سبحان الحي الذي لايموت,سبحان من بيده ملكوت كل شئ...
عظم الله لكم الأجر..البقاء لله..لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..إنا لله وإنا إليه راجعون..
كلمات قيلت وتقال كلما مات إنسان أو قتل,ولاتكون كافية أبدا لتسلية صاحب المصاب (إبن ,أو زوجة ,أو أم ثكلى, أو بنت يتمت وهي صغيرة)..
كان اللقاء الأخير لي بالصديق هادي المهدي في عزاء زوج شقيقتي ,وكان الوقت رمضان ..في تلك الليلة رفعت يدي له بالتحية مودعا,كان يجلس والصديق نصير غدير الى كافتريا في حي الكرادة,وبعدها بقي التواصل عبر الفيس بوك,حتى الخميس الذي قتل فيه..
لم أعد اعبأ بالذين يزايدون, ولا بالذين يتهمون هذه الجهة أو تلك,فمنهم من يرمي التهمة بساحة الحكومة ,وغيرهم بساحة المعارضة,ومنهم من يرى الجريمة محاولة لخلط الأوراق في بلد لم تعد فيه من أوراق سوى تلك التي تلعب بها رياح المزايدات الرخيصة والمملة.
ليس مهما فالرجل قد تلقى الرصاصة في الرأس الممتلئ بدوامات القهر ,وعواصف الأفكار التي ( تودي وتجيب) وبلاحلول..هذا الرأس لم يجد الحل,لكنه وجد الرصاصة التي أراحته من (همها وغمها),,كارهون كثر سيهزأون بالكلمات التي أنسجها عنه, وربما سيضحكون..لكني أعرف عمن أكتب,أعرفه جيدا..وأنا لاأكتب عن شخص كرهه البعض, وأحبه غيرهم,بل عن قصة عراقية يومية ,وعن حراك اللحظة بين الإنسان ومعاناته,وخاصة أننا في العراق لا نمتلك الأهلية لنعد سوانا سيئين ويستحقون القتل فكلنا اسوأ من بعضنا,والشرفاء هم الذين يستحقهم القتل لأن صوتهم كان مدويا الى الدرجة التي تدفع بالقاتل ليكون قاتلا ( في دائرة الشيطان) ,وجزءا من مسيرة الطغاة والقتلة عبر التاريخ الإنساني الحافل بالسواد.
من قتل هادي؟أنا أعرفه جيدا ,أو أعرفهم جيدا,فهم بشر مثلنا لكن الفرق بيننا وبينهم إنهم يجيدون إستخدام المسدس, ويعرفون كيف تتحرك الرصاصة ,وبأي إتجاه ,وبأي رأس لابد ترتطم, وتخترق, وتغيب , وتدفع به الى آخر الأنات التي بعدها السكون الأبدي, ليرتاح القاتل ومن دفعه لبعض الوقت بإنتظار صوت آخر, ورأس آخر,,,
القتلة لايفهمون أن الرؤوس لاتنتهي...هم لايستطيعون التخلص من خالق الرؤوس مهما حاولوا, وهو سيدفع بالمزيد منها الى ساحة الحرب مثلما سيدفعون هم بالمزيد من المسدسات والرصاص .
هادي واحد من ملايين العراقيين الذين قتلوا لآلاف الأسباب ,وبملايين من الطرق..
للأسف ,القاتل مجهول الهوية كالعادة ,والقتيل يدفن كالعادة,والعزاء يقام على روحه كالعادة..!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat