صفحة الكاتب : سامي جاسم عبدالله

قطر والسعودية الطريق المسدود؟؟!!
سامي جاسم عبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لعل الغريب في الأمر أن يتصارع بلدان عربيان بشكل مفاجئ ولأسباب تعد نوعاً ما غير مقنعة أو غير موجهة.
الازمة بدأت بعد فترة وجيزة من زيارة ترامب إلى السعودية وتشكيل الحلف الإسلامي بقيادة الولايات المتحدة والسعودية لمحاربة ما اسموه بالإرهاب وبحضور قطري.
وما هي إلا أيام حتى تنقلب الأمور بشكل غير مسبوق تحت ذرائع متعددة لم يعرف الصحيح منها والسقيم، فتارة يقال ان السبب تصريحات للملك تميم وجدها الاشقاء العرب انها شق لعصى الوحدة وأخرى يقال إن قطر داعم رئيسي للإرهاب في المنطقة ويجب عليها ان تكف يدها عن دعم الإرهاب وثالثة يقال انها حليف لإيران وإيران داعمة للإرهاب وبذلك تكون قطر مشتركة في دعم الإرهاب وهكذا تساق الأسباب والتهم ولكنها غير مقنعة بتاتاً.
فما نقل عن الملك تميم قام هو بنفيه وتكذيبه بشكل قاطع وأكد انه لم يتحدث بتلك الكلمات،ولا يوجد أي مصدر مؤكد لذلك ولا حتى تسجيل فيديوي أو صوتي يثبت هذه الادعاءات.
فليس مبرراً الاعتماد على تصريحات تم نفيها بكل قوة لتكون سبباً في كل هذه الأمور، وقطع العلاقات واغلاق المنافذ وتحريم المرور في الأجواء فضلاً على الأراضي بوجه القطريين شعباً وحكومة.
فالسبب الأول منتفي تماماً، أما السبب الثاني بشأن دعم الإرهاب فهو أيضاً غير مبرر، حيث أن تهمة دعم الإرهاب تلاحق بلدان أخرى لم تتخذ لا السعودية ولا أي دولة أخرى قراراً بالضد منها، فها هي تركيا تعتبر من أبرز داعي الإرهاب وبشكل علني وبكل ما اوتوا من قوة ولسنوات متعددة، فلم لا تقوم السعودية أو أي بلد آخر بقطع العلاقات التجارية والسياسية معها، ومن ثم اليست السعودية المتهم الأول بدعم الإرهاب؟! اليست السعودية تتبنى أفكار محمد بن عبد الوهاب الاب والرمز الروحي لهؤلاء المتشددين الإرهابيين؟! اليست الوثائق المتوفرة في شبكات النت دليل على تورط السعودية نفسها في دعم الجماعات الإرهابية ولو على مستوى النظرية؟! الا يجدر بنا ان نتسائل من أين يتغذى الارهابيون فكرياً؟! وعندما تمنع السعودية كتب الشيخ القرضاوي لما تحمله من أفكار متطرفة حسب قولهم! أوليس الأولى منع تداول كتب ابن تيمية وابن عبد الوهاب؟! اليسوا هم أساس التطرف في الإسلام؟! اليست أيدلوجية الإرهابيين قائمة على آرائهم وافكارهم؟!
عجيب حقاً ان يكون هذا هو سبب القطيعة والحصار وهو اشبه بمن يرمي الناس بالحجارة وبيته من زجاج، وما تصرف لاعبي المنتخب السعودي ببعيد عن الاذهان حيث لم يقفوا ولو دقيقة حداد تعاطفاً مع قتلى الاعتداءات الإرهابية والذي يدل بوضوح ان فكرة دعم الإرهاب والقتل الممنهج مترسخة في اذهانهم.
أما الدليل الثالث فهو مردود أيضاً، فليست قطر هي الدولة الخليجية الوحيدة صاحبة العلاقات المميزة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، فها هي الكويت تقيم علاقات تجارية وسياسية واسعة النطاق مع إيران، وهناك تبادل للزيارات بين الدولتين في أعلى المستويات الدبلوماسية. فالرئيس الإيراني حل قبل ما يقارب العام ضيفاً على الكويت حيث كان في استقباله الأمير الكويتي، وكذلك العلاقات الثنائية المتميزة بين عمان وإيران، حيث التعاون الاقتصادي والسياسي وحتى العسكري يشهد تطوراً كبيراً وتعتبر الدولتان حليفتان في المنطقة، فلماذا لم تقم السعودية بفرض الحصار عليها إذا كان سبب فرض الحصار هو العلاقة بإيران، وان كانت حقاً إيران تدعم الإرهاب ومن يقف معها يعتبر داعماً للإرهاب فلماذا لا تطلب السعودية من الامارات حليفتها بان تقطع التبادل التجاري مع إيران، ان كان حقاً لإيران دور في دعم الإرهاب، فالأموال التي تتحصل عليها نتيجة هذا التبادل التجاري سيذهب جزءاً منه إذا لم يكن كله ليدعم الإرهاب، فتعتبر الامارات داعمة للإرهاب أيضاً؟!
