صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

مثلث برمودا السوري – العراقي - الأردني ...لن يكون نزهة ممتعة للمصري!؟
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في نهاية الربع الاخير من العام الماضي "2016" جاء النفي المصري سريعاً ، ردًا على تقرير نشرته  صحيفة عربية ،ذكرت فيه أن وحدة مصرية تضم ١٨ طيارا ينتمون إلى تشكيل مروحيات وأربعة ضباط مصريين برتبة لواء التحقوا بمقر هيئة الأركان السورية ، وحينها أكدت ونفت مصادر رئاسية وعسكرية مصرية ما تردد عن إرسال قوات مصرية إلى سوريا للمشاركة في الحرب الدائرة هناك إلى جانب الجيش العربي السوري،  وأكدت المصادر عدم وجود أي قوات مصرية استطلاعية أو قتالية لتنفيذ عمليات عسكرية بسوريا، حسبما نقلت تقارير صحفية نشرتها صحف محلية مصرية،  وأوضحت أن مصر موقفها ثابت تجاه الحرب على سوريا التي تؤكد أن الحل الوحيد لها هو الحل الدبلوماسي، وأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء تلك الأزمة.  
 
اليوم ، وتزامناً مع زيارة وقمم ترامب في الرياض، عاد الحديث عن احتمال جر المصريين إلى مصيدة التدخل العسكري البري المصري في سورية ولكن بمقلب اخر، بعد الحديث عن تفاهمات تمت بين الأمريكان والسعوديين ساهمت إلى حد ما بإزالة بعض التوتر بالعلاقات بين المصريين والسعوديين ، فاليوم هناك  حديث جدي يدور خلف الكواليس عن احتمالات قوية لانتشار وحدات عسكرية مصرية  على المثلث الحدودي السوري – العراقي – الأردني .
 
 
في هذه المرحلة ،وتزامناً مع هذا الحديث ، انطلقت من جديد فصول حرب استنزاف جديدة ضدّ مصر هدفها الرئيسي الجيش المصري ، فما يجري اليوم في سيناء وبعض المدن المصرية من استهداف ممنهج للجيش والقوى الأمنية المصرية ، يؤكد أنّ المرحلة المقبلة على الداخل المصري المضطرب أمنياً ستشهد مزيداً من التعقيدات الأمنية ، وخصوصاً مع ظهور علامات ومؤشرات واضحة على نسج خيوط مؤامرة واضحة تسعى إلى جرّ واستنزاف الجيش المصري وإغراق مصر ، كلّ مصر ، في جحيم الفوضى ، لتكون النواة الأولى لاستزاف الجيش المصري.
 
 
وهنا لا بدّ أن نعترف جميعاً ، بأنّ أي خطوة مصرية نحو الذهاب لمستنقع  المثلث الحدودي  السوري – العراقي – الأردني ، وحتى وان كان هذا الذهاب بالتوافق مع الجميع ،فلن تكون العودة منه سهلة كما يعتقد البعض "وستكون إثمانه و كلفه عاليه جداً على المصريين ، فهذا المثلث "يستحق أن يطلق عليه اليوم "مثلث برمودا "نظراً لحجم المخاطر من الجميع التي تستهدف الجميع بهذا المثلث الحدودي " الذي يشهد اليوم معركة إقليمية – عالمية طاحنة ".
 
 
والسؤال هنا لماذا ستذهب مصر إلى هذا المستنقع ،إذا صحت الاحاديث حول نية قواتها الانتشار بهذا المثلث الحدودي ، مع علم المصريين  أن هناك  إستراتيجية واضحة المعالم وتنتهجها بعض القوى الدولية والإقليمية على الدولة المصرية ، ومن خلف الكواليس ، بدأت تفرض واقعاً وإيقاعاً جديدين لطريقة عملها ومخطط سيرها ، فما يجري الآن التخطيط له  ما هو إلا حرب استنزاف للجيش الوطني المصري.
 
 
فاليوم وليس بعيداً عن الحديث  عن نشر قوات مصرية في المثلث الحدودي السوري – العراقي – الأردني ، على المصريين أن لاينسوا أن هناك اليوم الآلاف من المسلحين المصريين يقاتلون الجيش المصري في سيناء وما حولها من بلدات ومدن مصرية ، ورغم استمرار حملة الجيش الأخيرة في وجه كلّ البؤر المسلحة في سيناء وما حولها وتوسّع عمليات الجيش إلى خارج الحدود المصرية” ليبيا “، يبدو واضحاً أنّ العمليات المسلحة لهذه المجموعات المسلحة بدأت تأخذ طابعاً تصاعدياً بنهجها وطريقة عملها المتطورة ، فهذه المعادلات الأمنية التي فرضت على مصر مؤخراً ، تؤكد بما لا يقبل الشكّ أنّ مصر مقبلة على حرب دموية طويلة مع هذه التنظيمات المسلحة قد تمتدّ إلى أعوام.
 
 
ونحن هنا ندرك حيداً ، أن هذه التحديات الأمنية التي تواجه مصر داخلياً وفي بعض دول محيطها العربي والأفريقي ،قد بدأت  تلقي بظلالها وتداعياتها مؤخراً على صانع ومتخذ القرار العسكري المصري ، وخصوصاً بعد الحديث عن زج الجيش المصري بتدخل بري محتمل في الحرب على سورية " تحت عناوين محاربة تنظيم داعش "، ومعظم هذه الأحاديث تصاغ على احتمال ومؤشرات توحي بقرب التدخل البري المصري في سورية"تحت عناوين محاربة داعش وتأمين الشريط الحدودي " ، ولكن في المقابل ، هناك مؤشرات كبرى تؤكد أنّ المزاج الشعبي المصري رافض لهذا التدخل وهو قادر على الضغط على صانع ومتخذ قرار التدخل إن حصل ، وفي السياق نفسه ، فإنّ التحديات الأمنية التي تواجه مصر اليوم تؤكد أنها غير مستعدة للدخول في مغامرة  جديدة في المنطقة تحت عباءة الكيان الصهيوني والسعودي والأمريكي وحتى لو كان ذلك بضوء اخضر أو احمر  روسي .
 
 
ختاماً ، يأمل ترامب ويضغط مضيفه في الرياض أن تتجه مصر نحو  لعب أدوار جديدة في المنطقة ،نيابة عن الأمريكان والسعوديين ،فاليوم هذا الغزل السعودي – الأمريكي نحو مصر وقيادتها السياسية ، يخفي خلفه ما يخفي من كوارث يستهدف دفع مصر لها وتحت عناوين عدة ،نحن هنا بدورنا لن نستعجل تطورات الاحداث ولن ننجر لاحاديث الإعلام ،وسننتظر تطورات الواقع وحقائقه على الارض في الاسابيع القليلة المقبلة ،وعندها حتماً نستطيع أن نبلور تحليل سليم لتطور الأحداث  في المنطقة بمجموعها.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن
  hesham.habeshan@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/25



كتابة تعليق لموضوع : مثلث برمودا السوري – العراقي - الأردني ...لن يكون نزهة ممتعة للمصري!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net