صفحة الكاتب : صالح المحنه

"الحشدُ الشعبي..خلاصةُ النخوةِ والغيرةٍ العراقية "
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مهما كرّرنا وردّدنا عبارات الإفتخار والتقدير والإمتنان تبقى عاجزة عن إيفاء أبطال الحشد الشعبي حقهم ، ويبقى الحديثُ  عنهم وعن تضحياتهم وبطولاتهم مهما طال... قاصراً عن الإحاطة بوصف شجاعتهم وتفانيهم ، فهم خُلاصة النخوة والغيرة العراقية الكامنة في وجدان كل شريف وغيور، ومن الجدير ذكره هو أن غالبية شباب الحشد الشعبي عندما إنطلقوا لم يكونوا جيشاً حكوميا منتظما في معسكرات مهيئة لكل طاريء يتلقون أوامرهم من قادتهم ، ولم يكونوا في مراكز تدريب تأّهلهم للقتال والمعارك ، بل كانوا في مدارسهم وفي معاهدهم وجامعاتهم وفي مقرات أعمالهم ولعل بعضهم لم يمسك السلاح بيده ولم يتعرف على أبسط قوانين القتال والعسكرة ، لكنّهم عندما سمعوا نداء المرجعية الدينية تملّكهم عنفوان الرجولة والبطولة وطغت الغيرة العقائدية والوطنية على كل جوارحهم ، فهبّوا يسابقون الأقدار للدفاع عن وطنهم ومقدساتهم ، كان الصدق والإخلاص والإندفاع والتزاحم على تملّك السلاح والذهاب الى مقاتلة العدو هو شغلهم الشاغل لكي يلبوا النداء المرجعي فهو يُعتبر واجب جهادي مقدّس لديهم... وفرض عقائدي ديني ألزمهم بأدائه إنتماءُهم الى عقيدة آل البيت عليهم السلام ...وهذا الذي جعل ابن البصرة والعمارة والديوانية وغيرها من المحافظات الجنوبية والوسطى الشيعية يترك أهله وعائلته ويذهب الى محاربة العدو الداعشي على تخوم نينوى والرمادي وصلاح الدين وهي المحافظات التي تضم أغلبية سنية ، حتى دفع الكثير منهم أرواحهم من أجل تحرير أبناء تلك المحافظات من هيمنة وإحتلال داعش لهم ، حققوا الإنتصارات تلو الإنتصارات والثمن مئات الشهداء وسيول من الدماء قدّمها بكل رضى أبناء الحشد الشعبي أبناء العراق الغيارى. ومنذُ أن دنّست داعش أرض العراق....ومشهد جثامين الشهداء الطاهرة لم يفارق عيوننا، لايكاد يمرُ يوم دون أن نشهدَ جثمانَ شهيدٍ أو أكثر ترفعه أكفُّ الأحبّة ويشيّعه الأهلُ والأصدقاء وكأنّه نجمٌ هوى من سماء العراق ليحرق بدماءه الزكية رؤوس الخونة والفاسدين ، مشاهد الشهداء تُدمي القلوب وتدمع العيون وتترك جُرحا في نفس كل من يحمل ضميرا عراقيا متصلا بواقعه وملامسا لهموم أهله ، أليس من المخجل أن تُقابل كل هذه التضحيات بالجحود والنكران من قبل بعض السياسيين الذين فرّوا من قتال داعش ؟ أليس من المعيب على الفئة الثانية من السياسيين أن يقابلوا تضحيات الأبطال بسرقة أموالهم ؟ ألا تُثير فيهم تضحيات الشباب ومواقفهم البطولية الحميّة والعزّة ولو لمرة واحدة ؟ ألا يخجلوا من مرور قوافل الشهداء ؟ ففي كل يوم تُثارفي البرلمان فضيحة مالية لوزير او مسؤول حكومي  ويجابه بإتهامات وسرقات وتضييع وتبذير للأموال العامّة ؟ كنت اتمنى في تلك اللحظات التي تُثار فيها الأسئلة ضد المسؤول وتُعرض الأرقام الكبيرة المسروقة او المختلسة من اموال العراقيين أن تُستعرض أيضا أعداد الشهداء من الشباب الذي تطوعوا بلا مقابل للدفاع عن القابعين في هيئاتهم ووزاراتهم آمنين مطمأنين  يتلاعبون بمصير البلد ويضيعون ثرواته ويبددون خيراته بسوء تصرّفهم وفسادهم علّهم يخجلون من أنفسهم ؟ رحم الله شهداء العراق الأبرار وحفظ أهله من كل سوء.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/01



كتابة تعليق لموضوع : "الحشدُ الشعبي..خلاصةُ النخوةِ والغيرةٍ العراقية "
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net