صفحة الكاتب : حميد الموسوي

العراقيون متطرفون .. واي تطرف ؟!.
حميد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
شاع عن العراقيين انهم متطرفون .. واي تطرف ؟!. ورثوا عن الحسين لاءاته المزلزلة : لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل.. لا اقر اقرار العبيد .. مثلي لا يبايع مثله .. وهيهات منا الذلة !. فاستطعموا الشهادة لابسين القلوب على الدروع دفاعا عن المقدسات والاوطان والاعراض . ورثوا عن العباس الاخوة الصادقة والموت دونها فازدادوا غيرة ومروءة ونخوة وثباتا وعنادا في سوح الوغى .. ورثوا عن الحسن كريم اهل البيت الذي قال فيه الشاعر  : 
فلو لم تكن في كفه غير روحه
                                   لجاد بها فليتق الله سائله
ورثوا سجايا  نبله وسخائه ، فجادوا بكل مايملكون : اكراما لضيف..او نجدة لأخ ..او اغاثة  لملهوف .  وورثوا عن ملحمة كربلاء المفجعة شقيها: ثورة متواصلة ضد الظلم والطغيان والفساد حتى صار شعارهم ( كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء ). وتشربوا من لوعتها حزنا سرمديا  عشش في محاجر عيونهم..غزى اشعارهم واغانيهم ورسومهم وتشكيلهم ..طبع عاداتهم وتقاليدهم .. تغلغل في مسامات طقوسهم .. تسرب حتى في الافراح منها . الامهات يختلقن المعاذير للبكاء في كل مناسبة حتى في مواويل هدهدة الاطفال ، يفتشن عن مجالس لعزاء الغرباء – حين لا يجدن مجلسا لقريب - ليسكبن مزيدا من الدموع . كف بصرجدتي لأمي بكاءا على اخوالي الخمسة الذين فجعت بموتهم اطفالا وصبيانا، وابيضت عينا جدتي لأبي حزنا على والدي الذي مات مسموما في ريعان شبابه،  وانتحبت أمي وهي تقف على مقربة من جمهرة الشباب يحيطون بي راقصين ومغنين محتفلين بزفافي وحين عاتبوها : خاله اليوم فرحتنا كلنا !. اجابتهم بحشرجة خنقتها العبرة : رحل والده وكان يعد الساعات لهذا اليوم .
 جرني لتقليب المواجع ونكئ الجراح، ودعاني لعرض مشهد من مشاهد لا تعد ولا تحصى  تفرد بها العراقيون واهل الجنوب خاصة : الحادثة القريبة جدا والتي سجلها النائب عن محافظة الموصل الاستاذ عبد الرحمن اللويزي وانقلها للامانة كما وصلتني : -
"  باسم اهل نينوى
النائب عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي
............
على شارع بغداد موصل, وبينما كانت مجموعةٌ من السيارات التي تحمل مساعدات ومواد إغاثية للنازحين, قادمةً من الديوانية, كما تشير لوحات تسجيلها ,متوجهةً صوب الموصل, إذ توقفت تلك العجلات, على حافة الطريق, بعد أن توقفت على حافته المقابلة عجلتا إسعاف كانتا قادمتين من الموصل وهما تحملان جثماني شهيدين.
يبدو أن الفريقين كانا على تواصل عبر الهاتف, وهذا ما جعل كلاً منهما يعلم بقدوم الآخر. وبسرعة , شرع سائقو عجلات الاغاثة ,بافراغ حمولة إحدى عجلات الموكب فوزعوا حمولتها على بقية العجلات, فقد تبين أن صاحب تلك العجلة, هو والد أحد الشهيدين اللذين كانت تحمل جثمانيهما عجلتا الاسعاف تلك..
عاد الرجل بجثة نجله, وأخذ يقتفي أثر عجلة الإسعاف التي تحملها بعد أن أفرغ حمولة عجلته من المساعدات والمواد الاغاثية في بقية سيارات الموكب, حتى     يضمن وصولها. ركب الجميع سياراتهم وواصل كلٌ من الموكبين طريقه.       .هذه القصة الحقيقية أو الملحمة الانسانية والوطنية, إن شئتم, حصلت قبل يومين وشاهد العيان على هذه الحادثة هو الشيخ ابراهيم المتيوتي الذي رواها لي قبل قليل عندما زرته في داره.
هل هناك كلمات تفي وآلد الشهيد الذي بذل ماله وثمرة فؤاده في معركة تحرير الموصل وإغاثة أهلها ؟ هل يمكن لأي إنسان أن يزايد ابن الديوانية على وطنيته وحرصه على ابناء بلده (أهل الموصل) أي دليل ننتظر أن يقدمه أهلنا في الجنوب أبلغ في دلالته على حرصهم علينا وتمسكهم بنا, أبلغ من هذا الدليل؟
هل صمت آذاننا ؟ هل عميت عيوننا ؟ إنهم أهلنا وحمولتنا وسندنا , فأي أجندات سياسية سنصغي إليها بعد الآن, تلك التي ستحاول أن تثبت لنا أن أي فرد في هذا العالم هو أحرص علينا من أبن الديوانية الذي بذل في سبيلنا ماله ودمه.
أنا أناشد أي شخص يعرف عنوان والد الشهيد أن يزودني برقم هاتفه أو عنوانه برسالة خاصة, حتى أتمكن من أداء واجب العزاء لوالد ذلك الشهيد بإسم أهل نينوى" .
انتهى المشهد الذي نقله السيد النائب . بقي ان اضيف  ان فحيح خطب  سياسيي الصدفة وشيوخ الفتنة المتاجرين بالام جماهيرهم المذبوحة والمهجرة والتي تصاعدت من 2003 الى اليوم – سموما طائفية  شتما وطعنا باهل الجنوب لاهداف انتخابية واغراض فئوية -  كانت مثار استهجان واستنكار من قبل الاخيار من اهل الانبار والفلوجة والموصل ،و لم تجد اذنا صاغية عند احد .كما انها لم تلوث ثوب الجنوبيين الناصع ولم تغير طباعهم الندية ولم تمزق نسيج العراقيين المتشابك ولحمتهم الوطنية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/23



كتابة تعليق لموضوع : العراقيون متطرفون .. واي تطرف ؟!.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net