صفحة الكاتب : ابو فراس الحمداني

زمن الشيعة المعاصر وآفاق المستقبل
ابو فراس الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



ضمن البرنامج الدوري للملتقى العراقي للحوار والثقافة استضاف الملتقى المفكر والباحث الإسلامي غالب الشابندر في ندوة تحت عنوان (الزمن الشيعي المعاصر وآفاق المستقبل ) قدّم لها وأدار حوارها الكاتب الإعلامي والناشط السياسي علاء الخطيب الذي عرف بالضيف الباحث وأشار إلى سيرته النضالية كونه من القيادات الإسلامية التي تصدت للعمل الإسلامي الشيعي المعارض. مستعرضاً كتاباته وأفكاره الجريئة التي انتقد فيها الأحزاب الشيعية وممارساتها في السلطة . بعدها استهل الباحث الشابندر محاضرته بمداخلة مستفيضة لتأريخ الصراع الطائفي والقومي الذي حصل في المنطقة والذي أعتبره معبراً عن نفسه بصورة تيارات فكرية وسياسية، وأحيانا بمضمون دول إسلامية مثل الدولة العباسية والأموية والفاطمية والعثمانية –بحسب وصفه- وما تخللها من دويلات صغيرة كانت تتقاسم الصراع والنفوذ على العراق. ثم تطرق الشابندر إلى الفكر السياسي الشيعي المعاصر وتأثيره في الإسلام السياسي السني ومساهمته في كسر الحاجز الطائفي وعلى خلق مشتركات مع الحركات والقيادات الإسلامية، مؤكداً على ان نجاح الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الأمام الخميني ساهم في تبؤء الشيعة لمركز قيادي في الساحة الإسلامية مؤكدا على ان الثورة الإسلامية ساهمت في بلورة مشروع سياسي شيعي وجعلت من الإسلام الشيعي رقما مهما في الجغرافية السياسية للمنطقة دخل ضمن حسابات صانع القرار في الدول العظمى.



