العتبة العباسية تطلق النسخة الثالثة من مهرجان الإمام الباقر تزامنا مع فاجعة هدم قبور البقيع

تزامناً مع الذكرى السنويّة المؤلمة لفاجعة هدم قبور البقيع انطلق مساء الاثنين الثامن من شوّال المعظّم الموافق للثالث من شهر تموز 2017م فعاليّات مهرجان الإمام الباقر الثقافي بنسخته الثالثة، الذي تُقيمه وترعاه العتبة العبّاسية المقدّسة تحت شعار: (الإمام الباقر-عليه السلام- مستودعُ الحكمة وترجمانُ الوحي) وذلك على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات في العتبة المقدّسة.

حفل افتتاح المهرجان الذي شهد حضوراً واسعاً لشخصيّات دينيّة وأكاديميّة فضلاً عن ممثّلين من العتبات المقدّسة والمزارات الشريفة بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت القارئ حيدر جلوخان وقراءة سورة الفاتحة ترحّماً على أرواح من سقطوا وهم يدافعون عن حياض وتربة هذا الوطن الغالي شهداء العراق الأبرار.

جاءت بعدها كلمة الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة التي ألقاها أمينها العام المهندس محمد الأشيقر(دام تأييده) والتي بيّن فيها: “ببركة اللهِ تعالى ومننه السابغة علينا، نقيمُ مهرجانَ الإمامِ الباقر(عليه السلام) الثقافيّ السنوي، وتحت شعار: (الإمامُ الباقرُ-عليه السلام- مستودعُ الحكمة وترجمانُ الوحي)، لنقفَ على بعض شذراتِ وأنوارِ هذا الإمام العظيم.. الإمام الخامس من أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)..” لمتابعة باقي الكلمة اضغط هنا

اعتلى المنصّة بعده الشاعر عادل الصويري ليُلقي قصيدة من الشعر العمودي تغنّت أبياتها بالإمام الباقر(عليه السلام) ومظلوميّة أئمّة البقيع(عليهم السلام).

بعد ذلك تمّ الإعلان عن الفائزين الثلاثة بمسابقة بحوث المهرجان، والذين قاموا بدورهم بإلقاء ملخّصات بحوثهم وكانوا كما يلي:

الفائز الأوّل: الدكتور عباس إسماعيل الغراوي، وكان بحثه بعنوان: (منهج الإمام الباقر طريق للتعايش السلميّ).

الفائز الثاني: الأستاذ علي عبد الوهاب العرداوي، وكان بحثه بعنوان: (قراءة معاصرة في نصوص تربويّة مختارة عند الإمام الباقر-عليه السلام-).

الفائز الثالث: الأستاذ رسول محمد حسن التميمي وكان بحثه بعنوان: (الإمام الباقر وانبثاق الجامعة الكبرى).

لتُختتم هذه الفقرة بجملةٍ من المداخلات التي قام الحاضرون بطرحها ليقوم الأساتذة الباحثون من جانبهم بالإجابة عنها وتوضيح ما يلزم توضيحه.

كما كانت هناك مشاركةٌ شعريّة للشاعر زين العابدين السعيدي بقصيدةٍ من الشعر الشعبيّ حلّق من خلالها بالحاضرين الى البقيع وذكر مظلوميّة من هُدِم قبره هناك.

قام بعد ذلك نائب رئيس قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة وعضو اللّجنة التحضيريّة للمهرجان السيد عقيل عبد الحسين الياسري بإلقاء كلمة اللّجنة التحضيريّة للمهرجان وتوصياته التي جاء فيها: “مهرجانُنا هذا يهدف الى التذكير بهذه الفاجعة الأليمة وشحذ الهمم لكلّ المتصدّين للسعي لإعادة بناء هذه المراقد المطهّرة ورفع الحيف عنها بأيّ شيء نستطيع، بتأليف كتبٍ، بكتابة مقالاتٍ وبحوثٍ، بنشر قصائد ومراثي، بإقامة المجالس، وغيرها من الوسائل التي تُتاح لنا، لنكون قد ساهمنا بجزءٍ يسير من النصرة لهم (عليهم السلام)..”

لتُختتم فعاليّات المهرجان بتوزيع الشهادات التقديريّة على الفائزين بالمسابقة البحثيّة والمساهمين في انعقاد المهرجان ووسائل الإعلام التي قامت بتغطية فعاليات المهرجان.

أمين العتبة العبّاسية: حادثة هدم البقيع انتكاسة بالوعي، والضبابيّة السوداء التي غيّرتْ ملامحَ الوجه المشرق للإسلام..

