صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

الإنتخابات المقبلة...شطرنج سياسي الا أذا!
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أمن, كهرباء, تعيين, خدمات , رواتب تقاعدية, خدمات صحية, تعليم  وغيرها من حقوق بسيطة تمثل الشغل الشاغل لكل عراقي  الذي ربما يجد في صندوق الانتخاب ملاذا ووسيلة للحصول على تلك الحقوق المسلوبة, الا أنه يتفاجئ بواقع مختلف أسوأ من ذي قبل, مرشحون تنصلوا عن وعودهم, وكتل  تخلت عن مشاريعها وأسدلت الستار على مشهد المزايدات على الوطن!
 لم لا فالمرشح أصبح سياسياً وأنسلخ عن جمهوره, والكتلة أصبحت رقما صعبا في مشهد سياسي مشوه!, ليجد المواطن نفسه خرج من فخر وعز الاختيار الى ذل الأمر الواقع (التحالفات والكتل), فهو مجبر على رؤية وجوه لم يفكر يوما أن المرشح او الكتلة ستتعامل معها وهاهي بين ليلة وضحاها  باتت محورا في العملية السياسية, وتتحكم بمصير المواطن والبلد على حد سواء, فمصلحة الكتلة والمرشح فوق الوطن والمواطن وهذا المشهد قد تكرر كثيرا على مدار 13 عام, بأختصار  أنها السياسية يسكت الكل حين يعلو صوت المصالح.
 بعد كل تلك السنوات لم يشبع لصوص السياسة من ملئ خزانهم, ولم يشبعوا من دمائنا أيضا!
 مع أقتراب الانتخابات يدور حديث في الشارع العراقي عن رغبة في التغيير بعدما أرتوت السواتر بالدم العراقي وكل تلك التضحيات الجسام وقبل ذلك كله الإخفاق وخيبة الأمل, وتدهور الواقع السياسي والامني وأنعكاس هذا على المواطن, الذي تطحنه المفخخات وتسحقه البطالة والفقر, ورغم ذلك كله فهو أول المضحين, يجود بالعطاء ليقدم فلذات الأكباد للدفاع عن الارض والشرف, بينما كان أول الهاربين كبار الساسة وأبنائهم, ممن ينعمون بالأمن خارج العراق في الوقت الذي يقف فيه الغيارى على السواتر.
السؤال الأهم هنا والذي يطرح نفسه بقوة كيف سيكون المشهد السياسي في الانتخابات المقبلة وهل سيكون التغيير حقيقي ملموس وجذري؟
 الجواب أذا بقيت نفس الرؤوس الكبيرة والساسة والسياسة فطبعا لا... بأختصار كل ما سيحدث شطرنج سياسي, بعض الوجوه ستحذف من القائمة فقد أنكشف امرها, سرقات وفساد وأداء سياسي هزيل وعقارات وممتلكات بين قوسين نالوا نصيبهم من الكعكة, لذلك طبيعة المرحلة تتطلب (كش ملك), ليحل محلهم أخرين ليقتسموا الكعكة لمدة أربع سنوات مقبلة وهكذا يتم تدوير النفايات السياسية!
هذا المشهد غير قابل للتغيير الا أذا قرر الشعب فعلا تغيير الوجوه..  وربما (الا اذا)  تلك لم تتوفر لدى الشعب لغاية الان, أو أنه ليس عازما عليها, كما عزم على مواجهة الدواعش, فما تتطلبه المرحلة هو التحرر من قيود التبعية, ومن مهرجين السياسة بمختلف طوائفهم وأنتماءاتهم, لاسيما أن المشهد قد بين للشعب العراقي أن السياسة لادين لها ولا مذهب, فدينها المصلحة ومذهبها الربح!
ترى كم يحتاج المواطن ليغير مصيره؟ وكم مرة سيلدغ من نفس الجحر؟ وكيف يتحرر من كونه مجرد أداة مرحلة ورقم أنتخابي  وصوت في صندوق؟ فدمه مباح وحقه مسلوب وأحلامه مؤجلة بأنتظار أن تتخم بطون اللصوص وتمتلئ خزانهم وهذا مستحيل بطبيعة الحال, متى يخرج العراقي من أبعاد اللعبة, ومتى يصبح خارج رقعة الشطرنج؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/27



كتابة تعليق لموضوع : الإنتخابات المقبلة...شطرنج سياسي الا أذا!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net