صفحة الكاتب : سميرة سلمان عبد الرسول البغدادي

أطلت برأسها من النافذة  متطلعة صوب السماء....فغمر عينيها  البقية المتخلفة من ضوء النهار  .كان القمر يزداد  تالقا  لحظة اثر  اخرى .. بقيت تقلب طرفها هنا وهناك علها تهرب من افكارها . لم تك تريد    ان   تفكر او ان تقطع صمت المساء  المحتشم  باي من  الافكار التي كانت تؤرقها منذ فترة ...

اطلقت زفرة مكتومة وانسحبت   صوب السرير   ...وتناولت دفترا كان مطروحا فوق وسادتها وكتبت"اما للحب من حدود؟؟؟وهل نستطيع ان نقول الى هنا  وكفى  حبا ؟لااعرف  فقد   اضحيت استنشق ايامي عبيرا  من كلماته, وارى ملامحي  تتشكل لعينيه  اغنية تلتمع في دواكن روحي. تلمست  طيفه البارحة قريبا دانيا ساكنا دمي.......لكنه "آه" لكنه لايزال.."
ثم ان القت القلم بعيدا صوب الجدار ودست راسها تحت الوسادة وشرعت بالبكاء .
ولم يقطع بكائها الا  طرقات والدتها على باب  الغرفة...
- ماما,العشاء  جاهز, أبوك بالانتظار ...بسرعة  قبل ان يبرد الطعام....
ابعدت الوسادة  ,ومسحت دموعها بيد ومبعدة خصلات شعرها  المبللة بالدموع الحارة باليد الاخرى واجابت :
- انا  قادمة....
سمعت خطوات والدتها  المبتعده, ...نهضت من السرير  متباطئة وهي تكفف دموعها التي تابى التوقف  .غسلت وجهها وقصدت غرفة الطعام حيث عائلتها مجتمعة  ..جلست في مكانها المعتاد قرب والدهاالا ان امها اشارت عليها ان  تحتل المقعد القريب من اخيها  فتسائلت غضبى عن السبب فاخبرتها والدتها ان  هنالك ضيوف قادمين على العشاءولم تنهي الوالدة جملتها حتى قُرع جرس المنزل مؤذنا بقدوم الزوار فاستقبل والدها   القادمون ببشاشة مبالغ بها , أدارت وجهها صوب الضيوف فكان ان راته .كان لقاء مفاجيء  لقاء كبح الالم فرحته ,  حين رات يد اختها وهي تطوق ذراعه  ..ذراع زوجها ,  عندها سرت  في اوصالها رعشة هزَت  كل حناياها بشدة لكنها تمالكت نفسها وهمت بالنهوض  ..وجاء صوت اختها الكبيرة ضاحكا  :
-"لاداعي لكل هذه الرسميات  ...بعد الطعام ساخبركم كل شيءعن السفرة"
رغم ذلك لم تستطع اختها الا ان تتحدث وهم يتناولون الطعام عن سفرتهم وكيف قضوا وقتهم  هناك...وبعد ان فرغوا انعزل الوالد مع ابنة وزوج الاخت في لعبة شطرنج وتحلقت الفتاتان حول امهما  وسالت الوالده:
-ابشري, هل هنالك ولي عهد في الطريق...هل للعلاج اي نتيجة؟
عندها اطرقت الاخت الكبيرة راسها ا لى الارض  مجيبة بالنفي ...وبدات الدموع تهطل من عينيها قائلة:
-رغم السنوات العشر التي مرت وبرغم كل العلاجات  .....واوقف حديثها غصة عظيمة اسكتتها فأحتضنتها  والدتها مصبرة اياها...نهضتُ باتجاه المطبخ لجلب الشاي عندما التقيته فقال   مبادرا :
-كيف الاحوال؟ 
-بخير, سفرة سعيدة أ...فقاطعني:-"كنت دائما في بالي ...والدليل اني جلبت لك معنا اكثر من هدية   ...ما الامر تبدين شاحبة؟ هل انت مريضة  ؟اوتشعرين باي الم؟ "
"كم احب هذا الخوف المرسوم في مآقيه نحوي  كم ....آه   كم انا   غبية ان من الجنون ان اسمح  لهذ الحب الاضطرام  في دواخلي..."فاجبت:
-انا بخير...
وهممت بالذهاب الا انه امسك بيدي_ما الامر؟  هل اغضبتك دون قصد؟
