صفحة الكاتب : سردار محمد سعيد

حكاية شارع برجوازي
سردار محمد سعيد

 سأبدأ حكايتي من قصة حبي لفتاة في الكلية وقد أغرمت بها حقا .

 
في طلب من خالتها الطبيبة البرجوازية  ذهبت لمقابلتها .
 
 وما أن رأتني  حتى انهالت علي تقريعا
 
من  جملة ماقالته ولن انساه أبدا
 
- إبحثوا عن مستقبلكم ،إحصلوا على وظيفة تعينون بها ذويكم لكي تعيشوا ، لا ان تحبوا -
 
 أدبا  فقط  ، لم أنبس ببنت شفة ، وانسحبت ،  مثل هؤلاء المخلوقات لا تميز بين الوضاعة والتواضع ، ويبدو ان  بنت أختها - الحبيبة - نقلت لها عني وصفا غير دقيق بسبب ميولي الماركسية حينها  ، وتألمت ولا زلت أشعر بمرارة تلك اللحظة لسبب بسيط هو : ان هذه الطبيبة المسكينة كانت تتصور أن حبي للفقراء والشغيلة والكادحين لأنني منهم وفقير الحال ، وربما تعتقد انني أسكن في صريفة ، وبالرغم من توجه هذه الأسرة العلماني والماركسي والتقدمي !!! على وفق إدعائها  ، فقد كانت تزدري البسطاء والكادحين لكنها لاتعلم اني أسكن في بيت لا تستطيع السكن بمثله ، وفي منطقة عصية عليها ، وفي شارع برجوازي تتمناه حتما ، لكنه لا يشجيني سوى بالقدر الذي يعد ملاذا لي .
 
لا أقول هذا مفتخرا بسكني في هذا الشارع لأنني أحترم الفقراء والكادحين والشغيلة وأي انسان لمجرد انه انسان ، ويتمتع بمقومات الأنسنة وليس البشرية فقط ، البيوت بساكنيها وليس بمظهرها وزخرفها .
 
هذا الشارع هو شارع 21 في راغبة خاتون ويصار إليه من تخطي النادي الأولمبي سابقا باتجاه السدة - سدة ناظم باشا - على اليمين بستان نخيل اما الدور فتقع على يسار الشارع وهي عرصات وكان البستان ينتهي عند كلية الآداب . ومستوصف صغير يسمى - مبرّة الملكة عالية - هذا في عام 1959
 
أسال الطبيبة التي كانت تدعي نصرة الكادحين والشغيلة والمظلومين :
 
هل لمست صابون ؟ وما أدراك ما صابون .
 
في الشارع الموازي لشارعنا كنت أرقب رأس حصان محنط في دار مكتوب على بابه إسم ( سامي عبد القادر ) وبعد مدة من الزمن صادقت وزاملت  إبنه ( محمود ) .
 
سالت محمود مرة عن سر رأس الحصان المحنط ، فدعاني لدخول داره وقابلت والده ( سامي عبد القادر)  الذي كان مرافقا للمرحوم الملك ( غازي ) ملك العراق وحكى لي قصة هذا الحصان الأثير لدى الملك غازي الذي اسمه (صابون ) والذ ي اشتراه ( سامي ) بعدما أحيل الحصان على التقاعد .
 
في الشارع الموازي لشارعنا والذي يقابل بستان النخيل أتذكر يا دكتورة يا كادحة بيت جارتي الشاعرة العراقية الكبيرة ( لميعة عباس عمارة ) ولم تكن علاقتي بهم كجيران بقدر علاقتي بها كشاعرة ، هنا أرتل لها بعض ماتقوله الشاعرة لميعة ولعله مناسب في موضعه :
 
أساطير نمقها الخادعون
 
و أشباح موتى تجوب القرون
 
لتخنق أجمل أحلامنا
 
 جار آخر أصبح محاميا اسمه ( صباح )  ويكنى - صباح لا ستيكه - ومبعث هذه التسمية انه كان حامي هدف يتمطى  رشاقة .
 
