صفحة الكاتب : جعفر زنكنة

بلاد ما بين الحشدين
جعفر زنكنة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد الهجمة الوهابية الارهابية لتنظيمات داعش التكفيرية في سوريا والعراق وتوسعها بالكثير من المناطق بدعم وتخطيط واضح من قبل دول اقليمية وعربية وفي الوقت الذي كانت تُحاك تلك المؤامرة لتسليم الموصل، ابدت المرجعية الدينية قلقها من تلك التطورات، وبعد دخول داعش للمدينة واجتياحها للكثير من المناطق اصدر السيد السيستاني (دام ظله الوارف) تلك الفتوى المباركة بالجهاد الكفائي التي قوبلت بتأييد وتسديد من كافة الاوساط الدينية والمرجعية والشعبية فوصفها الإمام القائد الخامنئي (دام ظله الوارف) بأنها (إلهام آلهي)، فهب الشباب العقائدي لتلبية ذلك النداء في الدفاع عن الاسلام والمقدسات وبدئت تلك الحشود الالتحاق بمراكز التطوع حتى مُلئت بهم في استجابة قل نظريها في تاريخ العراق المُعاصر، لتقلب تلك الفتوى معادلة الصراع مع الارهاب، ولتسحب زمام المبادرة منهم، ولتعيد التوازن إلى نصابه تمهيداً لاستعادة زمام المبادرة، وهو ما حصل فعلاً فكان الحشد الشعبي الذي بدأ بمقاتلة تلك الجماعات التكفيرية، والمفارقة التاريخية ان منذ تأسيسه والى يومنا هذا لم يخسر أي معركة خاضها بل انه دخل الى مناطق كانت عصية على جيوش الاحتلال كجرف الصخر التي اصبحت جرفاً للنصر بعد ان حقق الحشد نصره فيها وتكريت، والفلوجة التي راهنوا عليها الدواعش كثيراً.
ولأن المعركة ليست عسكرية فقط فداعش كانت تعتمد على الحرب النفسية والتهويل الاعلامي كآليات رديفة لنشاطها الرئيس، مما اظهر ذلك النشاط مضاعفاً ومضخماً على نحوٌ يهدف الى ادخال أكبر قدر ممكن من الرعب في نفوس أكبر قدر من المواطنين، فكانت تعمل على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الجانب وخاصة في (تويتر وفيس بوك) فقامت باستقطاب وتجنيد الألاف من الشباب من مختلف دول العالم.
اضافة الى ارتعاب دول الاستكبار كأمريكا واسرائيل وبعض الدول العربية كالسعودية وقطر وغيرها لانهم ادركوا خطر هذا الحشد على مخططاتهم ومشاريعهم ليس فقط في العراق بل حتى خارج حدود العراق، فبدئت تلك الدول بتلفيق المزاعم بانتهاكات يرتكبها الحشد في المناطق التي يحررها، فقد اصبح الحشد الشعبي يواجه الحرب الاعلامية من قبل داعش وحرب التسقيط من قبل اعلام دول الاستكبار وبعض الدول العربية.
وبذلك لُزم تشكيل حشداً يكون داعماً للحشد الشعبي وسانداً له في حربه الناعمة فتصدى الشباب المثقف والواعي لتلك الهجمات المسعورة وبان ذلك جلياً في معارك تحرير الفلوجة اذ دخلت تلك الجيوش من الشباب العراقي المثقف والاكاديمي للجبهة الناعمة واخذوا زمام المبادرة بعد ان كان داعش واعوانه يسيطرون على مواقع التواصل الاجتماعي بجيوشهم الالكترونية، فكانت هناك عمليات نوعية يتم تنسيقها بين الشباب العراقي لتحطيم الجانب المعنوي للعدو، وتمت السيطرة على جبهات التواصل الاجتماعي (فيس بوك ، تويتر، تلغرام)، واصبح من الصعوبة بث الشائعات التي كانت تُبث بين الفترة والاخرى والتي كان الهدف منها زعزعة الثقة لدى المواطنين وزرع الرعب في نفوسهم، بل انعكس ذلك الإمر وخير مثال ما نجده اليوم من سيطرة شبابنا على مواقع التواصل الاجتماعي وادارتهم لهذه الحرب الناعمة عبر حملاتهم و #هاشتاگاتهم الساندة للحشد والقوات الامنية خاصة في معركة اليوم لتحرير ارض ام الربيعين اذ نجد اغلب شباب العراق ممن امتلك البصيرة وعرف الحق من الباطل قد تحول الى مراسلٌ ينقل عواجل الانتصارات والتحرير بعيداً عن كل ما يمكنه ان يزرع الفرقة بين صفوفهم لانهم ادركوا ان هذا الحشدُ هو من خير ممثل للعراقيين بمختلف قومياتهم وطوائفهم وادركوا ان تلك النقمة (داعش) اصبحت نعمة بفضل المرجعية الحكيمة والقيادة الشجاعة وشبابٌ مُثقف اثبت انه كفيل بتحقيق المستقبل الزاهر و ان اذ كانوا الاعداء هم من بدئوا الحرب فنحن من سيُنهيا بحشدنا الباسل في الجبهات العسكرية والمُساند في الجبهات الناعمة والاعلامية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر زنكنة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/22



كتابة تعليق لموضوع : بلاد ما بين الحشدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net