شاشات الفضائيات.

أين هو موقفكم من الشعب ؟؟  ما الذي تخفونه تحت أرديتكم الأنيقة من ضمائر. ما هذه التنازلات ا لمخجلة لهذا و ذاك ؟ أية كعكعة سوداء تتقاسمونها خارج إرادة الشعب؟

        هذه الجماهير تعلن صراحة: أنها تعلن و تطالب القادة الشرفاء على استعدادها للنزول إلى الشارع و الشروع بمسيرات و مظاهرات سلمية إحتجاجاً على ما يجري .

  لم يعد للصمت ما يبرره. و الجماهير هي التي قالت ذلك. الشعب تضرر كثيراً و سُرق  منه الكثيرا . و هُمّش كثيراً و نُظر إليه بالعين الصغيرة كثيراً .   و القادة الجدد الذين ابتلي بهم الشعب العراقي ، المنعمون بما هيأ لهم صدام من بنايات فارهة  وما هيّأت أمريكا من رواتب مليونية يضحكون على الذقون.

   حتى اليوم لا يلوح شيئاً في الأفق  . و لا بعد أيام أو أشهر . إنما هناك ما يقلق .إنما  هناك ظلام دامس.

 إنما الجيش و الشرطة و الأمن يُنهكون و يضرسون من ما يأكل السادة من حصرم ، و المشتركون في اللعبة يلعبون و يناورون .

من قال لكم أيها السادة : أن القوات المسلحة لم تتذمر. لم يؤلمها ما يحدث للشعب؟ لم يؤلمها لا مبالاتكم بالمصاعب التي يواجهها ذووهم . لا يؤلمها تطاير الأجساد المتناثرة من مفخخات الإرهابيين . لا يؤلمها هذا التضارب في الأقوال عن هروب الأموال .لا تؤلمها هذه البطالة الواسعة؟ . لا يؤلمها ما يطل من شاشات التلفاز من بيوت السردين المعلب .

ماذا نقول بعد ؟ الكلام لا يعد و لا يحصى. خمسمائة و خمسون من القطط السمان تقوم الدنيا و لا تقعد من أجل أحلامهم . و الخزينة مفتوحة  على مصراعيها أمام طلباتهم . أما الشعب : فإلى سقر و بئس المصير  . و عاشت الديمقراطية  العرجاء ذات النمط العراقي  ألتي تبيح للإرهابي أن يَذْبح  مَن يذبح . وعندما يعتقل يقضي فترة الإعتقال على هواه كفترة استرتحة متنعما بكل مالذّ و طاب . و للمواطن أن يتضوّر جوعاً  .

   صدام حسن بكل ما يملك من قسوة و دموية  - لا رقة تخطر بباله بالشعب -  و لكن عند خطاباته يضع إلى جانبه قطع (الكلنكس ) ليجفف دموعه التي هي  بلا شك دموع التماسيح ، لكي لا يقال عنه : لا يهمّه سفك دماء أبناء الشعب بأعوام حروبه المدمرة ، لكنه يريد أن يوحي للمشاهد : بأن ما يحدث من عمل شائن يؤلمه . أما القادة الجدد الـ ( 550 ) فكذبهم لا يُلْبس عليه ثوب و عيونهم مالحة  .

  يا شعب العراق: لقد انقلب السحر على الساحر و سقطت زمرة صدام . أمّا هؤلاء الذين نسميهم بـ ( الكراسويين) نسبة إلى عشاق الكراسي ، فلا همّ لديهم  من أجل الشعب .

الشعب العراقي يتطلع إلى منقذ. يتطلع إلى نخبة من الحكماء – من المدنيين  و العسكريين -  يصدرون بياناً إلى الشعب يعلنون أنهم غاضبون مما يجري . و أنهم لا يرتضون ما يحدث للعراق و شعبه .

    و الأحرى بكل القوى السياسية: أن تتذكر بأن التاريخ لا يرحم . و إن عليها أن تتعظ بما آلت إليه تنظيرات و منطلقات صدام ، بقوله المأثور : إن جميع أبناء الشعب العراقي هم بعثيون و إن لم ينتموا . وفي آخر مطافه – حاله حال المغرورين – صفا الجو و لم تعد قبرته تصفر .

و هذا ما ينبغي أن تعيه القوى السياسية : من أن العراق و شعب العراق ليس ملكاً لأحد. و إذا لم يتعظ البعض ، و يضعون العراق في حدقات عيونهم بكونه راسمالهم و ليس الدولار

، فسوف ينبذهم نبذ النواة. و هو مقدم على ذلك مع السيّئين فحذار .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


موسى غافل الشطري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/19



كتابة تعليق لموضوع : وبعد أيها السادة : هل من جديد؟؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net