صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أمنا الأرض الشقية بنا!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

الأرض أمنا وهي كائن حي إذا إفترضنا أن الحياة طاقة تفاعلية قائمة في الموجود أيا كان نوعه , ويمكنه أن يذوي ويغيب بإنتفاء تلك الطاقة أو مغادرتها لعناصر مكوناته.

فالأرض يمكن التيقن من أنها كائن حي بما يجري في داخلها من تفاعلات , وما ينطلق منها من عطاءات متجددة تؤكد أنها حيّة وَلودَة , فما فوقها يولد منها , والبشر قد خُلق منها , ووفقا لهذا الإفتراض , فأن الأرض ذات مشاعر وأحاسيس , وقد تغضب وتحزن وتفرح , ويصيبها ما يصيب أي كائن حي على ظهرها , ذلك أن كل مخلوق صورة مصغرة للأرض الحية الدوارة المتحركة , والحركة دليل آخر على أنها ذات حياة , وفيها روح هي الطاقة المستمدة من الشمس , والتي تحولها إلى خزين طاقوي متنوع وعلى رأسه النفط , لكي تحمي نفسها من الإحتراق.

فالأرض تصنع النفط وتخزن الطاقة في أعماقها وفقا لآليات دفاعية وبقائية تحافظ على ديمومتها الكونية.

وقد وُجدت مخلوقات متنوعة عليها منذ الأزل , وربما قد سكنتها مخلوقات بشرية أو غير بشرية قبل هذا النوع البشري الذي ننتمي إليه , أو ربما جاءتها وإستعمرتها أجناس أخرى من كواكب مأهولة لا علم لنا بها في الزمن المعاصر , لكنها موجودة في أراضٍ وسماواتٍ أخرى.

ولا يمكن إغفال أن الأرض كانت مأهولة , وأن هناك خبرة بالسلوك البشري فوقها , وفقا لما جاء في الآية الكريمة التالية:

"وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة ً , قالوا أ تجعل فيها مَن يُفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونُقدس لك , قال إني أعلم ما لا تعلمون" 2:30

وهذا الإقرار بمأهوليتها قبل هذا النوع البشري الذي ننحدر منه يشير إلى سلوك الفساد وسفك الدماء , وهما خصلتان سلوكيتان متصلتان بالوجود البشري خصوصا والمخلوقاتي عموما , لكن البشر هو من أفظع المخلوقات الكونية فسادا وسفكا للدماء , وكأن فيه ما يدعوه لهذين السلوكين التي عجزت جميع الرسالات السماوية والدنيوية عن تهذيبهما.

ويبدو أن الأرض قد إزدادت حمولتها من البشر الذي سيتجاوز عدده السبعة مليارات , وهذا ما لم تعهده وتعرفه من قبل , مما يعني أن الفساد سيزداد وكذلك سفك الدماء , مما سيتسبب بإغضاب الأرض وتحفيز طاقاتها الدفاعية وإراداتها البقائية , التي ستخوض بموجبها صراعات مريرة مع الخلق الذي أوجعها وأصابها بأضرار نفسية وروحية مريرة.

فالأرض ترقب ما نقوم به وتعاين تصرفاتنا , وتتأهب بكل ما فيها من الطاقات والقدرات الكامنة للإنقضاض علينا , والتخلص من شرورنا ومآسينا التي تؤلمها وتبكيها.

فهل ستنتقم الأرض منّا لعدم إحترامنا لها وإمعاننا بالإعتداء على وجودها , بقيادة قوى كبرى في العالم  تسعى للإنقضاض عليها وإغفال ضروراتها البقائية والدورانية؟!

إن الأرض في مرحلة متحيرة قد تدفعها إلى إتخاذ ما لا يخطر على بال من القرارات الإنتفاضية القاضية بإعادة سلطتها إلى مركزها , وتحجيم دور البشر في التأثير على وجودها المتوج بالسرمد والمؤزر بالخلود الدوراني المطلق.

فهل من رحمة بالأرض , وأول خطوة أن يرحم الإنسان أخاه الإنسان , لكي تسعد الأرض بالأخوة الآدمية وتبقى الحاضن الأمين للبشر!!

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/23



كتابة تعليق لموضوع : أمنا الأرض الشقية بنا!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net