على باب البيت المطل على الركن نقرأ اسم - ناجي طالب - وناجي طالب غني عن التعريف وزير الخارجية ، ورئيس الوزراء العراقي في العصر الجمهوري ، والعسكري المعروف في العهد الملكي ، وأولاده زملاء أخوتي الأصغر مني سنا ، ومن طريف ما يذكر ان الحماية في باب داره عبارة عن شرطي واحد  من الممكن ان يموت بسد فتحات أنفه ، ولم يشعرنا هذا الرجل السياسي ، هو أو أولاده بأنهم جزء من سلطة البلد ،و سارع أحد أولاده لشراء قاموس - وبستر - لي من كلية بغداد حيث كان طالبا فيها ، ورفض أخذ ثمنه ، وكثيرا ما كان يصار إلى تشخيص المنطقة فيقال : قرب بيت ناجي طالب .  وهناك شاخص آخر هو قول الناس : خلف (  أسواق زهير)  وأسواق زهير هذه عبارة مخزن متقدم حضاري وليس دكان عادي وقلما نجد مثله اليوم بعد خمسين عام لا سيما في المحافظات . والد السيد زهير لبناني الأصل قدم العراق ويحمل أفكارا جديدة لم يعتدها المجتمع العراقي ، ففي هذا المخزن على سبيل المثال يباع الـ  - بتي فور - وهو من صنعهم في حين كان الشائع ( الكيك ) في المناطق المتحضرة و( البسكت ) ويبقى الكعك هو الأشهر ولعله الألذ لاسيما إذا كان ( كعك السيد ) .
 
الركن الثاني هو دار عدنان عبد الله عوني وهذه الدار من تصميم أخيه المهندس المعماري المعروف ( قحطان عبد الله عوني ) ومن الملفت للنظرانه على امتداد شارعنا كان ينتصب بيت مهندس معماري آخر شهير هو ( هشام منير ) .
 
عدنان عوني كان ميالا للفكر القومي أو البعثي ،وبالرغم من ذاك أعدم زمن النظام السابق  ، ونجهل حقيقة إعدامه وما بين فكرة الموت التي اتشحت بها هذه الدار وفكرة الولادة ، ولادة الحب الطفولي ، المراهقي ،  الذي يتمرد في البيت المجاور أقول : لا أذكر من كان يسكنه لكني أتذكر مربية الأطفال الفاتنة التي عمرها يكبرني بسنة أو سنتين ، كان أترابي في الشارع يتنابون على ( الخفارة ) قدام باب هذه الدار وليست الخفارة لحمايتها مثلا ، لا ، لكن محاولة الوصول لقلب الفاتنة ، مربية الأطفال .
 
لم أكن أتجرأ سلوك مسلكهم ،  لكن المفاجأة التي حصلت لي يوما وعند عودتي من الإعدادية ( إعدادية الأعظمية للبنين ) ، وفي أثناء مروري قدام الدار، قذفت بباقة زهرفي داخلها زجاجة عطر صغيرة ، وبقيت ذلك اليوم مرتعدا مرتجفا ، المرة الأولى التي أكون بموقف مثل هذا ،  والخوف كل الخوف أن يسمع أبي  لأنه سينهال علي ضربا ولا يتوانى عن ( الجلاليق) .
 
البيت الملاصق تماما لبيتي تسكن فيه إمراتان جليلتان ولم يشاهد رجل في الدار لكن القطعة على الباب تقول : ( عبد العزيز الدوري ) وعبد العزيز الدوري غني عن التعريف رئيس جامعة بغداد ، والمؤرخ العربي المعروف .
 
الدار المقابل لداري تماما دار مدير الشرطة  - ق -  والذي لا أستطيع نسيان  فضله ، وفي عنقي دين له ماحييت .
 
في عام 1965 كان لزاما ان أحصل على شهادة الجنسية العراقية ، ولما كنت عاجزا عن الإشتباك مع الناس ، وتحمل الإهانات ، والـ ( صوندات )   من أجل الحصول على ورقة باغية ، توجهت الى زوجته مديرة المدرسة الصارمة ، وأخبرتها ان يوم بعد غد هو آخر يوم يقبل فيه التقديم لجامعة بغداد ، وسأخسر مقعدي لعدم امتلاكي شهادة الجنسية العراقية ، فقالت : إمسح دموعك غدا تحصل عليها - وشحده ميسويهه  -  صباح اليوم الثاني أركبني الرجل بسيارة الشرطة العتيقة - طبعا سائق دون حماية - .
 