لو تعلمين كم اكنً لك من شوق...وتمتم  بكلمات غير مفهومه ...وبدا ان استرد وقار الخمسين عاما  فداعب شعري :"اذا  زعلانة  ساراضيك ! "وتركني قاصدا ابي...
لا اعلم  ماذا  افعل  بعد؟؟...لقد اكرهت نفسي على مقاومة الهذيان وكبح  زمام عاطفة محرمة  علي اذ  كيف لي ان اهوى زوج اختي؟؟؟؟ممكن اكون قد احببت سني عمره ! ان  اهتمامه الكبير نحوي جعلني  لااطيق صبرا دون التفكير به,,,لقد كنت اعرف متعة اغضابه واسترضاءه على التوالي ...كان مدرسي في الكليه وزوج اختي الكبرى وصديق ابي المقرب  لقدكبرت هو يحيطني بحبه واهتمامه كل  لحظة  ...لااعلم كيف ومتى تحول حبي له الى هيام؟؟لم افقه كيف سمحت  لنفسي التعلق به بكل هذه القوه... ان  من  غير المنطق ترك مثل هكذا  عاطفة  تنمو في جوانحي  ..فكيف اذا  كشفت فالى ما  تفضي؟؟؟
وبعد سويعا ت قليلة  ذهبت اختي وزوجها الى منزلهم  ...وحينما كنا نشاهد التلفاز  صرحت امي ان  "خلدون" زوج اختي واستاذي   سيتزوج اخرى قريبا  وانهم اتفقوا على ذلك؟؟؟
لم  اعي كيف وافقت اختي ؟كيف تقبل ان تشاركها اخرى به؟؟؟فتبادر لذهني " هل ممكن ان اتمنى  ان اكون الاخرى؟؟ هل مقدر لي ان اشارك اختي زوجها ؟؟؟ام ان  هنالك اخرى؟؟؟"
تضاربت الافكار في بالي فانسحبت لغرفتي لان ابي اشار على امي بالتزام الصمت وان هذه حياة اختي وهي اعلم بما تصنع....
شرع المطر يقرع زجاج النافذة , تعالت اصوات الرعد لمدويه في اذنيً وترددت فكرة صارخة  غمرت مشاعري "من ذا الذي سيلومني اذا  بينت له ما احس؟ اذا كان لابد ن تكون له زوجة اخرى فلما لااكون انا؟
ولكن ...كيف  ..ما سيكون...افكار وتساؤلات كثيرة انبلجت في  راسي حتى اني لم افقه كيف تسلل النوم الى عيني  ؟ 
والتقيته صبيحة اليوم التالي في الكلية.
-"ما بالهم عيناك؟
-لم انم البارحة جيدا 
-تعالي الى غرفتي....
سرت معه طول الممرالمفضي الى غرفته دون ان انبس ببنت شفة ..جلست فاحتل الكرسي القابع قبالتي:
- مابكِ ! اخبريني  ...ما الامر؟
فاجبته ولم ارفع عيني عن الارض:
- احقا ,سيكون لك زوجة اخرى؟
رفع راسي بيده وصار ينظر الى عيني مباشرة ...ثم قطع حاجز الصمت:
- انها فكرة اختك...اضاف بعد تردد"و "هل تكونين الاخرى؟ لابد انك شعرت بما اكنه لك من محبه لاقبل لي على اخفائها  اكثر من هذا ؟ واخالني احس بعاطفتك نحوي فسني عمري المديدة  منحتني خبرة كافية بمثل هذه المشاعر...." 
"لقد قرات الحب في عينيك  غير مرة, وكم تمنيت ان اكون محقة لكن ان احتل كان اختي  !فهذا مالا قبل لي على فعله"وترددت هذي العبارة ملء اهابي ...لقد اذاني تضارب المشاعر, فرغبتي اللامتناهيه ان اكون ملكه  تحثني على القبول بعرضه و الم اختي ان اشاركها به يؤرقني ...لكني استطعت ضبط مشاعري وخضعت لسلطان عقلي...حتى اذا لملمت شجاعتي اجبت بفتور  :
-انك بمثابة اب لي....

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سميرة سلمان عبد الرسول البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/14



كتابة تعليق لموضوع : وثنية الهوى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net