صفحة الكاتب : د . يوسف السعيدي

هل نتعظ...هل نعتبر...؟
د . يوسف السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الصهيونيه العالميه التي تحكم وتسير سياسة اكبر الدول على ظهر هذا الكوكب ..كانت قد بدأت مؤتمرها التأسيسي الاول يثلاثة عشر شخصا خططوا لقيادة العالم...ونجحوا في مهمتهم ..لذلك علينا ان ندرك خطورة التخطيط واهميته ووجوب اعتماده في مهمتنا الصعبه لاعادة بناء الانسان والوطن. ومن اجل ان ننطلق في هذه المسيره الشاقه لابد ان نواجه انفسنا اولا" ونحرر من كل مخلفات النظام البائد ..فصدام وكم نقول دائما ليس شخصا" بل هو ظاهره ثقافيه متخلفه ذات طابع استبدادي طائفي عنصري ..حارب الكورد قوميا وحارب الشيعه طائفيا وكان ديمقراطيا في ظلمه ودمويته فبنى اشتراكية الرعب...وشيد جمهورية الخوف والمقابر الجماعيه...ان مدرسة الثقافه الملتزمه قد اغلقت زمن الطاغيه المقبور العفلقي..فلا وجود لثقافه تعني ببناء الانسان ..على خلاف ما نراه في الدول المتقدمه التي تحرص على مصالح شعوبها ..فكل الحكومات التي تريد الخير لأبنائها تبدأ ببناء الانسان وهو ما يسمى بالتنميه الاجتماعيه فهي الاساس لكل اشكال التنميه الاخرى ..اما صدام الدموي فقد اهتم بثقافة هدم الانسان وتخريبه من الداخل ..وهذا هو شأن كل الانظمه الاستبداديه على مر التاريخ ..لأنه لا بقاء لعروشها الا مع التخلف والجهل والغفله والسذاجه ..فهذا هو المناخ الملائم لعملية التضليل وغسل الادمغه التي تمارسها بحق رعيتها...يحزنني ان ثقافة العفالقه البعثيين اصبح بعضها جزا" من تركيبة الشخصيه العراقيه في بعض جوانبها فحتى بعد سقوط الطاغيه والتحرر من ذلك الكابوس هب بسطاء الناس وحتى الذين ندعوهم بالوطنيين من ابناء هذا البلد ..هبوا واستباحوا كل شيء ..استباحوا البلاد والعباد ولم يردعهم لا وازع ديني ولا دافع وطني..فقد مات كل شيء في نفوسهم وفي ضمائرهم...وكأن العراق ليس وطنهم او كما يقول ابو تمام (لا انت انت ولا الديار ديار) ان الغرب ايها الاعزاء ...ما تفوق على الشرق لا باصالة مبادئه ولا بنقاء ايديولوجيته ...وانما تفوق بدقة التنظيم ..فلكل شيء نظام ولكل جانب قانون ..حتى الحيوانات لها تشريعات وقوانين خاصه بها تنظم حقوقها ..وعندما تقرأ في الادبيات الحزبيه ان كل وعي غير الوعي الحزبي ..وعي زائف ...فذلك معناه ان التغيير الاجتماعي لا يتحقق بالجهد الفردي ...بل لا بد من العمل الجماعي المنظم لذلك كان دور الحزب في الامه دورا طليعيا يحدد لها نقطة الانطلاق ويحدد الاهداف ومراحل التطبيق ان مدرسة الثقافه الملتزمه كانت قد اغلقت ابان حكم العفالقه المجرمين في العراق ..كذلك مدرسة الثقافه الواعيه...فكان الوعي السياسي سطحيا... بل لم تكن للعراقي العادي هموم اكثر من هموم (العلاكه) والقوت اليومي ... لذلك فأن انحسار الوعي الحزبي والوعي الانتخابي كانا ابرز مظهرين من مظاهر السطحيه في الوعي السياسي عموما. لقد كان الشارع العراقي ينفر من الحزبية والعمل الحزبي او الانتماء الحزبي ..وكل ما يمت الى ذلك بصله في حين ان العمل الحزبي يمثل البنيه التحتيه لاي عمليه سياسيه.....ان عسكرة الاجهزه الحزبيه في زمن الطاغيه ..وتحولها الى اجهزه قمعيه تمارس كل مظاهر القهر السياسي والاجتماعي ...تتسلق الجدران...وتعتقل من تشاء ... وتختطف الرجل وهو نائم مع زوجته واطفاله ...وتحكم بالاعدام على من تريد ...هي من ابرز سمات الحكم العفلقي الذي ينتمي اليه بعض من يتبوأ اليوم مراكز حساسه في بعض الاجهزه الحكوميه...على مستوى الوعي الانتخابي فالشارع العراقي كان لا يتفاعل ايام الطاغيه مع مهازله الكثيره.... ولكن في عهدنا الحاضر ...هناك من يرفض حتى مبدأ الانتخابات ...رغم انها تقرر مصيره الى ما شاء الله من السنين ...وحيث وجدنا في تجربتنا الحديثه ان الولاء العشائري والعلاقات الشخصيه والمصلحيه كانت الدافع لشرائح غير قليله من الناس للمجيء لصناديق الاقتراع وليس الوعي الانتخابي..ولعل الطريقه التي كانت تجري بها مهزلة الانتخابات في زمن العفالقه هي من الاسباب التي جعلت الناس لا تتحمس لمبدأ الانتخابات ولا تتفاعل معه... ما الذي خلفه (النظام) العفلقي المقبور الذي ينتمي اليه الدليمي عدنان العثماني والدايني وامثالهما الذين هم اليوم خارج او داخل العمليه السياسيه على ارض العرق وشعبه؟؟؟ ان هؤلاء ينتمون الى نفس الحزب الفاشي الذي خلف نفوساً مختنقه وسط انفاس الحزن والأسى واللوعه ..خلف وراءه ايادٍ موثقه وشفاه مطبقه وعيون مغلقه... انهم من نفس الحزب الذي خلف وراءه بحار من الحقد وجبال من الهموم والاحزان ..بل واعطى لجلاوزته تصريحاً بدفن العراقي قبل بداية عمره ..لقد توفي العراقي (ايام حكم هذه الشراذم المتبقيه من بقايا حثالات العفالقه).. قبل ميلاده..بل لقد زار العراقيون قبورهم قبل موتهم ..ان بقايا البعثيين العفالقه من حثالات البعث العفلقي الذين اسقطتهم امهاتهم سهوا باوكار البغاء وكبروا ولم يعرفوا كلمة اسمها حياء او خجل..القرود العفلقيه ومن لف لفهم من ذوي شظايا الوجوه المكفهره ..على ارصفة حملة شعارات الفتن والتهجير الطائفي التكفيري .. انبعثت روائحهم الكريهه التي ازكمت الانوف ..ووجوه شيطانية حاقده ... وقطيع من الافواه المحشوة بالقذاره .ولغة التهديد والوعيد خارج دائرة الاحساس البشري ...وحناجر مثقوبه يتساقط منها قيح الحقد الطائفي الدفين وروائح الرذيله والعفن الفكري التي انبعثت من اقبية التاريخ لا تخفيها كل عطور فرنسا ووجوه بعثيه كالحه لا تزوقها كل مساحيق التجميل العالميه..بالنسبة للتفكير المادي لحثالات البعث العفلقي... ف(القاعد الضروره) لم يترك وراءه الا الحسابات الشخصيه والمصالح الفرديه والبحث عن المغانم والمناصب والمكاسب ..وكل مظاهر التمحور حول ال (انا ) بغض النظر عن تأثير الاخرين ..وهذه الحسابات الخاصه قتلت الروح الاسلاميه كما قتلت الروح الوطنيه ..فلا الدين يهزهم ويبعث فيهم الحركه ولا الوطن يحركهم وتأخذهم الغيرة عليه عندما يروه مسلوبا محتلا...ان هذا التفكير المادي افقدهم الشعور بالمسؤوليه وخلق الحياديه السلبيه لدى الموطن العراق البسيط..ما يعتصر قلبي ويحز في نفسي ونفس كل عراقي شريف هو انه ما تآكلت هذه الامه وما تهاوى كبرياؤها الا بسبب هذه الروح اللامباليه والعقليه الانهزاميه وشيوع ثقافة التميع واللامسؤوليه التي خلفها انظام المقبور الذي ينتمي اليه  بعض الذين يتربعون على كراسي البرلمان وبعض الاجهزه الامنيه مثلا.. وبقية النجاسه البعثيه ... التي خربت فكرة بناء الانسان لكي يعاد بناء الاوطان ....من انفسنا نبدأ ومنها ننطلق..واول معاركنا هي مع طموحاتنا وهمومنا الشخصيه وتمنياتنا الخاصه.. كان لكل شيء ثمن في زمن ابن العوجه المقبور ..الا الانسان كان بلا ثمن ... وعلينا ان نعيد صياغة هذه المعادله ليكون الانسان هو المحور ويكون التفكير اولا بمظاهر التنميه الاجتماعيه لانها اساس كل شيء ..ان الثقافه تعني كلمة المسؤوليه ومسؤولية الكلمه ويجب ان نستشعر حقيقة الانتماء وان تجري في عروقنا دماء الغيره والنخوه على مستقبل هذا الوطن ..ينبغي لنا الابتعاد عن الترف الثقافي وان نعمق الوعي في عقولنا وقلوبنا ..ونتحرر من اغلال التفكير المادي والعلاقات المصلحيه ومفاهيم ثقافة العفالقه الاراذل... ليكن لهذا الوطن حق في رقابنا وموقع في قلوبنا ..ولنتحاور بلغة المواطنه ونرفع شعار التعايش والمشاركه على الاسس السليمه .. ولا نبحث عن انفسنا فقط ..حتى لا نتحول الى مرتزقه او عملاء .. ولنستعد لذلك الموقف العظيم حيث النداء الالهي ( وقفوهم انهم مسؤولون) .من ضمن الثقافات التي ورثناها من نظام العفالقه البغيض الفاشي هي ثقافة الكراهيه...والعنف...وثقافة الاستبداد...والثقافه العشائريه ..فطيلة حكم البعث المجرم الدموي لم نسمع الا صوت الرئيس القائد...الحزب الواحد.القائد الضروره ..الاسماء الموحده ....القناة الواحده .. ولغة الحوار الواحده (من لم يكن معي فهو ضدي) ..وكل ممارسات القهر والخوف والاكراه والابتزاز والاضطهاد ..كل ذلك ترك بصمات واضحه على الشخصيه العراقيه ... الحاليه...فهل نتعظ؟؟ هل نعتبر؟.......
الدكتور
يوسف السعيدي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . يوسف السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/09



كتابة تعليق لموضوع : هل نتعظ...هل نعتبر...؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net