صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

أصوات نسائية مكبوتة
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في عراقنا المتجذر طاقات نسائية مبدعة وخلاقة ومتجذرة في رياض الثقافة والأدب والصحافة والفن والسياسية والاجتماع والتدريس ,  وتمتلك إبداعات واشراقات ايجابية ومتألقة , وترتكز على خلفيات واعية وناضجة ,  ولو فتحت إمامها أبواب ونوافذ الاحتضان والتشجيع لرفدت عراقنا بعطاءات ونتاجات مبدعة ,  وتصب في مجرى الازدهار الثقافي ,  والإبداع الفكري ,  والإثراء الفني والسياسي ,  ولكنها واأسفاه تعيش في زوايا الإهمال والنسيان لأنها لن تجد الضوء الأخضر الذي يتيح لها أن تتألق في عوالم النهوض والإشراق ,  فالواقع الشاخص أمامنا يبرز أسماء لا تتجاوز عد الأصابع من العنصر النسوي اللواتي يتمتعن بحضور متميز وقتدار جلي في واقعنا العراقي لأنهن يعيشن تحت ظلال الدعم والإسناد والتشجيع . 
 وان هذا الحضور الواضح في الوزارات والبرلمان والإدارات الحكومية  متأتي من المواقع السياسية والإدارية التي يستحوذن عليها تحت ظلال أحزابهن وتكتلاتهن , في حين نجد ونرى ونسمع عن إطارات نسائية عالية يمتلكن شهادات عليا ,  وثقافة متميزة ,  وخلفيات وطنية ناصعة ,  واقتدارات ساطعة في النقاش والحوار والمثابرة والمحاججة ,  ولكنهن متخثرات وقابعات في زوايا الإهمال والنسيان لأنهن غير منخرطات في أحزاب أو ائتلافات أو اتحادات أو منظمات سياسية ,  ولا ينظر إلى نشاطهن الخلاق وثقافتهن المبدعة , وتاريخهن الحافل بالنظافة والأصالة والنقاء , وسمعتهن الغير مطعونة . فالواقع السياسي والثقافي العراقي والمسؤلون عن إدارته لا ينظرون بجدية وإتقان وإمعان إلى العطاء الفكري والسياسي النسوي  بل ينظرون إلى الأسماء المنضوية تحت يافطات سياسية مؤثرة ومعروفة , وهذه جناية وجريمة بحق النساء المتوقدات الناضجات المتحصنات بأفكار حصينة ,  وأراء رصينة ولكن الأضواء مطفئة أمامهن لأنهن لا يمتلكن الانتماء لأي رافد أو تيار أو حزب يفتح أمامهن طريق الشهرة والإبداع . ومن المفجع نجد ونشاهد أن أكثر الفضائيات في عراقنا المتفجر متمسكات بأسماء محددة من ( الجنس اللطيف ) فنجد كل واحدة منهن فارسة ومتعفرتة في ساحات الإعلام لأنهن مدعومات ومسنودات من جهات محددة , وهنا نتساءل هل أن الساحة العراقية النسوية قد خليت وأمحلت من أسماء جدد  ولا يوجد فيها غير هذه الأسماء النسائية التي لا تتجاوز عد أصابع اليدين للدرجة التي دفعت الرأي العام والمثقفين والمفكرين والمبدعين يتساءلون : هل أن العراق شحيح بإبراز عناصر نسوية تمتلك المواصفات والشروط الثقافية والسياسية التي تجعل منهن تحت الأضواء ..؟؟ ففي كل يوم وفي كل وسيلة إعلامية تتكرر أسماء ووجوه وحدها تفترش الساحة وتتكرر كرارا ومرارا كان العراق قد عقم عن ولادة أسماء لها تأثيرها وفاعليتها .
 والذي أريد قوله أن احترامنا واعتزازنا وإعجابنا كبير بكل الأسماء النسائية المبدعة والصادحة ولكن الذي يثير استغرابنا لماذا لم يفسح المجال وتكثف الأنوار على نخب نسائية تمتلك مزايا عالية وصفات راقية ومعلومات ثرة واقتدارات شامخة ..؟؟ ولكنها تعيش في كهف التجاهل والنسيان في حين إذا أتيح لها المجال فإنها ستثبت وتبرهن على اقتدارات مقتدرة وعلى عطاءات عميقة وأفكار رصينة . فمتى تفتح نوافذ المعاضدة لهذه الباقات النسائية الحافلة بالإنتاج والعطاء والعنفوان ..؟؟ علما بأننا نجد و  نرى الحضور المتألق لمن هي وزيرة أو عضو برلمان ..  فأين أين أستاذات الجامعات المتميزات وأين أين حملة الشهادات العليا وأين أين هن اللواتي يمتلكن عقولا نيرة وأفكارا منورة وأراء صائبة وتاريخا أصيلا ..  لم لم نجد ان الواقع الثقافي تتلاعب به أسماء مشخصة ومهيمنة ومعروفة بسلبياتها وتسللاتها وهيمنتها على الإعلام لأنها تتقن التسلل إلى القادة والحكام والمتحكمين بمجريات الثقافة والسياسية والإعلام في عراقنا المأزوم .. ومتى متى يجد المبدعون المناخ الصحي والأجواء النقية الصافية التي تبرز بها إبداعاتهم وأنشطتهم التي تصب في مجرى الشعب والوطن والتعايش الثقافي والسياسي والتنوير الفكري .. ؟؟ متى يتحكم ميزان العدل والعدالة في واقعنا وعلى كل الأصعدة ..؟؟ متى متى تجد النسوة المبدعات أجواء متوفرة تخلق منهن طاقات متجددة وتحدث لهن نقلات نوعية وطفرات ثقافية ..؟؟ فان الأغلبية الغالبة من النساء أسيرات في دهاليز العتمة والظلم والظلام .. والى متى يجترن أحزانهن ووحدتهن وتناسيهن وإهمالهن المتعمد ..؟؟ وذلك لكونهن مستقلات ولا يزاولن السياسة ولا يمتهن الانتقال من حزب إلى حزب ومن تيار إلى تيار .
 فلكن الله يا نساء العراق المبدعات والمثابرات والمنسيات فالله في عونكن فهو المولى والمؤمل والمستعان.
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/04



كتابة تعليق لموضوع : أصوات نسائية مكبوتة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net