قراءة انطباعية في كتاب (المثال الإلهي.. علي بن أبي طالب عليه السلام)  للدكتور أحمد جاسم آل مسلم الخيال

يتوجه الخطاب الحداثوي الى المدون التاريخي من أجل قراءة التاريخ قراءة تحليلية تأملية، تخضع لإمكانية الباحث وأسلوبية قراءته، وحاول الكاتب الدكتور الخيال في كتابة عن المثال الالهي أن يعبر عن وجهة نظره بأسلوب حداثوي، وعن رؤى عالية القيمة بواسطة اعتماده على عدد من المرتكزات الاسلوبية ومنها: الاعتماد على حيثيات المدون التاريخي مع التأكيد على أبجديات الامتداد الغيبي والمعارف الالهية التي ارادها الله (عز وجل) لأنبيائه هداية منه ورشادا.. فالمراجعة التأملية في هذا البحث هي جزء من مشروع ثقافي فكري انساني يكشف عن أهمية فهم محتوى الصراع الأزلي بين المثال الالهي والمتجبرين والمتكبرين في أفق ينفتح على خط توحيد خصوبة الموروث كخط من آدم (عليه السلام) الى المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الريف)، وهذا الافق هو الذي سيتكفل ببناء مجتمع متجانس بحكمة تعاليم السماء.
 ولا شك أن هذا التفاعل والتواصل التنويري سيضر بمصالح الطواغيت، لذلك كانت المواجهة شرسة.. أراد الانسان ان يكون له رأي وحكم مقابل ارادة الله (عز وجل) فوضع البدائل الفكرية بما يتناسب هواه، وابتدع كتابات الصراع المستمر بين قوى الخير وقوى الشر الدكتور احمد الخيال من المثقفين الذين بحثوا بعقل الواقع الفكري وروحية البحث الجاد عن الحقيقة مع وجود الايمان اليقيني بشرعية المثال الالهي الذي لم يتحقق حسب رأيه إلا في حقبة ما بعد الطوفان.
 ويرى أن المثال الإلهي لم يتحقق بعد صراع النبي موسى (عليه السلام) مع فرعون، والسبب يعود لوجود صراع آخر استجد بين النبي موسى (عليه السلام) وقومه، ويعني عدم ارتقاء النفوس الى مستوى الاحتفاظ بالمثال الالهي، وعدم امكانية الامتثال له، وهذا ما حصل عند مخالفة الأمة لوصية الرسول (ص)، وإنزال الأمر عند غير أهله، وإبعاد المثال الالهي عن مرتكز القرار القيادي، وبقاء الأمر مقتصراً على المشورة التطوعية.
تجذر أذناب الكفر في المساحة الاسلامية مكنها من اثارة الزوابع مع الناكثين تارة، وتارة مع القاسطين، وأخرى مع الخوارج، لنصل الى نتيجة غدر الامويين بعلي (عليه السلام) تحت زعامة معاوية أصاب روح الاسلام، وشكل الصراع بين الائمة (عليهم السلام) والحكومات.. كل امام مسموم له نظيره من القتلة.
 ويمنحنا المؤلف مجموعة من الاراء الفاعلة نتيجة قراءته المتأنية، فهو يرى أن فشل التجارب البشرية جعل الانسان يتطلع الى السماء، والخلل الحقيقي الذي يمنع اقامة المثل الالهي هو عدم جاهزية الانسان لتقبل المثل والذين استولوا على مقاليد الامور لم يفقهوا رسالة الاسلام وغايتها، ولم يعنيهم امر الانسان وكماله، ومال في المرتكز الاسلوبي الثالث الى ذكر بعض الاستشهادات المعاصرة، وفي المسعى الرابع استشهاده بالمدون التاريخي ليعطي الصورة الاسمى عن المثال الالهي علي بن ابي طالب (عليه السلام) وفي جميع المحاور الحياتية والعبادية.. نرى ان كتاب المثال الالهي للدكتور الخيال قد اعطى ثماره الناضجة.. فكان القريب الى القلب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/19



كتابة تعليق لموضوع : قراءة انطباعية في كتاب (المثال الإلهي.. علي بن أبي طالب عليه السلام)  للدكتور أحمد جاسم آل مسلم الخيال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net