صفحة الكاتب : قاسم شعيب

الخلفيات المرعبة للانسحاب الأمريكي من اتفاقية باريس للمناخ
قاسم شعيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نفّذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بانسحابه من اتفاقية باريس حول المناخ، أحد وعوده الانتخابية. وهو قرار له أسبابه الخفية وغير المعلنة والتي تريد التسبب في كوارث بيئية مدمرة تصيب الأرض ومن عليها.
قد يرى محللون في هذا القرار قصر نظر ونزعة انعزالية تضر بالمصالح الأمريكية من حيث تتصور أنها تخدمها. غير أن هذا القرار له خلفيات أخطر وأبعد مما هو ظاهر. وتلك الأبعاد هي مالا تتناوله وسائل الاعلام وتحاول أن تخفيه خدمة لأجندات باتت معلومة لدى العارفين.
والانسحاب الأمريكي من الاتفاق الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما في ديسمبر 2015 مع قادة وممثلي 194 دولة أخرى تم التوصل إليه للتحكم في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون ومواجهة أزمة الانحباس الحراري الذي سبق لترامب أن شكك في أسبابه الحقيقية أثناء حملته الانتخابية.
قال ترامب إن الاتفاقية "تعاقب الولايات المتحدة وتكلفها ملايين فرص العمل". وأبدى استعداده لمناقشة اتفاقية جديدة وهو ما رفضه الأوروبيون. ووصفت المستشارة الألمانية ميركل الخطوة بالمؤسفة وقالت "لا شيء يمكن أن يوقفنا"، بينما اعتبرها الرئيس الفرنسي خطوة خاطئة. وفي الداخل اعتبر معارضون أمريكيون أن الانسحاب من الاتفاقية يعني تخلي الولايات المتحدة عن قيادة العالم.
لكن تأثيرات هذا الانسحاب ليس بالطريقة التي يتم تصويرها حسب المنظمة الدولية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة التي قالت إنه في أسوأ الحالات قد تضيف الولايات المتحدة 0.3 درجة حرارية إلى المستوى العالمي بحلول نهاية القرن.
يضيف ترامب إلى سجله الرئاسي الذي بدأ منذ أشهر قرارا آخر مثيرا للجدل استغله المعارضون له في الداخل لتنظيم احتجاجات ضده في عدة ولايات كبرى أهمها نيويورك وواشنطن وكاليفورنيا.. فقد تشكلت منذ وصول الرجل المثير للجدل إلى البيت الابيض "حركة مقاومة" له يمولها المليادير الأمريكي سورج سوروس عراب الثورات الملونة. وليس لدينا شك أن المؤسسة، التي أوصلت ترامب إلى الحكم من خلال مندوبي الولايات الذين يشكلون جزءا منها، هي نفسها من يعارضه ولكن عبر واجهات مختلفة. والهدف الأساسي خلق حالة من عدم الاستقرار داخل الولايات المتحدة.. ثم الضغط على الرئيس لدفعه إلى اتخاذ القرارات المطلوبة منه في المرحلة المقبلة أو التخلص منه بشكل أو بآخر إذا لم يستجب. 
لا يرى ترامب ومن يقف خلفه جدوى لاتفاقية المناخ المكلفة لأنهم يعرفون خلفيات ما يجري والأسباب الحقيقية التي تسبب الاحتباس الحراري والتقلبات المناخية المفتعلة وغير المنتظرة. هم يعرفون أن مشروع هارب HAARP للتحكم في المناخ، وهو أحد أسلحة الجيل الخامس الأمريكية، هو الذي يسبب ارتفاع درجات الحرارة والكوارث المناخية في كثير من مناطق العالم مثل الزلازل والفيضانات والتسونامي وثوران البراكين بشكل فجئي.. والزعماء الأوروبيون الذين انتقدوا القرار يعرفون ذلك، لكنهم يقولون كلاما يعرفون مسبقا أنه مجرد دجل لتضليل الناس.
إن الحديث عن تأثير انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون وتأثيرها في طبقة الأوزون والاحتباس الحراري ليس إلا محاولة لإخفاء السبب الحقيقي لتلك الظواهر المناخية الجديدة التي يؤكد متخصصون أنها مفتعلة تماما. إن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ ليس إلا قرارا أملته المؤسسة على ترامب استعدادا لافتعال سلسلة من الكوارث الطبيعية التي يريد من يقف وراءها تحقيق هدف الانتقال إلى ما يسمونه "النظام العالمي الجديد" الذي أعلنه جورج بوش الأب أثناء ولايته.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم شعيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/04



كتابة تعليق لموضوع : الخلفيات المرعبة للانسحاب الأمريكي من اتفاقية باريس للمناخ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : سيف الدين ، في 2017/06/05 .

اأخونا لا مرعبة ولا بطيخ

الكل يعرف إن المناخ يتغير ولا اعتقد أن الأنسان قادر على تغير ما خلق الله تعالى نعم هناك أمور يجب مراعاتها وخاصة النفيات الصناعية وغيرها التي تصدر من بعض الصناعات والمعامل ولكن الظاهرة المناخية ليس بيد وقابلية البشر في قلبها أو السيطرة عليها.

لو سمحت أن تذكر لنا المليارات صرفت لغاية الأن ماذا أحدثت في الظاهرة المناخية؟ سطر لنا ما تم التقدم به

أقول لك إن مثل هذه الادعاءات هي فقط نوع من جر الأموال والمنفعة من قبل الأشخاص والشركات وتذكر آل كور المرشح الأمريكي الذي فشل وانتخب بوش أخر يفر العالم ويؤلف الكتب باسم الظاهرة المناخية والله اعلم ماذا دخل في حساباته في البنوك من وراء تلك الأفعال.


• (2) - كتب : ابو علي ، في 2017/06/04 .

لم بذكر الكاتب المحترم اي دليل او وثيقة على مدعاه بل انساق خلف نظرية المؤامرة اللذيذة لعقول العالم الثالث




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net