صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

هل العراق تحت الوصاية الدولية...؟
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يظهر ان الانتصارات الجديدة التي تحققت والفتوحات الكبيرة التي انجزتها القوات العراق المسلحة  بكل فصائلها  في مناطق الموصل الحدباء وخاصة مناطق الحضر وبمشاركة الحشود المباركة اثارة مرة اخرى الرئيس التركي و اتهمها ، بالطائفية وبالارهاب والعمالة ،
والتي كان لها الدور المميز في تحرير المحافظات من شر العصابات الاجرامية والتي صنعتها ودعمتها تركية والمخابرات الدولية قد حطمت امال واحلام اردوغان بعوده الامبراطورية العثمانية وتوسيع سلطته . والذي لايمكن انكاره استمرار تركيا بقصف الأراضي العراقية بالسلاح الجوي هو بمثابة رد فعل وتصعيد وأعتداء واضح على السيادة العراقية وخرق لكل المواثيق الدولية وأتفاقات حسن الجوار، وسيؤثر حتما على العلاقات الثنائية بين البلدين ويزعزع الأمن والأستقرار في المنطقة ولاسيما القوات العراقية تخوض اليوم معارك عسكرية كبيرة في الموصل ضد تنظيم داعش الأرهابي" وتوشك في انهاء ملف وجودها والقضاء على احلامها في تاسس دولة الخلافة المزعومة . 
هذا الفعل الذي مثّل تجاوزاً على السيادة العراقية يعكس سياسة لا يمكن القبول بها او السكوت عنها"، وعلى المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم وحاسم تجاه هذا الاعتداء ووضع حد لمثل هذه التصرفات الطائشة والتي تنم عن الحق الاسود الدفين تجاه الشعب العراقي ".ومن حق العراق  اتباع كافة الطرق القانونية والدبلوماسية وغيرها لادانة هذا الاعتداء وضمان عدم تكراره".مع العلم ان القوات التركية غالباً ما تخرق السيادة العراقية، وليست المرة الاولى التي تستهدفها". وهذا الاعتداء مبرمج ويؤكده اردوغان ولن تكون الاخيرة حسب قوله "لن نسمح بتحول سنجار إلى قاعدة لحزب العمال الكردستاني وسنواصل العمليات العسكرية ضدهم”، مشيراً بأن “القصف لم يكن لاستهداف البيشمركة ، ونحن لم نكن نرغب بأن يفقد عدد من البيشمركة حياتهم في هذه الغارات، فنحن لم نكن نريد ذلك"هذه التصرفات  تقف ورائها سياسات أردوغان الساعي إلى تفصيل المشهد على مقاس طموحاته السياسية كعامل مهم في تغذية الاحتقان في المنطقة في حساب تصدير المشاكل الداخلية التي تعيشها تركية ومنها الفشل في التوقعات حسب نتائج الاستفتاء الاخير التي توسع صلاحيته في ادارة البلاد 
من العجائب التي تذهل العقل ما يتصرف به الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والتي لاتبتعد عن الجنون ومنها قوله "أن بلاده أبلغت شركاء بينهم أميركا و روسيا قبل العملية في سنجار. "  كان العراق تحت وصاية هذه الدول حتى يستأذن منها في الاعتداء على العراق .ناسياً ان العراق وسيادة واستقلال خط احمرلايمكن تجاوزه ، رغم كل المعاناة والظروف التي كان لتركية الدور الاكبر فيه  وقد نفته  وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بالقول ، "أن أي عمل عسكري في العراق يجب أن يحترم سيادة العراق على أراضيه ، مبينةً أن الغارات التي شنتها تركيا لم تحصل على موافقة التحالف الدولي، وأدت إلى خسارات في الأرواح لدى حلفائنا” . وما يؤكد الاطماع في تواجد القوات التركية داخل الاراضي العراقية والاصرار على بقائها هو تجاوز لسيادة العراق و على التوغل في عمق الأراضي العراقية بذرائع وحجج واهية لايمكن السكوت عنها ، فالمخطط التركي لايستهدف فقط وجود حزب العمال الكردستاني بل يهدف الى السيطرة على المنطقة التي تسمى ولاية الموصل وفقاً للمصطلح العثماني، والتي تشمل كركوك وأربيل والسليمانية وحتى ديالى ".مما يتطلب من الحكومة اتخاذ اجراءات عاجلة دولياً و"لايكفي القلق" وعن طريق المنظمات الاممية وفي تقديم شكوى سريعة لدى مجلس الأمن الدولي والامم المتحدة ضد الانتهاكات والاعتداءات التركية المتكررة، وأن تتخذ كافة الاستعدادات للتصدي للعدوان التركي، وهذا يحتاج الى تعبئة شعبية، مع ضرورة أن يترفع البعض عن المصالح الشخصية الضيقة و هناك تواطؤ من قبل بعض القوى السياسية العراقية مع التوجهات التركية خدمة لمصالحها الحزبية والفئوية تجاه هذه الانتهاكات الخطيرة و ضرورة دعم القوى السياسية والشعبية لاجراءات الحكومة ومساندة مواقفها، للتعبير عن وحدة الموقف العراقي بوجه الاعتداءات الخارجية والانتهاكات المتكررة التي تقوم بها ومنها التركية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/27



كتابة تعليق لموضوع : هل العراق تحت الوصاية الدولية...؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net