صفحة الكاتب : د . ماجد اسد

هل نترك المستقبل مساحة للتناحر والخسارات المضافة ؟
د . ماجد اسد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لو اعدنا السؤال القديم : ايهما اكثر اهمية صانع الشيئ ام الشيئ نفسه وقلنا : ايهما الغاية - وايهما الوسيلة : الانسان - ام مايدل عليه ...؟ 

تتذكرون ان الدكتور علي الوردي لم يدافع عن (السفسطة ) بصفتها كلاما ينقصه المعنى او مضيعة للوقت بل دافع عنها بصفتها هوية تدل على صانعها.

فالانسان بمعزل عن لغته و طريقته في الكلام - الكتابة وما يتضمنه من دلالات ورموز واشارات لا يعني اكثر من كيان ككل الكيانات المعزولة وغير النافعة وغير الجميلة ومفهوم ( النافع ) هنا ليس القابل للتداول / والاستهلاك بل النافع الذي تتمثل فيه دلالات الحياة ومعناها بالدرجة الاولى ، فالحرية لا تعرف الا عندما تأخذ مجالاها في التطبيق بين الكائنات حرة من ناحية ، وبين كائنات تعمل على حمايتها من الانتهاك من ناحية ثانية .

ولنتقدم خطوة ولنتأمل التصريحات والوعود والمواجهات الساخنة .... التي مازالت تشغل الرأي العام و نتوقف عند : النافع / الصادق منها .... اي الذي يسمح لنا بأجراء مقارنة بين الكلام - و بين التطبيقات ... فما الذي نستدل عليه بعد دراسة ظاهرة حافظة على تكرارها منذ قرون ، ومنذ عقود ... و قد آن لنا ان نتوقف عندها ، و نسأل : ما الذي يجعلها عنيدة بهذا الشكل مع الحفاظ على اتساع الفجوات بين ( التصريحات ) و تطبيقاتها العملية ... علما ان عوامل الخروج من الازمات متوفرة على نحو لا يقبل الجدل : وفرة الموارد بمختلف اشكالها وتنوع الطاقات والمهارات ايضا ...! 

فلماذا ومنذ قرون والمصادر التاريخية زاخرة بالشواهد و الاسماء وبالتضحيات و الخسائر لا تترك اي حقبة للاخرى الا ما تعمل على اغفاله او هدمه و عدم التوقف عن دراسة الاسباب - و نتائجها او عدم دراسة المقدمات بنهاياتها ....؟ 

فهل الانسان اقل اهمية بما يصنعه ، بعد ان ورثنا عبر الزمن ما لا يحصى من الاحزان و الجراحات بينما نجد الكثير من دول العالم القريبة او البعيدة قد غادرت دوامة تبادل اسباب عدم التقدم ، و شرعت بصياغة برامج تحولت فيها مكوناتها الى عناصر ايجابية ، في معالجة الازمات و مغادرتها بعد ان منحت الانسان بعدا لن يذل فيه او ينتهك او يصبح فائضا ... ولا ضرورة الى تكرار : تبادل الاتهامات و التلويح بما هو ، اكثر من ذلك بترك المستقبل مساحة للتناحر والخسارات المضافة ..!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ماجد اسد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/13



كتابة تعليق لموضوع : هل نترك المستقبل مساحة للتناحر والخسارات المضافة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net