صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

متى ينفعنا دستورنا ؟
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يقدر احد الخبراء القانونيين عدد العراقيين الذين تم حجزهم خلال سنة واحدة باكثرمن مائة وخمسين الفا ، كما يصرح بأن من يتم الحكم عليهم باحكام جزائية لايزيدون في مجمل الاحوال عن عشرة الاف شخص مايعني سوء استخدام الحق العقابي ، واذا علمنا ان الدستور العراقي يعتبر حجز الحرية الشخصية من أشد العقوبات التي تطبق على الانسان بعد عقوبة انهاء الحياة بالتأكيد ، فسوف ندرك مما سبق ذكره ان القانون العراقي يوقع اقصى العقوبات بحق المواطن العراقي سواء كان متهما أو بريئا ، فقد ساد شعور لدى المواطنين منذ عقود طويلة بأن لاأحد يامن على نفسه من خطر الاحتجاز بأية ذريعة ، ومايعقب ذلك هو الاسوأ فالبعض يقضي شهورا وربما سنوات في مراكز التوقيف قبل أن تعرض اوراقه على قاضي التحقيق ، وخلال تلك الفترة لايتكهن أحد بمدى القهروالأذى الذي يتعرض له الموقوف رغم ان اغلب الموقوفين يفرج عنهم فيما بعد لبرائتهم أما من تهم كيدية او لعدم وجود تهمة أصلا  اذ تحدث الاعتقالات أحيانا  ----بشكل عشوائي أو لوجود اشتباه في الاسماء على سبيل المثال ..

في كل الاحوال ، يدرك المواطن العراقي في قرارة نفسه ان الحجز والحبس يحصل غالبا في العراق لاسباب سلطوية بحتة ، فالسلطة القوية في مفهومنا تعني ارهاب الفرد وجعله متوجسا على الدوام من الوقوع في المحظور ودخول اقبيتها التي لايخرج منها بسهولة ويكون معرضا فيها لتذوق اصناف التعذيب والاهانة أو الخضوع لمساومات وابتزازات يدفع فيها مبالغا كبيرة لشراء حريته التي اغتيلت فجأة رغم برائته من ارتكاب ذنب ما ..

ذنب آخر يمكن أن يحاسب عليه العراقي ويسجن ويضرب حتى الموت هو التسكع وعدم حمله هوية شخصية وهو ذنب كبير فعلا فيما لو كان سلوك المواطن يثير الشك ولم يتمكن من اثبات هويته لكن اثبات الهوية او حتى التشابه في الأسماء لم يعد صعبا في زمن التكنولوجيا فالحاسبات تختزن جميع المعلومات ، لكن السؤال والاستفسار والتحقق من المعلومات بطريقة حضارية وقانونية لا يلبي شغف رجال السلطة باخضاع المواطن لسلطتهم واخافته واذن فلابد من ترك آثار على جسده او نفسيته لكي لاينساهم فيما لو خرج سالما من سجونهم ، لأجل هذا ربما خضع الصبي حسين مازن من اهالي الديوانية الى الحجز والحبس في محافظة كربلاء التي زارها مع اصدقائه ليصبح ضحية لبعض رجال شرطتها الذين لم يحتملوا كونه (يتسكع ) مع اصدقائه ولايحملون هويات شخصية رغم وصول معلومات اكيدة بحملهم تلك الهويات .. وهكذا تعرض حسين واصدقائه الى الضرب المبرح الذي أودى بحياة الصبي بعد عدة ركلات من ضابط التحقيق ب(البسطال ) على وجهه ...ومازالت القضية تتشعب وتحمل تبريرات عديدة وتدخلات من جهات مختلفة حكومية ودينية وقد يعاقب مرتكبو الجريمة بعد تحولها الى قضية رأي عام لكن النتيجة تبقى واحدة ...على المواطن العراقي أن يحسب ألف حساب لتلك اللحظة التي يقع فيها بين أيدي رجال السلطة حتى لو كان بريئا ، فلن ينفعه دستوره بشيء !!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/12



كتابة تعليق لموضوع : متى ينفعنا دستورنا ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net