ومن الواضح بل والجلي ان إيران بريئة من دعم أي شكل من أشكال العنف والإرهاب في المنطقة والعالم ودعم الجمهورية الإسلامية واضح جداً للجميع فهي تدعم المقاومة في كل بقاع الأرض، ولم تقم يوماً بدعم الإرهاب ولو على مستوى الإيدلوجية فالجمهورية الإسلامية تعبر دوماً انها لا تريد شن حرب مع أحد وتبحث عن استقرار المنطقة وعدوها الوحيد في المنطقة الكيان الصهيوني الغاصب لا غير.
أذن فهذا السبب أيضاً منتفٍ وهنا بقي سؤال حقاً لماذا هذا التصعيد مع قطر؟
لعل الإجابة الأقرب تكون في ان قطر لم تشأ الرضوخ التام لإملاآت الرئيس الأمريكي ترامب عند زيارته للسعودية، فترامب يريد ان تقود السعودية العرب والمسلمين كافة وهو ما يواجه في المرتبة الأساس رفضاً أو امتناعاً واضحاً وجلياً من دولتين تركيا وقطر، فكلاهما يريدان ان تكون القيادة لهما لا لغيرهما. ولعل هناك رفض من دول أخرى كالعراق ومصر ولكن البلدان ليسا بوضع يسمح لهما بمخالفة الأوامر الترامبية على عكس تركيا وقطر.
ولعل، قطر لم ترد ان تدفع الجزية لترامب على غرار ما فعلته السعودية والامارات، بسبب ثقل المصاريف كونها تتهيأ لاستضافة كاس العالم وأيضاً وهو ما سيكلف ميزانية قطر الكثير.
ولعل السبب هو ان الإيدلوجية التي تسير عليها السعودية وقطر وصلت لمفترق طرق وهذا ما سبب انزعاج السعودية وأدى بها لهذا التصرف، حيث قد تعتبر السعودية انها قادرة على الدخول مع ايران في حرب وقد تتهيأ فعليا لذلك وهو ما لا يستحسنه القطريين فهم يريدون للمنطقة الاستقرار وحدوث اي حرب مع ايران لن تكون نتائجه كالحرب مع اليمن وغيرها من الدول، فايران قادرة على زعزعة استقرار المنطقة برمته وهو ما سيذهب بهذه الدويلات الصغيرة الى حافة الهاوية، كونها على مقربة جغرافية من ايران وحدوث اي امر طارئ سوف يزلزل كل مؤشرات الاستقرار وستهبط الاسهم وسيغادر المستثمرون وعملا تنتهي الحياة الاقتصادية لهذه الدول، والسعودية على منهجها في التعامل بعنجهية مع الاحداث وباسلوب المراهقين.
وفي المجموع يجب ان لا ننسى ان لقطر دور سلبي في سوريا واليمن والعراق وهذا ما لا يمكن انكاره وما يحصل اليوم مع قطر ليس الا عقاباً لها على ما ارتكبته من أفعال ذهبت بالمنطقة الى الجحيم التي تكبر ناره يوماً بعد يوم لتشمل أجزاء أخرى.
وأيضاً يجب ان يكون في الحسبان ان الصراع القطري السعودي ليس وليد اليوم بل هو متجذر لعدة عقود، ولعل التطور الجديد هو ان الخلاف صار خارج أروقة الاجتماعات والقصور وبات له أثر كبير.
ما يجب ان يستثمره العراق هو الاستفادة لصالحه من هذا الخلاف اقتصادياً وسياسياً ومحاولة التأثير بكل قوة نحو لعب دور محوري في ردع السعودية والتقارب بينهما وبين قطر ومحاولة كسر الشوكة السعودية.
وهذا ما يعتبر بعيد المنال. في اليوم وحتى في الغد إذا تفتقد القيادة العراقية للقوة والحزم والنظرة الإستراتيجية في التعامل مع دور الجوار.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جاسم عبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/25



كتابة تعليق لموضوع : قطر والسعودية الطريق المسدود؟؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net