صفحة الكاتب : جعفر جون

في نهاية المطاف
جعفر جون

خسرت حياتي، الكتاب الصادر عن دار سطور للطباعة والنشر، للكاتب  غالب حسن الشابندر، عند قراءة صفاحته الاولى، سيسوقك الكاتب الى ايام الكرادة الشرقية القديمة، ونضالها ضد النظام الصدامي، مبيناً دورها السياسي انذاك، ثم يعقد معك بروتوكولات رغماً عنك، منها عدم ترك القراءة، لانك وببساطة لا تستطيع مفارقة الكتاب لمدة تزيد عن يوم واحد، ليس لسبب ما، بل لان الكاتب اتخذ اسلوب في الكتابة، قد يكون غريب من نوعه، على الرغم من انني لا اتفق معه في العديد من ما كتب، لكن هناك امر مهم، واعتقد انه الهدف الاساسي لما يريد الكاتب توضيحه ونشره للعلن، بغض النظر عن المواقف والشخصنة العلنية التي صدح بها صوته، الا ان الكاتب سيحدثك عن ماهية الاحزاب العراقية، وكيفية تشكيلها والاساليب التي انتهجوها انذاك، معلناً انها شكلت على اساسات هشة جداً، ونحت منحى غير واضح، وسلكت طرق الفشل والانهيار التكتيكي فيما بعد.

 رأيت في الكتاب طريقة التأجيل في سرد الاحداث، على الرغم من انها غير متسلسلة، من الناحية الزمنية، وهذا ما قاله هو بنفسه، فمثلاً سيذكر لك بداية حادثة، ويؤجل الكلام عنها الى اجزاء بعيدة عن موقعها الاول، لكن هناك شيء  مهم جداً، ان مثل هكذا اساليب، قد ينتبه لها البعض، وقد تعطيك صلاحيات في الاجابة عن الاسألة، التي تدور حولك، مستطيعاً قراءة الاحداث  قراءة سريعة قبل الاطلاع عليها.

حسب اعتقادي ان الشابندر اراد تبرأة نفسه، وجعلها في دائرة الحياد، وعلى مسافة واحدة من الجميع، وهذا ما احسست به، عندما التقيته  قبل ايام في الكرادة الشرقية ليلاً، لكن الوقت كان قصير جداً لم يسعفني ان اسأله عن امور قد يشخصها الجميع، ولم يجيب عليها الكتاب حتى، وعلى كل حال فالكتاب مهم جداً، سيكشف لك العديد من الخفايا والشبهات، وفيه العديد من العناوين المبهمة، التي تحتاج الى تمعن في القراءة، كما وانه قد سلط الضوء على السياسات الخارجية في العراق، ومدى تأثيرها في صناعة العديد من الشخصيات السياسية، التي تقود مفاصل مهمة في الساحة العراقية اليوم.

 يقال ان الكتاب يقرأ من عنوانه، وقد يستطيع القارئ الحذق، ان يقرأ الكتاب قراءة ملخصة، ويعرف ما ورائه، كذلك الصورة التي وضعها على تصميم الغلاف، والتي تدل على الخسارة فعلاً، وذلك لما تحمل تقاسيم شكله من معاني الندم والخسران.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر جون
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/05



كتابة تعليق لموضوع : في نهاية المطاف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net