 في مديرية الشرطة أين يصدرون شهادة الجنسية ، وبكل إحترام دخلت معه ،  والتحيات ( تتراكع ) يمنه ويسرة ، بينما بلا وساطة كانت الصوندات والمسبات تتراكع يمنه ويسرة وشمالا وجنوبا .
 
فوجئت بالسلام بينه وبين المدير الذي وفدنا عليه ، مجموعة ( فشار)  وكلام من ( اللي يعجب ) ، و جاء الشاي ، قدم له أوراقي فتأملها المدير، وقال :    (هذوله عجم بيت المعمار شلون أطلعله شهادة جنسية ) ،  فرد عليه (بفشورة من اللي تعجب ) ، وخلال خمس دقائق كانت الشهادة بيدي .
 
الدار الأخرى المقابلة لداري هي دار الدكتور (  هاشم دوغره مجي )  والدكتور الدوغرمجي شخصية كوردية معروفة ، وإنسان غاية في التهذيب والأدب والرقة ، ومما لا أ نساه :
 
 يوما  وفد هم زائر ، همـّوا لاستقباله ، حدث هذا صدفة عند خروجي من داري وإصطدام عجلة دراجتي الهوائية بالباب الحديدي ، وإذا بشخصين يرافقانه يلتفتان إلي كالبرق ، وهو أيضا ، فقالت زوجة الدكتور هاشم للزائر المهيب الشكل : هذا سردار، فأراد مخاطبتي باللغة الكوردية ، فقالت : هو لايعرفها  ، فأبدى استغرابه : أسردار ولا يتكلم الكوردية ؟ كان هذا الزائر هو:  (الشيخ أحمد البارزاني ) ، ولا بد لي أن أذكر كيف كان العراق حديقة رحبة للأطياف كافة ،  ولا فرق بين هذا من أية مدينة وذاك من أية مدينة والذي يميز المرء علمه وعمله .
 
الدليل على ذاك هو:  ان إبنة الدكتور هاشم دوغرمجي ، وهي الدكتورة ( نسرين هاشم دوغرمجي ) قد تزوجت من الدكتور ( فاروق التكريتي ) الأستاذ في كلية الطب بجامعة بغداد .
 
ومن جميل ما أذكر مشهدا غريبا للدكتور فاروق رحمه الله وإبنه عمر:
 
يوم كان عمر طفلا وهو جالس بجنب الساقية في حديقة دارهم تلفت يمنة ويسرة  ، هو خائف ، و مقدم على عمل ما ، لم يكن يعلم أنه مراقب من أبيه .
 
ماالفعلة التي يرومهاعمر؟  يريد إلتهام قطعة طين من الساقية ، ففوجئت بالدكتور فاروق يقول له:  كلـْها ، كلـْها .
 
قلت :  يادكتور ، أنتم معشر الأطباء تدعون الناس للنظافة ، فكيف تدعوه لإلتهام الطين .
 
جارنا الملاصق لبيتنا وهو حقا كما يسمى - جار العمر - هو دار ( عبد القادر السبتي ) وزوجه إبنه العالم الديني المعروف ( القيسي ) ولن أتكلم عن هذه العائلة التي كانت لنا أقرب من القريبة ،فذاك يحتاج إلى وقفة قد تطول .
 
لأ نتقل بضعة أمتار في الجهة نفسها ، لأصل بكم إلى بيت شخصية مهمة هو: الدكتور ( هاشم جواد ) وزير خارجية العراق ، والديبلوماسي المعروف في هيئة الأمم المتحدة والذي إغتيل في بيروت .
 
كان هاشم جواد يملك سيارة شخصية من نوع - شوفر ليت - وليست بحوزته سيارة حكومية وهو وزير خارجية وسياسي معروف على صعيد العالم - المضحك انني عندما كنت مديرا عاما كانت بحوزتي أربع سيارات هههههههههه - كذلك لاتوجد حماية في بابه سوى شرطي واحد تماما مثل جاري الذي نوهت سابقا السيد ( ناجي طالب)  - ولتضحكوا مرة أخرى كانت حمايتي عندما كنت مديرا عاما بأي عدد أرغب ،  وفي حادثة إغتيالي توفى منهم إثنان وقتل الثالث فيما بعد - .
 
