صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

القضاء ذبيح السلطة
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من تولى القضاء فقد ذبح بغير سكين.
صحيح هذا تماما فربما أصدر قاض حكما بالإعدام، أو بالسجن، وكان المتهم في حقيقة الأمر بريئا بينما القاتل والسارق يمرحان ويسرحان ويفرحان وينعمان بالحرية والسبب ليس لأن القاضي غير نزيه، أو إنه متواطيء لكن الأمر مرتبط بمايسبق النطق بالحكم، ففي أحيان تتوفر قرائن ومعطيات تجهز مسبقا ويكون القاضي في مواجهة تلك المعطيات فهو لايعمل وفقا للنوايا، وهذا ماتشير إليه فكرة الحديث القائل، من تولى القضاء فقد ذبح بغير سكين، وكان الذين يكلفون بالقضاء من أهل العلم والدراية والورع والحكمة يتجنبون القضاء، ويهربون منه، وكانوا يهددون في الغالب، ويعذبون في حال رفضوا تولي المهمة.
في زمننا هذا تحول العمل في القضاء الى مهنة يمكن القيام بها بعد سنوات من الدراسة الأكاديمية، وكثر المشتغلون فيه من النساء والرجال، وتختلف المعايير من بلد الى آخر، ومن القضاة من يرضخ لحكم السلطة. ففي عهد صدام حسين كانت الأحكام القضائية في الغالب سياسية بإمتياز، ولعل أشهر من كان يصدر أحكاما قضائية كيفية القاضي عواد البندر.
القضاء في العراق بعد العام 2003 تعرض الى إتهامات عنيفة وكانت السلطة القضائية عرضة للإنتقاد، وخرجت تظاهرات طالبت برؤوس شخصيات نافذة، لكن المؤسسة القضائية تحاول الإستمرار في المهمة بعيدا عن تلك الضغوط، فلامجال للعواطف في مهنة القضاء، ويبدو إن المرحلة الحالية طبعت بحوادثها كثيرا من القضايا حتى التي صدرت فيها أحكام وهي عادلة نتيجة الإحتقان السياسي والصراع على السلطة.
والصراع على السلطة قد يؤدي بنا الى القول، إن القضاء في العراق ذبيح السلطة. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/01



كتابة تعليق لموضوع : القضاء ذبيح السلطة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net