صفحة الكاتب : علي فاهم

لماذا الاردن تكره الشيعة
علي فاهم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم تكن حادثة حرق صور رموز شيعية بارزة في مدينة المفرق الاردنية وقبلها المشي على الصور من قبل بعض الجمهور الاردني وليدة لحظتها أو أنها حالة فردية تعكس ثقافة أفراد قلة لا قيمة لهم في المجتمع الاردني كما سوقها وزير الخارجية الاردني لوزير خارجيتنا مشددين أن مثل هذا السلوك لن يؤثر على العلاقة بين البلدين الشقيقين وهنا يطرح السؤال هل حقاً كانت هذه التصرفات حالات فردية ونادرة في المجتمع الاردني تجاه الشيعة ؟ طبعاً الدلائل كثيرة تدحض هذه الفرضية منها ما لمسه العراقيين الشيعة في فترة التسعينات عندما  بدأت الهجرة المؤقتة للعمل في الاردن من قبل فقراء العراق ومعدميهم أيام الحصار وهؤلاء صادف أن يكونوا حصراً من الشيعة ولم يكن منهم سنياً قط لان السنة كانوا يتمتعون بالوظائف العالية والمراكز العليا في البلد بالإضافة الى سيطرتهم على قطاع التجارة فقد اصبحت أغلب منافذ التجارة بأيديهم خاصة بعد أن أعدم صدام أغلب التجار الشيعة بلا ذنب في حادثة معروفة ، وكان هؤلاء اي الشيعة يعملون أُجراء في المزارع والمصانع الاردنية التي ازدهرت في وقت الحصار لتحول العراق الى اكبر سوق للبضاعة الاردنية مكافئة لها لموقفها من حرب الخليج الثانية ، فكان الكثير من هؤلاء الشباب يشكون من سوء معاملة الاردنيين لهم وأكلهم لحقوقهم ، قص لي أحد الاصدقاء الذي كان يعمل في مزرعة لزراعة الثوم لاحد الاردنيين عدة أشهر وبعد ان اراد صديقي هذا العودة للعراق وطالب الاردني بأجره قال له الاردني (أجرك على الله ) أي لا أجر لك .. وصادف أن صديقي هذا كان مصارعاً ورغم أعاقته في حرب أيران الا أنه كان لعدة أشهر لا يأكل الا الخبز والثوم والمصادفة الاخرى أنه لم يكن هناك أحد في المزرعة سواه والاردني صاحب المزرعة الذي رفض اعطائه اجره وتستطيعون تخيل ماذا حدث للإردني وقتها ، وكانوا يسمعون العراقيين الشتائم الطائفية بشكل مقزز ووقتها عاش العراقيين أذل أيامهم ولكن بعد الهجرة الثانية للعراقيين التي أعقبت سقوط الطاغية وهجرة البعثيين للأردن ومن ثم هجرة العراقيين بعد أحداث تهديم قبر الامامين العسكريين (ع) قفزت أسعار العقارات في الاردن لأرقام فلكية عالمية وكان أكبر المشترين هم من العراقيين ولكنننا لم نسمع أي أحداث من النوع الطائفي مع هؤلاء ! باستثناء اذا كنت من سيئ الحظ ووجدوا في جوازك تأشيرة الدخول الى أيران فستكون نهايتك على أيديهم ، وللأردنيين الفضل الاول في تحويل بوصلة التفجيرات والمفخخات والانتحاريين من صوب الامريكان المحتلين للعراق الى جهة الروافض أبناء المتعة حسب وصفهم فبدأت على يد الاردني الزرقاوي أول هذا الانحراف وتحولت أعمال المقاومة للأمريكان الى التفجيرات في الاسواق الشيعية والمساجد والمدارس وعاش الامريكان بأمان بفضلها! فكانت شجرة خبيثة زرعت وأثمرت ثماراً سامة راح ضحيتها الاف المدنيين العزل من العراقيين الشيعة على يد هذا المؤسس للإرهاب الطائفي المقيت و لا ننسى أحتضان الاردن لبنت صدام الراعية الرسمية للإرهاب البعثي الطائفي الذي تزاوج مع القاعدة في نكاح غير شرعي ليولد لهم أقبح مولود عرفه التاريخ وهو داعش ، الغريب في الموضوع كله أنه لا يوجد شيعة في الاردن أطلاقاً فلا توجد مشاحنات طائفية أو صدامات أو احتكاك بين الطائفتين فما المبرر لكل هذا الحقد الاسود البغيض الممتلأ رغبة في القتل والذبح وشرب دماء الشيعة بكل برودة وتشفي ؟ ! والشطر الثاني من السؤال هو كيف يبقى البذخ العراقي والبذل للاردن بوتيرة تصاعدية دون حتى التهديد بوقف هذا البذل بلا مقابل فالنفط العراقي شبه المجاني مازال يجري اليهم بلا توقف والبضائع الاردنية مازالت تسرح وتمرح بلا كمرك أو ضرائب وسيكون الانبوب القادم لنقل النفط العراقي لمصر عبر الاردن ورقة بيدهم علينا  فعل للاردن فضل علينا أو دين برقابنا لا نعلمه ؟ كم سألت سياسيين عراقيين ولم أجد أجابة عن السؤالين المارقين رغم أنهما يكشفان حقيقة المؤامرة الكبرى التي تدير خيوط المنطقة 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فاهم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/25



كتابة تعليق لموضوع : لماذا الاردن تكره الشيعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net