حماية الدكتور هاشم ،الشرطي البسيط ،  ساذج من الدرجة الأولى ، فقد رأيت  خيطا يتدلى من صدغه ، خيط لولبي قذر ، معقود ،  فقلت له :
 
ما هذا ؟  قال : طب عرب .
 
سألته : إن عرض نفسه على  طبيب .
 
قال : ذهبت ولكنه لم يستطع علاجي .
 
أقول له الوجع في راسي ، وهو يريد زرقي بإبرة في ( عزّي ، شجاب الراس عل الجعب ) .
 
لأستمر إلى أمام إلى دار صديقي ( صلاح ) وحينما تعرفت على صلاح تعرفت إلى عمه ، الأستاذ ( سعدي عبد الكريم ) .
 
من الأستاذ ( سعدي ) تعرفت على أشياء مهمة في حياتي :
 
منها : تعرفت على  شاعر له مستقبل باهر إ سمه : ( مظفر النواب ) ، ولأول مرة إطلعت على قصيدة ( الريل وحمد ) وحينها لم يكن يعرفها إلا النخبة والمولعين بالفكر الماركسي .
 
ومنه عرفت الأكثر عن الأستاذ ( يوسف العاني ) الشخصية الفنية الراقية ، في حين لم أكن أعرف سوى ( سعيد أفندي ) .
 
قبل أن أنتهي من الجانب الأيسر من شارعنا أشير إلى شخصية معروفة أخرى  ( العقيد محمد سعيد السكران ) مدير شركة ( كوكا كولا )  والذي تعرض إلى الإعتقال والمساءلة على أساس انه من الفئات الماسونية .
 
كذلك في نهاية الشارع دار الدكتور ( وليد شوكت الخيالي ) الطبيب المعروف  . ودار العسكري المعروف ( إسماعيل عنيفة ) ولقب عنيفة كما يقال جاءه لأنه أول من أسس في العراق قوات المغاويرأو الصاعقة ، والتي كان أسمها أولا ( الدورات العنيفة ) .
 
لأعود إلى يمين الشارع إلى بيت جارنا السيد ( جمال بابان ) ومن أولاده من أترابي هو : شوان جمال بابان . ويجاوره دار زوج أخته السيد ( نافذ جلال ) الشخصية الكوردية المعروفة والمقربة إلى القائد الكوردي التاريخي ( الملا مصطفى البرزاني ) ، وقد أستوزر السيد نافذ جلال بعد إتفاقية آذار ، وأغتيل في حادث غامض ، ومما أذكره ولده الصغير حينئذ ( نوزاد ) الصبي الوسيم ، ولا أعرف عنهم الآن أي معلومات ، بالرغم من علاقتي الوطيدة مع ( شوان )
 
.
 
هناك شخصية مهمة في تاريخ العراق السياسي ، أخشى عدم قبول ذكر الإسم ، لكني أقول : أنه كان يوما وزيرا ، وهو أستاذ جامعي أظن ان تخصصه
 
( الإيكولوجي ) ، ولكنني أذكره ، والله يشهد ، لأن هذه العائلة كانت تتمتع بصون حقوق الجار ، وتتبع قول الرسول الكريم : جارك ثم جارك ثم أخاك .
 
لم أتطرق إلى بقية جيراني الأحبة جميعا ، ولهم منزلة ومكان في القلب والروح ، لكني أود أن أشير إلى ان هذا الشارع كان يضم أطيافا من البصرة والناصرية والعمارة وراوة والحلة وتكريت وأربيل والسليمانية والدور وبغداد ، وعشت فيه لأكثر من ثلاثين عاما ولم أسمع أن جارا إعتدى على جاره أو أساء إليه أبدا .هكذا كان حال العراقيين .
 
* الأسماء الواردة كلها أسماء حقيقية ، والحوادث حقيقية ، وإذا كان هناك ثمة خطأ بسبب النسيان وغير متعمد ، أرجو تصحيحه إن وجد
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سردار محمد سعيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/10/20



كتابة تعليق لموضوع : حكاية شارع برجوازي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net