صفحة الكاتب : حسن حامد سرداح

الصيادون القطريون وسيادة العراق
حسن حامد سرداح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نحن العراقيون نتفاخر دائما وفي كل مناسبة بحضارتنا وتراثنا الثقافي في جميع الميادين ونسعى الى استذكار امجاد أجدادنا الذين حكموا العالم منذ بدء الخليقة، فهذه بابل وسومر وأكد وآشور وبغداد والكوفة والبصرة جميعها تشهد بأننا كنّا سادة الدنيا ومحورها، فنحن اول من وضع القوانين واسس التشريعات وحافظ على سيادة بلادهم وحدودها، في صورة عكست الحب للأرض والانتماء وعدم التفريط بالحقوق، لكن ما حصل هو أننا لم نستطع الحفاظ على تلك السيادة واتخاذ القرارات المصيرية، وتركنا لغيرنا التحكم بمصائرنا ومستقبل ابنائنا، حتى وصل الامر الى عقد الصفقات على ارضنا من دون علم اصحاب القرار، ورجال السلطة، الذين لم يكتفوا بعدم حماية ارواح المواطنين واهدار ثرواتهم، ليسجلوا موقفا آخر يضاف لتاريخهم المطرز بالظلم والفساد، من خلال فشلهم في الحفاظ على سيادة البلاد وتركه ساحة لتصفية الحسابات وتبادل المختطفين بين دول الجوار.

 
فحادثة الإفراج عن الصيادين القطرين الذين تم اختطافهم في محافظة المثنى قبل نحو عامين، اثبتت بالدليل القاطع غياب الدولة وضياع السيادة المكذوبة وتسلط المجاميع المسلحة على المؤسسات الأمنية وكيفية تحريك هذه المجاميع من وراء الحدود، كذلك فإنها ستعطي انطباعاً واضحاً للمجتمع العربي والدولي عن حقيقة ما يجري في العراق، وما نتحدث عنه لا يكون سوى امنيات واحلام يقظة، فكيف تكون هناك سيادة ومن قام بعملية التفاوض فصيل مسلح يعمل خارج إطار الحكومة مع جهة خارجية مقابل شروط لاعلاقة لها بمصالح العراق وامنه الوطني بقدر ما كانت تعبر عن مصالح تلك الجهة المرتبطة بإحدى الدول الإقليمية وهي اتفاقات متعلقة بالشان السوري وإطلاق سراح مقاتلين من حزب الله اللبناني معتقلين لدى الجماعات المسلحة في سوريا وفدية مالية تقدر بنحو مليار دولار ونصف المليون، في حين كان دور الحكومة العراقية الإشراف على عملية تسليم مبلغ الفدية واستلام الصيادين فقط، ورغم هذا لازال رجال السلطة يتحدثون عن السيادة والقرار المستقل، وما حصل جعل منا مهزلة امام جميع الدول كونه لا يحصل حتى في أفقر البلدان وأكثرها تمزقا، فبناء البلد وتحقيق الأمن فيه لا يمكن ان يتحقق من دون الحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه.
 
وبانتهاء حادثة اختطاف الصيادين القطريين يتولد لدينا العديد من التصورات عن غالبية القوى الفاعلة في المشهد السياسي العراقي، فمن جهة يصبح لديك تصور وكأنهم لا يفهمون شيئا في الدبلوماسية والعلاقات الدولية وفي ابسط صورها، ومن جهة اخرى يتشكل لديك اعتقاد بانهم لاينطقون بما تمليه عليهم مصحلة بلدهم،بقدر ما ينفذون مصالح دول اخرى، فعلى الساسة في هرم السلطة ان لايصدعوا رؤوسنا بعد الْيَوْمَ بموضوعة السيادة التي دائما ما يرددونها، لانهم اول من فرط بها، فلاعتب على اي سياسي اجنبي عندما يتجاوز عليها، فالحديث عن السيادة العراقية بات مضحكا بقدر ماهو مؤلم، ويبقى السؤال، ماهي الفائدة التي حصل عليها العراق من عملية اختطاف الصيادين القطرين.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن حامد سرداح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/04/28



كتابة تعليق لموضوع : الصيادون القطريون وسيادة العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net