“هدم البقيع المقدّس، تحمل الكثير من اللوعة والأسى؛ لما تمثّله هذه المناسبة من انتكاسةٍ في الوعي، وتسلّطِ الجهل، والضبابيّةِ السوداء التي غيّرتْ ملامحَ الوجه المشرق للإسلام..” هذا ما جاء في كلمة الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة المهندس محمد الأشيقر (دام تأييده) خلال حفل افتتاح مهرجان الإمامِ الباقر(عليه السلام) الثقافيّ السنوي الذي يعقد تحت شعار: (الإمامُ الباقرُ-عليه السلام- مستودعُ الحكمة وترجمانُ الوحي)، حيث انطلقت فعالياته مساء هذا اليوم الاثنين (8شوال 1438هـ) الموافق لـ(3تموز 2017م). وفي ما يلي نصّ الكلمة:

ببركة اللهِ تعالى ومننه السابغة علينا، نقيمُ مهرجانَ الإمامِ الباقر(عليه السلام) الثقافيّ السنوي، وتحت شعار: (الإمامُ الباقرُ-عليه السلام- مستودعُ الحكمة وترجمانُ الوحي)، لنقفَ على بعض شذراتِ وأنوارِ هذا الإمام العظيم.. الإمام الخامس من أئمّة أهل البيت(عليهم السلام).

بعد أن شرّفَنا اللهُ تبارك وتعالى بتلك الاستنارة المباركة بأنوار الهدى والرشاد، وهي النسخة الثالثة لهذا المهرجان، نأمل من خلالها الوقوف على فقرات مهمّة من إمامته الشريفة، وما صاحبتها من انحرافاتٍ عقائديّة، في ظلّ تنامي نفوذ وبدع أئمّةِ الجورِ والضلالة..

فعمل الإمامُ الباقر(عليه السلام) على دحضها، وبيان حقيقتها؛ لكونه باقرَ علوم الأوّلين والآخرين، كذلك العمل على إظهار جزءٍ من مظلوميّته، بهدم قبره المطهّر مع باقي القبور الطاهرة لأئمّة الهدى في بقيع الغرقد، بفتاوى التكفير الأعمى التي جعلت العالمَ الإسلامي يئنُّ من وطأتها حتى قيام يومنا هذا..

ومناسبة هدم البقيع المقدّس، تحمل الكثير من اللوعة والأسى؛ لما تمثّله هذه المناسبة من انتكاسةٍ في الوعي، وتسلّطِ الجهل، والضبابيّةِ السوداء التي غيّرتْ ملامحَ الوجه المشرق للإسلام.

وقد وضعت العتبةُ العبّاسية المقدّسة في أجندتها المهرجانيّة مهرجاناتٍ خصّت بها أئمّةَ البقيع(سلام الله عليهم)، فالإمامُ الحسن(عليه السلام) خُصّص له مهرجانٌ يُقام سنويّاً في ذكرى مولده المبارك في الخامس عشر من شهر رمضان.

والإمامُ السجّاد(عليه السلام) أُفردت له مساحةٌ من مهرجان ربيع الشهادة، والإمام الصادق(عليه السلام) يُحتفى به من خلال مهرجان ربيع الرسالة أو من خلال الاحتفاليّة المركزيّة المتزامنة مع ذكرى ولادة جدّه منقذ البشرية الرسول الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) لتكتمل حلقة هذه المهرجانات الاحتفائيّة والاستذكاريّة بمهرجان الإمام الباقر(عليه السلام).

لقد عاش الإمامُ الباقر(عليه السلام) في ظلّ جدّه السبط الشهيد(عليه السلام) أربع سنوات، وصُبغتْ شخصيّتُه الفذّة بتلك الصبغة الإلهيّة التي تجلّت في حياة السبط الشهيد، ولا ريب أنّ مأساةَ كربلاء الفجيعة تركت طابعها على نفسيّة الإمام الباقر(عليه السلام) الذي رافق صورَها وشاهدها لحظةً بلحظة؛ لأنّه كان ممّن حضرها مع سائر أبناء الأسرة الهاشميّة.

كانت حياته (سلام الله عليه) حياة كريمة، ومثلاً أعلى للصبغة الربّانية، وظلّ شعاعُ تلك الحياة يضيءُ دربَ السالكين إلى الله تبارك وتعالى حتى اليوم.

لذا ومن باب استكمال الدرب الذي خطّه أئمّتنا(عليهم السلام)، والحفاظ على علومهم وتراثهم وسيرتهم الحسنة، لتتناقله الأجيال وتستنير بهديهم الأممُ والشعوب.. نهيب بكافّة الإخوة من الكتّاب والمؤلّفين (أعزّهم الله) أن يواصلوا التدوين المعرفيّ في هذا المجال، والمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات والمسابقات التأليفيّة والتدوينيّة التي من شأنها رفد المكتبة الإسلاميّة العريقة بالمنصف والموضوعيّ من الكتب، والبحوث، بطرائقَ منهجيّة علميّة، تبرزُ كنوزَ ومعارف أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) والعلماء الأجلّاء الذين ساروا واقتفوا أثر هذا المعينِ الصافي.

لنحيى بعالمٍ مشرق أكثر أملاً وتفاؤلاً.. بغدٍ تنعمُ فيه البشريّةُ ببركات وجود أنوار الأرض والسماء.. الذين أرسلهم اللهُ عزّ وجلّ ليأخذوا بيدِ العالم إلى برّ النجاة والأمان..

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.. والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله الهداة المهديّين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/04



كتابة تعليق لموضوع : العتبة العباسية تطلق النسخة الثالثة من مهرجان الإمام الباقر تزامنا مع فاجعة هدم قبور البقيع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net