وتوقف المحاضر عند التغيير السياسي الذي حصل في العراق الذي ساهم باعتقاده في تعزيز دور الشيعة على خارطة الشرق الأوسط لما يمتلكه العراق من أهمية سياسية واقتصادية وحضارية وجغرافية، استفزت القوى الإقليمية وساهمت في اصطفافات جديدة بالمنطقة، حيث اثر التقارب الحاصل بين الجمهورية الإسلامية
والقيادات السياسية في العراق الجديد حفيظة القوى الإقليمية التي اعتبرته امتداداً عقائدياً وسياسياً وجغرافياً لسوريا وحزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين. وأشار الشابندر إلى امتلاك هذا (الشريط الجغرافي) كل مقومات القوة والنجاح لما يحتويه من تنوع طائفي وقومي وفكري وما يمتلكه من ثروات طبيعية هائلة من نفط وزراعة وانهار وارض خصبة استفزت الاخرين لتسهم في استحضار الاستقطاب التاريخي الذي كان سائدا في المنطقة قبل تأسيس الدولة الوطنية، واستذكر الباحث الشابندر تصريحات لعاهل الأردني في هذا السياق الذي اشار خلالها وبشكل مباشر الى خطورة تبلور هذا التجمع العقائدي الذي اسماه حينها الهلال الشيعي بالإضافة إلى تصريح الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي شكك في ولاء الشيعة لأوطانهم واتهمتهم بالتبعية لإيران في محاولة لتفريغ هذا التجمع من انتماءه الوطني ومن عمقه لتاريخي واعتباره معادي ويهدد مصالح
الدول السنية المتنفذة في المنطقة وقد أطلق الإعلام الرسمي العربي وبعض الإعلام الغربي على هذا التحالف بمحور التشدد او محور الممانعة ومحور المقاومة .
في مقابل ذلك نشا محور جديد (حسب رأي الباحث) في المنطقة يضم الأردن وسوريا والسعودية بالإضافة إلى دول الخليج أطلق عليه محور الاعتدال وكان ذلك بحسب السيد الشابندر يمثل بداية لاستقطاب طائفي اعاد المنطقة إلى حقبات تاريخية تطرق الباحث في مطالعته أيضا إلى مصادر القوة في الجسد الشيعي وصنفها الى أربعة أقسام أحزاب سياسية شيعية تتمتع بشعبية كبيرة في العراق والبحرين ولبنان و لها قدرة على تحريك الرأي العام والإسلام الشيعي ألطقوسي ، الشعائري الذي اثبت امكانيته على تحشيد الملايين في المناسبات الشيعية والحركات الشيعية المقاومة التي اثبتت قدرتها على تحقيق انتصارات كبيرة وأصبحت قوة كبيرة تدخل ضمن الحسابات الدولية والمرجعية الدينية التي ما زلات تحتفظ بمركزيتها وقدرتها على تنظيم وتوجيه الجهد السياسي الشيعي.
وتطرق الشابندر الى ردود الفعل التي مارسها المحور الآخر أو ما يسمى محور لاعتدال وبما يمتلكه من امكانيات وتحالفات دولية ساهمت في تكريس عزلة سياسية على المحور الشيعي تطورت بفعل الثورات العربية إلى عزلة اجتماعية بسبب تناقضات الموقف الإيراني ودعم إيران إلى النظام السياسي السوري في ازمته الحالية ’ الأمر الذي غير من المعادلة السياسة المتوارثة تاريخيا. الذي احتكر فيها الشيعة مطالب الحرية والثورة ضد الحكام ، مقابل ركون السنة للحكام بعد الانتفاضات العربية تغيرت المعادلة وأصبح الجمهور السني منتفضا ضد الظلم والعبودية بينما الجمهورية الايرانية وبعض النخب الشيعية داعمة للقمع والاستبداد.
وانهى الشابندر محاضرته بالاشارة الى ان الشيعة يمتلكون ارث مدني وحضاري نتيجة لمعيشتهم بالقرب من الأنهار والاراضي الخصبة حصّنهم ضد التطرف والتكفير بعكس الفكر السياسي السني الذي ورث قسوة الصحراء العربية و ساهم في انتاج التطرف و التكفير مضيفا ان ذلك ما أشارت اليه مراكز بحثية غربية وامريكية محايدة , وتطرق الشابندر في رده على احد المتداخلين الى ضرورة بلورة مشروع سياسي شيعي
عراقي ينآى بنفسه عن سياسية المحاور ويتحرك على أرضية واقعية عراقية وان يتجنب اخطاء شيعة العراق في تاسيس الدولة العراقية، وطالب القيادات السياسية العراقية بضرورة التخلي عن مصالحهم الشخصية
والارتقاء باداءهم الى مستوى المرحلة وحملهم مسؤولية ترتيب العلاقة مع الجمهورية الاسلامية بالشكل الذي يحافظ على المصالح الوطنية العراقية وجعلها على اعلى سلم اولوياتهم , وطالبهم بسياسة الانفتاح على الغرب وضرورة اعتنام لفرصة التاريخية لحالية في التحلف مع الغرب لتجنب اخطاء وكوارث الماضي مشيرا الى ان زمن الشعارات قد انتهى ويجب ان يعمل السياسيين الشيعة على بلورة خطاب سياسي واقعي متصالح مع
الذات بعيد عن أدبيات المعارضة , واتهم الباحث غالب الشابندر إيران بالتدخل في الشؤون السياسية العراقية 
ومحاولة إذكاء الخلافات بين الاحزاب الشيعية العراقية لجعلها تدور في الفلك الإيراني ، مطالبا القيادات الإيرانية بالكف عن السياسية الحالية التي تعمل على فتح مياه البزل على الأراضي العراقية وقطع مياه الانهر التي تصب في معظمها في الجنوب وتؤئر بشكل كبير على شيعة العراق مشيرا إلى إن عراق قوي متماسك يمثل قوة لإيران وضمان لدول المنطقة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو فراس الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/23



كتابة تعليق لموضوع : زمن الشيعة المعاصر وآفاق المستقبل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net