صفحة الكاتب : عبيدة النعيمي

تجارة محرمة   
عبيدة النعيمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 في موروثنا الشعبي ، أمثلة تحض على الكسب، لكنها استخدمت في غير محلها، لتصبح رديفة للنصب والإحتيال، من ذلك، "التجارة شطارة"، و"الرجال اللي يعبي بالسكلة رقي"، مصري، سوري، ياباني، لايهم.  

لاشك أن أي عمل يحتاج الى "شطارة"، بشرط أن يكون مصدره حلالاً، غير أن إغراءات المادة، تفقد خاصية التحري لدى بعضهم، فيرى أن كل شيء مباحاً للتكسب، مادام القانون لا يحاسبه عليه.

التجارة عمل مباح، لايختلف عليه إثنان، ومن حق أي شخص أن يتخذها مهنة له، سواء تاجر جملة، أو تجزئة، صاحب وكالة تجارية، أم بسطية، لكن من غير الممكن أن يكون من بين المعروض للبيع والشراء، مخدرات، أو أسلحة خفيفة أو ثقيلة أو متوسطة، أو أدوية تباع في محل تجاري، أو على الرصيف، ناهيك عن أدوية ممنوعة التداول في الأسواق، مثل الأدوية   المسربة من المستشفيات والعيادات الشعبية، أو تجارة رقيق أسمر أو أبيض، أو غسيل أموال.

ونستل من واقعنا مبيعات أخرى، منتهية الصلاحية، أو غير صالحة للإستهلاك البشري، أو فاسدة، أو ملوثة بمواد إشعاعية، لكنها غزت أسواقنا المحلية، تحت عنوان " التجارة شطارة"، بعد أن أجيزت بختم الدولة، وأجهزتها للفحص والتقييس، على قاعدة " آني هص وانت هص ونقسم بالنص".

أشكال أخرى من التجارة، القانون يجيزها، أولايحاسب عليها، لكنها لاتقل ضرراً على المجتمع، إذا أسيء إستخدامها، مثلاً " التعليم التجاري"، بشقيه الدروس الخصوصية، والمدارس الأهلية، فهو مباح، لكن تحول الى وسيلة ربحية تستهدف العقل البشري للأجيال من جهة، وتؤثر سلباً في بنائهم العلمي والتربوي من جهة أخرى، لذا نرى في بعض الدول المتقدمة كـ " فنلندا" تمنع تحويل المدارس إلى مؤسسات ربحية، لأنها تدرك خطورة المتاجرة بعقول الأجيال، فيما تفتح مثل هذه التجارة أبوابها على مصاريعها في بلادنا، من دون رقيب أو حسيب.

الطب، لم يعد الآخر رسالة إنسانية، لتخفيف الألم عن المرضى، إنما أخذ يتعامل مع المريض كـ "سلعة تجارية"، سواء في العيادة الخاصة، أو المستشفى الأهلي، ولاسيما بعد أن دبّ الفساد، والإهمال، والتقصير، في المستشفى الحكومي، وبات المريض فيه أشبه بعالة عليه، وبالتالي فرض الخاص خياره، لممارسة الطب من منظور تجاري، ومن لايملك ثمن التداوي والعلاج،  عليه أن يقف في طوابير الإنتظار لدخول ردهة المستشفى الحكومي، أو ثلاجة الموتى.          


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبيدة النعيمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/22



كتابة تعليق لموضوع : تجارة محرمة   
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net