صفحة الكاتب : ماء السماء الكندي

عروش سليمانية القذافي والسيرة الجهادية
ماء السماء الكندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السيرة الجهادية لممثل فكاهي لا تعد بالضرورة دراما مؤلمة تستحق الاصغاء ففي النفس الساذجة احيانة تطغي عليها اسلوبية الحوار الهزلي وهي مؤشر عليها مسبقاً فالقذافي والذي يعتبر نفسه الناطق الرسمي بأسم عمر المختار لايستطيع التفريق بين عصمة الموقف ورخاوة التنفيذ.

حين امتلأت جعبة القذافي بروح القيادة والسيرة الحكيمة التي انتهجتها أسلافه ونصب لنفسه صرحاً وهمي كان يعتقد ان الشعب ينظر إليه بنظرة الرجل المعظم المحترم وهو لم ينسى الروح الجهادية ولم تنسه مذكرات هتلر صلابة القرارات وإيداع النفس داخل حمم مهلكة لان أي مخطط خاطئ في سياسة العسكر يؤدي إلى التقاط صورة شمسية لشخصية القائد ومن ثم يزف جثمانه إلى فسحة جوفية لا تتجاوز ثلاث أمتار.

من المعروف ان للعرب مواقف يثني عليها التاريخ اما القيادة فهي ليست من سمات العرب إطلاقا بينما يمتاز القادة العرب بالضيافة والمؤاخاة وهذا ما علمنا إياه رسولنا الأعظم محمد (ص) وزقنا بروح التآخي ولم يكن لرسولنا الكريم التوجه لنيل السلطة إطلاقا بل جاءت السلطة ليذرف الآيات العظمى ويوحد صف المسلمين. وبما ان زمننا اليوم هو زمن عولمي مطعم بمنشئ التكنولوجيا والوقت فلم يعد لدينا متسع كافٍ للإنحاء على تقبيل الأرض وشكرها على ما وهبتنا إياه ولا تضرعاً بخشوع وذلة إلى الواحد القهار ولا ان ننظر للذين ادني منا جاهاً وليس كرامة.

فالوقت فرس جامح يمتطيه الغربيون ونحن نمتطي الصبر والصبر والعروبة التي أكلت نصف أجسادنا لم تتوحد ولا لمرة واحدة منذ ان توفي أخر ماموث إلى الآن ولم نسمع في يوم من الأيام ان قادة العرب اتفقوا على موقف واحد بل سمعنا بمقولة ( اتفقت العرب على ان لا تتفق) فمال الداعي لخلق روح ضحوكة تمضغ بفكيها أساطيل شفاهنا فنحن نعلم ان نهاية الطاغية الطغيان ونهاية كل ظالم المضلومية والترجي بمن ضلمهم كما فعل مبارك المصري  وقد استنتج العالم ومر على تجارب عدة وبالخصوص العراق (وجعي على موطني) فقد ولد حالات وحالات وحكمته قيادات كثيرة وكانت خاتمتها الصنم الغجري ومن ثم بدأت العاصفة التسقيطية لأنظمة الدكتاتوريين تعصف بالشرق الأوسط كالنار اللاهبة وسط أتلال من القش تلتهم كل شيء وأخذت تتسلسل على الحروف الأبجدية وضربت الجزائر وتونس ومصر وسوريا والبحرين ونشبت جزئيا في الأردن وترنحت على شوارع السعودية وهي سائرة بلا توقف.

 ونعود بصورة خاطفة الى مؤتمر القمة المنعقد في دمشق 2008 حيث رأى العالم كله كيف كانت الحوارات ومن هو ضيف اللقاء فقد احتل القذافي منصة الحوار وتحول الحوار الى مهزلة ونكات والكل ينظر الى القذافي على انه مهرج او قرقوز فهذه كانت اللقاءات القممية العربية المترجمة  التي بنيت على اساس مناقشة وضع الدول العربية وكيف لها ان تكتفي ذاتياً او تعلن استقلاليتها كــ عروبة لا تطأها قدم غربية وما نالت تلك المناقشات والمباحثات الا مهزلة واكاذيب ولم نرى الى يومنا هذا أي دولة عربية ساندت شقيقتها فكلها اشادات كلامية واتصالات هاتفياً ولم يلمس أي مواطن تعديلاً او دعماً اترع به ما يفتقر اليه اطلاقاً.

كل العرب بالاجماع باطيافهم يلعنون الغربيون وهم يتمنون ان يكونوا مثلهم فلماذا لا نأخذ من الغربيين افكارهم العلمية وتطبيقاتهم التكنولوجية واساليبهم المعيشية ونترك معتقداتهم الفضفاضية فهل هذا معيب وان  الله جل ثنائه قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) اذا ليس هنالك ضير من ان تأخذ حكمة او مفهوم يخدم مصلحتك الشخصية دون ان تختلط بواحسك مع المراخصات الأخرى التي يحملها هذا الفاسق.

فمن نظرة التأمل الى الاندفاع نحو التحرر نرى ان القذافي لم يكن قائداً مصان بل هو شخصية بسيطة جداً شاءت الأقدار ان تتواضع بين يديها سلطة ثلاثية لتخلق منه رئيساً غير مرؤوس.. وبسبب افتقاره لروح القيادة واعتماده على الدعم اللوجستي اودى به الحال الى ابادة شعبه برمته وهو بعيد كل البعد عن السلك الإسلامي والديمقراطية ليصبح طريدة هالكة يطرق عداد موتها على صدرها. وبهذا فقد ضرب المثل على شخصية القذافي ليطبق على القادة العرب وما آلت اليه تصرفاته سوى التطرف واحداث خلل واضح في انظمة الدولة ما نشب عنه حالات من عدم الاستقرار والاستنفار العسكري الذي يمزق يومياً العشرات من المدنيين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماء السماء الكندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/17



كتابة تعليق لموضوع : عروش سليمانية القذافي والسيرة الجهادية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net