صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

اولويات بناء الدولة
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل مرحلة تقترب من اختتامها تحتاج الى تنظير لما يتبعها , والوضع العراقي وما يمر به من مرحلة انتقالية ( التحرير ) تعتبر في امس الحاجة لوضع خطط استراتيجية وترتيب الاولويات لما يجب التاكيد عليه بعد هذه المرحلة الحساسة التي تميزت بثبات وقوة المجتمع العراقي وتحقيقه للنصر رغم كل المعوقات 

ترد مجموعة اولويات يجب ان يتم وضعها موضع التنفيذ اذا ما اريد للعراق ان ينتقل من الحالة الاستثنائية الى الحالة الطبيعية كأي دولة مستقرة تحاول ام تحتفظ بهويتها وتقدم ما تستطيع لشعبها , ومن هذه الاولويات : 

-  وحدة العراق : الوحدة تعتبر مطلوبة لذاتها ومقدمة على غيرها من الاولويات التي لا يمكن الحديث عنها ما لم تتحقق هذه الاولوية كون الاولويات الاخرى لا يمكن ان تؤتي ثمارها في ظل بلد ممزق ومقسم الى دويلات متناحرة تتلاعب بها الاجندات الخارجية , اذ التقسيم لن يخدم احد في ظل جميع السناريوهات التي يمكن ان يتخيلها الفرد العراقي , فلا الشيعة سيكسبون وان اخذوا مساحة تتناسب مع حجمهم السكاني بسبب الزعامات المتعددة والمتصارعة وهشاشة عمقهم الاستراتيجي المتمثل بالعتبات المقدسة , ولا السنة سيكسبون لما يعانوه من تفسخ في نسيجهم المجتمعي وشبح الفكر المتطرف الذي يهددهم بين الفينة والاخرى , اضافة الى التدخلات التي يعانون منها , وكذا الامر بالنسبة للاكراد الغير متفقين اساساً على اسس الدولة الكردية ومشكلة توزيعهم الجغرافي على مجموعة دول وما يترتب على ذلك من صعوبات تتعلق بالتوازنات الدولية والاقليمية فضلا عن التنازع الذي تعاني منه القوى المتصدية والحرب الباردة الجارية فيما بينها . 

-  عروبة العراق : العراق بلد ذو اغلبية عربية مسلمة شيعية , هذه المعادلة الثلاثية يجب ان يتم توازنها بما لا يضر بمصلحته او هويته او سيادته , العروبة لا نقصد منها القومية المقيتة التي عانينا اشد المعاناة بسبب التعنصر القومي وانما نقصد به كحقيقة واقعية وكرد على من يحاول تشبيه اغلبيته بالصفوية او الفارسية وان كانت هذه التسميات محترمة وذات اعتزاز , ولكننا غير ملزمين بتغيير هويتنا لارضاء هذا الطرف او ذاك , ولا تعني عروبتنا ان نكون في صف احد تجاه اخر , وانما هو اقرار لهوية وحفظ شخصية مجتمع ومكانته وتاثيره في محيطه 

-  سيادة العراق : يجب التاكيد على سيادة العراق وتخليصه من التدخلات الخارجية تحت اي مسمى او عنوان , سواء كانت الحجج دينية او قومية او سياسية , اذا لا يمكن ضمان التعايش السلمي للمجتمع بوجود هذه التدخلات التي ترجح كفة فئة مجتمعية على اخرى ولما لهذا الامر خطر كبير على علاقة المكونات فيما بينها خصوصاً بعد الهوة الكبيرة التي عانينا منها قبل وبعد دخول داعش وان بدأت بالضيق ولكنها لا تزال موجودة ولا يمكن انكارها , والتاكيد على سيادة العراق وقراره هو الحل الاول لهذه المشكلة . 

-  ديمقراطية العراق : الحفاظ على ديمقراطية النظام من حيث الوسائل والاليات المختلفة , والتاكيد على عدم عودة الانظمة الاستبدادية سواء كانت متمثلة بحزب البعث واذنابه او السلوك السياسي الاستبدادي لاي حزب من احزاب السلطة التي من الممكن ان تمارس سلوكاً استبدادياً مع المجتمع او مع الاحزاب الاخرى من خلال الاقصاء او ايتخدام الاجهزة الامنية في تصفيات سياسية تجاه اي جهة كانت , مع التاكيد على قانون انتخابي يكفل حرية التعبير عن ارادة الشعب في انتخاب من يرونه مناسباً من دون مصادرة الاصوات بطرق قانونية وفق قوانين تخدم جهة دون اخرى . 

-  ترسيخ دولة المواطنة : المواطنة هي المعيار الحديث الذي اتبعته اغلب دول العالم في النظر والتعامل مع مواطنيها للخلاص من عقدة العصبية والعشائرية والطائفية في التعامل بين الحكومة والمجتمع او بين اعضاء المجتمع , وتعد اولوية المواطنة ذات بعد استراتيجي عميق له تاثير كبير على المستوى البعيد في حياة المجتمع وعلى فلسفة العلاقة بين الحكومة والمجتمع , مما يجعلنا نتحدث عن امكانية تحقيق المساواة بين المواطنين بعد ان كانت مستحيلة في ظل ترسيخ العشائرية والقومية والطائفية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/19



كتابة تعليق لموضوع : اولويات بناء الدولة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net